السؤال
فكَّرت في قول الله تعالى على لسان امرأة العزيز (فذلك الذي لمتنني فيه)، ثم جاءتني خاطرة وسؤال مع علمي اليقيني من غير شك أن هذا الذي أخبر الله به لاشك ولا ريب فيه، ففكرت في أن لغة امرأة العزيز عربية، أو غير عربية، وكيف أنها بهذه البلاغة أم أن الله عز وجل أخبر عنها وتولى الإخبار بكلامه العظيم لأجل إفهامنا بالكلام العربي المبين.. ومثل ذلك كلام إبراهيم عليه السلام وهو أعجمي؟ أفيدوني مأجورين..
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
ما قصه الله تعالى به في كتابه الكريم على ألسنة بعض خلقه الذين لا يتكلمون العربية فإنما هو إخبار عن معنى كلامهم بلغة العرب، والله تعالى محيط بالخلق وبكلامهم ولغاتهم لا يعجزه شيء، ولا يغيب عنه شيء، فأكثر الرسل عليهم السلام، وفرعون وقارون ومؤمن آل فرعون والعزيز وامرأته وغيرهم- ليسوا من العرب، ولا يتكلمون اللغة العربية، ولكن الله تعالى أخبرنا عن كلامهم بلسان العرب الذي نزل به القرآن على المعنى الذي قالوه.
وليس هذا بمستغرب ولا مستنكر، فإنه -ولله المثل الأعلى- قد يستمع العربي –مثلاً- الذي يجيد اللغة الإنجليزية إلى حوار أو حادثة بين شخصين يتكلمان الإنجليزية، ثم يخبرنا بما وقع بينهما، وما الذي قالاه باللغة العربية، هذا مع ملاحظة أن ما جاء في النص القرآني الكريم هو في أعلى درجات الدقة، فهو تعبير عن حقيقة ما قالوه وما أرادوه دون أي اختلاف أو زيادة أو تصور؛ ذلك أنه كلام العليم الخبير جل وعلا، الذي لا تخفى عليه خافية، ولا يغيب عنه شيء مما في الصدور والضمائر فضلاً عن الكلام واللغات، وهو خالق الناس وما يعملون وما يتكلمون "ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير". سبحانه وبحمده، جل شأنه وتقدست أسماؤه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
المجيب
د.محمد بن سريّع السريّع
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية