تأملات في الآيتين الكريمتين: {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ (*) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ (*)}
من كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ
الحلقة: 120
بقلم الدكتور علي محمد الصلابي
ربيع الآخر 1444ه / نوفمبر 2022م
قد تكون الجنة قريبة من موقف السعداء، ينظرون إليها ويفرحون بأنهم المحشورون إليها، والنار تكون بارزة مكشوفة للأشقياء بمرأى منهم، يتحسرون على أنهم المساقون إليها، قال الله في صفة أهل الثواب: {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ} ]ق:31[، وقال في صفة أهل العقاب:{فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا} ]الملك:27[ وإنّما يفعل الله ذلك؛ ليكون سروراً معجلاً للمؤمنين وغمّاً عظيماً للكافرين(1).
وقال الطبري في قوله تعالى: {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ} وأدنيت الجنة وقرّبت للمتقين الذين اتقوا عقاب الله في الآخرة بطاعتهم في الدنيا، وفي قوله: {وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ} أي أظهرت النار للذين غووا فضلوا عن سواء السبيل(2).
وقال السعدي في {لِلْغَاوِينَ}: الذين أوضعوا في معاصي الله، وتجرؤوا على محارمه وكذّبوا رسله وردّوا ما جاء به من الحق(3).
مراجع الحلقة العشرون بعد المائة:
(1) التفسير الكبير مفاتيح الغيب (تفسير الرازي)، (8/518).
(2) تفسير الطبري "جامع البيان في تأويل القرآن"، (19/87-88).
(3) تفسير السعدي "تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان"، ص1223.
يمكنكم تحميل كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ
من الموقع الرسمي للدكتور علي الصَّلابي