(ذِكر نبي الله يوسف عليه السلام في سورة غافر)
بقلم الدكتور علي محمد الصلابي
ذو الحجة 1444ه/ يوليو 2023م
ذكر يوسف عليه السلام في قول الله تعالى بسورة غافر: ﴿وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حتّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ﴾ [غافر: 34].
فقد جاءت الآية ضمنَ حوار مؤمن آل فرعون مع قومه، وفيها دليل على أنّ يوسف عليه السلام كان رسولاً نبيّاً بعثه الله وأرسله إلى أهل مصر ليبلّغهم دين الله الحقّ ويدعوهم إليه، وأنّهم كانوا في غالبيّتهم في شكّ من أمره، أي: بيْن بيْن، لم يُظهروا الكفر والعناد، ولم يتمكّن الإيمان في قلوبهم فيسلموا ويتّبعوا كما أنّهم انتفعوا بتأثيره الخيّر حال حياته، فلمّا توفّاه الله قطعوا حبل الوصل معه، ولم يحفظوا من أمره إلّا اسمه وصفته، وأسقطوا كلّ ما يربطهم به، وفي التاريخ انقلب الفراعنة على أعدائهم الملوك الهكسوس، وأزال العهدُ الجديد – كما هي العادة – كلّ أواصر وصِلات وصِفات وأفكار ومعتقدات ورجالات العهد البائد، وكان من بين ذلك، العزيزُ عند الملِك يوسفُ عليه السلام دلّ هذا المعنى قوله: (هلك)، واللفظ يدلّ على سقوط الشيء، ومنه في الحسيّات: الموت هلاك. ومنه في المعنويّات: هلك مُلكه. فجمع اللفظ المعنيين: موت يوسف، وموت دعوته في المجتمع المصري. (1)
مراجع الحلقة الثانية عشر:
1يوسف أيها الصديق، د. محمد عاطف السقا، دار المكتبي، الطبعة الأولى، 1429ه – 2008م، ص 12.
يمكنكم تحميل كتاب النبي الوزير يوسف الصديق عليه السلام
من الموقع الرسمي للدكتور علي محمد الصلابي http://www.alsalabi.com/salabibooksOnePage/668