كيفية صلاة الكسوف
اقتباسات من كتاب " فقه الصلاة" للدكتور يوسف عبد الله القرضاوي (رحمه الله)
الحلقة: 134
ذو الحجة 1444ه/ يونيو 2023م
لا خلاف بين الفقهاء في أن صلاة الكسوف ركعتان، إلا إنهم اختلفوا في هيئتهما، فذهب مالك والشافعي وأحمد إلى أنَّها ركعتان في كل ركعة قيامان، وقراءتان، وركوعان، وسجدتان.
واستدلوا: بما رواه ابن عباس رضي الله عنهما قال: كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصلَّى الرسول صلى الله عليه وسلم والناس معه، فقام قياما طويلًا نحوًا من سورة البقرة، ثم ركع ركوعًا طويلًا، ثم قام قيامًا طويلًا وهو دون القيام الأول، ثم ركع ركوعًا طويلًا، وهو دون الركوع الأول.
وقالوا: وإن كانت هناك روايات أخرى، إلا أن هذه الرواية هي أشهر الروايات في الباب.
وقال الحنفية: إنها ركعتان، في كل ركعة قيام واحد وركوع واحد وسجدتان، كسائر النوافل.
واستدلوا بحديث أبي بكرة، قال: خسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج يجرُّ رداءَه، حتى انتهى إلى المسجد، وثاب الناس إليه، فصلَّى بهم ركعتين... الحديث، ومطلق الصلاة تنصرف إلى الصلاة المعهودة. وفي رواية: فصلى ركعتين كما يصلُّون.
والخلاف بين الأئمة في الكمال، لا في الإجزاء والصحة، فيجزئ في أصل السنة ركعتان كسائر النوافل عند الجميع.
وقد ثبتت الزيادة على الركوعين في الركعة عن النبي صلى الله عليه وسلم، كما في حديث جابر رضي الله عنه قال: كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلَّى ست ركعات بأربع سجدات.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنَّه صلى في كسوف، فقرأ ثم ركع، ثم قرأ ثم ركع، ثم قرأ ثم ركع، ثم سجد، والأخرى مثلها.
وقد جمع الفقهاء بين هذه الروايات، فقالوا: إنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يزيد في الركوع إذا لم ير الانجلاء، فإذا انجلت الشمس أو القمر سجد.
قال الإمام الشوكاني: «وقال ابن خزيمة وابن المنذر والخطابي وغيرهم من الشافعية: يجوز العمل بجميع ما ثبت من ذلك، وهو من الاختلاف المباح، وقواه النووي في شرح مسلم».
هذه الحلقة مقتبسة من كتاب فقه الصلاة للدكتور يوسف عبد الله القرضاوي (رحمه الله) ص352