(الاستسقاء بالصالحين)
اقتباسات من كتاب " فقه الصلاة" للدكتور يوسف عبد الله القرضاوي (رحمه الله)
الحلقة: 143
اتفق الفقهاء على استحباب الاستسقاء بأقارب النبي صلى الله عليه وسلم، وبالصالحين من المسلمين، الذين عرفوا بالتقوى والاستقامة؛ لأنَّ عمر رضي الله عنه استسقى بالعباس وقال: الَّلهم إنَّا كنَّا إذا قحطنا توسلنا إليك بنبيك، فتسقينا، وإنا نتوسل بعم نبينا فاسقنا. قال أنس بن مالك: فيُسقَوْن.
وروي أنَّ معاوية استسقى بيزيد بن الأسود، فقال: اللهم إنا نستسقي بخيرنا وأفضلنا، اللهم إنا نستسقي بيزيد بن الأسود. يا يزيد، ارفع يديك إلى الله تعالى. فرفع يديه، ورفع الناس أيديهم، فثارت سحابة من المغرب كأنها تُرس، وهبَّ لها ريح، فسُقُوا حتى كاد الناس ألا يبلغوا منازلهم.
وقد قال أبو طالب في وصف النبي صلى الله عليه وسلم:
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه
ثمالُ اليتامى عصمةً للأرامل
وعلى هذا كان المسلمون وأئمتهم يستسقون بدعاء الصالحين في حياتهم، قال الإمام ابن قدامة رحمه الله: «ويستحب أن يستسقي الإمام بمن ظهر صلاحه؛ لأن عمر رضي الله عنه استسقى بالعباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستسقى معاوية والضحاك بيزيد بن الأسود الجرشي».
هذه الحلقة مقتبسة من كتاب فقه الصلاة للدكتور يوسف عبد الله القرضاوي (رحمه الله) ص365