الإثنين

1446-10-30

|

2025-4-28

السؤال
ورد في سورة النساء الآية رقم (78) (أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل من عند الله فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا) في الآية الثانية (ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك وأرسلناك للناس رسولا وكفى بالله شهيدا).
السؤال :كيف تقول الآية: كل من عند لله، ثم الآية التي بعدها تقول: الحسنة من الله والسيئة من نفسك؟ وجزاكم الله عنا كل خير.

 

الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الحسنة والسيئة من عند الله خلقاً وإيجاداً وتقديراً، إذ لا يستطيع أحد من الخلق إيجادهما وتقديرهما على فلان ومن فلان، وأما دلالة الآية الأخرى "وما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك" فمعناها أن الحسنة من الله معنى يسرها لك ويسرك لها أما السيئة فإن الله سبحانه وإن كان هو خالقها في الحقيقة، لكن العبد هو الذي اختارها دون الحسنة، وهذا المعنى من باب حسن الخطاب، والأدب مع الله –يعلمنا الله ذلك- كقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "... والخير كله بيديك، والشر ليس إليك" وكما قال الله عن خليله إبراهيم عليه السلام "الذي خلقني فهو يهدين والذي هو يطعمني ويسقين وإذا مرضت فهو يشفين". حيث أسند إبراهيم المرض إلى نفسه –لا إلى الله تأدباً مع ربه، في حين أسند الأفعال الأخرى إليه سبحانه.
والخلاصة: إن الله خالق الخير والشر "الله خالق كل شيء" ومنه الحسنة والسيئة، ولكن العبد هو الذي يختار بنفسه الخير أو الشر ويحاسَب على فعله. والله أعلم.

 

المجيب
أ.د. سعود بن عبدالله الفنيسان
عميد كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقاً


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022