الثلاثاء

1446-11-01

|

2025-4-29

تأملات في الآية الكريمة

﴿يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ﴾:

الحلقة: 46

بقلم الدكتور علي محمد الصلابي

 

صورة بيانيّة من أرقى صور البيان وكأنّ يوسف عليه السلام كان شاغلاً لوجه أبيهم ولم يكن خالياً لهم، يعني كأن يوسف عليه السلام كان قاطعاً لهم الطريق الّذي يصلون منه إلى وجه أبيهم، فإذا قتلتموه، أو طرحتموه أرضاً خلا هذا الطريق وأمكنكم أن تسلكوه إلى وجه أبيكم.(1) و﴿يخل لكم وجه أبيكم﴾: أي: يصْفُ لكم ويخلص لكم وجه أبيكم، فيقبِل عليكم ويزداد حبّه لكم، وقد ظنّوا أنّه عندما يفقد يوسف، يخرج حبّه من قلبه وما علموا أنّه عندما يفقده سيزداد حبّاً له وشوقاً إليه وأنّ خيال ولده المفقود سيبقى في قلبه وأنّ قلبه لن يخلو لهم وهو يعلم أنّهم سبب إبعاد حبيبه عنه ومفارقته له.

وقولهم: ﴿يخل لكم وجه أبيكم﴾: يدلّ على غلظة نفوسهم وتبلّد مشاعرهم، فغياب المحبوب يلهّب الشوق ويضاعف المحبّة، وأنّى لهم أن يستشعروا هذه المعاني وقلوبهم ممتلئة بالحقد والحسد والضغينة والبغي.(2)

 

مراجع الحلقة السادسة والأربعون:

من حديث يوسف وموسى، محمد محمد أبو موسى، ص 66.

التفسير الموضوعي، (4/138).

 

يمكنكم تحميل كتاب النبي الوزير يوسف الصديق عليه السلام

من الموقع الرسمي للدكتور علي محمد الصلابي

http://www.alsalabi.com/salabibooksOnePage/668


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022