تأملات في الآيتين الكريمتين{وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ * مِنْ دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ *}
من كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ
الحلقة: 121
بقلم الدكتور علي محمد الصلابي
ربيع الآخر 1444ه / نوفمبر 2022م
أي: أرونا من اشتركتموهم مع الله أين هم الآن؟ وفي موضع آخر في القرآن الكريم: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22) مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ (23) وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ (24) مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ (25)} ]الصافات:22-25[، لقد ضلوا عنكم وتركوكم، بل وتبرأوا منكم {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ} ]البقرة:166[، ثم يأتي الذين اتبعوا فيقولون: {رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ} ]فصلت:29[، نعم أنّها معركة؛ لأن الله تعالى قال: {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} ]الزخرف:67[، وقوله تعالى: {هَلْ يَنْصُرُونَكُمْ أَوْ يَنْتَصِرُونَ} ]الشعراء:93[ يعني لا يستطيعون نصركم، أو الدفاع عنكم، ولا حتى نصر أنفسهم، فإن كان نصرهم لأنفسهم ممنوعاً، فلغيرهم من باب أولى، ففي الآية تقريع لهم ولمن عبدوهم من دون الله وتحقير لشأنهم(1).
مراجع الحلقة الواحدة والعشرون بعد المائة:
(1) تفسير الشعراوي، محمد متولي الشعراوي، (17/106).
يمكنكم تحميل كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ
من الموقع الرسمي للدكتور علي الصَّلابي