الجمعة

1446-06-26

|

2024-12-27

(الجماعة في صلاة التراويح)

اقتباسات من كتاب " فقه الصلاة" للدكتور يوسف عبد الله القرضاوي (رحمه الله)

الحلقة: العشرون بعد المائة

ذو القعدة 1444ه/ مايو 2023م


ولهذا ذهب الجمهور إلى سُنِّية صلاة التراويح جماعة، بل ذهب الطحاوي من الحنفية إلى وجوبها على الكفاية.
قال الحنفية: إقامة التراويح في جماعة سنة على وجه الكفاية في الأصح، فلو ترك أهل المسجد كلهم الجماعة، أساؤوا وأثموا، ولو أقامها البعض، فالمتخلِّف عنها تاركٌ الفضيلةَ، وإن صلاها بالجماعة في البيت، فقد حاز إحدى الفضيلتين، وهي فضيلة الجماعة، دون فضيلة الجماعة في المسجد.
قال ابن قدامة: «والمختار عند أبي عبد الله (يعني: الإمام أحمد)، فعلها في الجماعة. قال في رواية يوسف بن موسى: الجماعة في التراويح أفضل، وإن كان رجل يقتدى به، فصلاها في بيته، خِفْت أن يقتدي الناس به.
قال أحمد: كان جابر وعلي وعبد الله يصلونها في جماعة».
قال ابن قدامة: «ولإجماع الصحابة على ذلك، وجمع النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه وأهله في حديث أبي ذر، وقوله له: "إن القوم إذا صلوا مع الإمام حتى ينصرف، كتب لهم قيام تلك الليلة". وهذا خاصٌّ في قيام رمضان».
ومن قال من العلماء قديمًا بأن الصلاة في البيوت أفضل، فهذا فيمن كان يصلي لنفسه ويطيل كثيرًا، ولا يجد صلاة جماعة تشبع نهمه، ولا تختل الجماعة في المسجد بتخلُّفه.
أما إذا وجد هذه الجماعة، فالأولى أن يصلي مع المسلمين، ليكثِّر جماعتهم، وليقوى بهم، ويقوَوْا به.
ولذا قال بعض الشافعية: من كان يحفظ القرآن، ولا يخاف من الكسل، ولا تختل الجماعة في المسجد بتخلفه، فصلاته في الجماعة والبيت سواء، فمن فقد بعض ذلك، فصلاته في الجماعة أفضل.
قال الطحاوي: «كل من اختار التفرد ينبغي أن يكون ذلك على ألَّا يقطع معه القيام في المساجد، فأما التفرد الذي يقطع معه القيام في المساجد فلا».
وعند المالكية تندب صلاة الترويح في البيوت، وهو مشروط بثلاثة أمور:
الأول: ألا تعطل المساجد.
الثاني: أن ينشط لفعلها في البيت.
الثالث: وأن يكون غيرَ آفاقي الحرمين.
وقال الزُّرْقاني: يكره لمن في المسجد الانفراد بها عن الجماعة التي يصلونها فيه، وأولى إذا كان انفراده يعطل جماعة المسجد.
وأرى أنَه ينبغي على كل مسلم الحرص على الصلاة في المسجد، لما له من فوائد كثيرة لا تجهل؛ إلَّا من كان له عذر.

هذه الحلقة مقتبسة من كتاب فقه الصلاة للدكتور يوسف عبد الله القرضاوي (رحمه الله) ص318-317


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022