الأحد

1446-10-29

|

2025-4-27

جوانب من التغيرات الإدارية في عهد الوليد بن يزيد بن عبد الملك

من كتاب الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار (ج2):

الحلقة: 229
بقلم: د. علي محمد الصلابي
شوال 1442 ه/ يونيو 2021

كشفت رسائل عمال هشام التي عثر عليها الوليد عن ارائهم في ولايته للعهد، فبنى عليها موقفه منهم ، واتخذها أساساً لما أحدث من تعديلات في الوظائف المختلفة ، أما العمال الذين دَلَّت رسائلهم على تحزبهم لهشام ، وتأييدهم له من تحويل ولاية العهد إلى ابنه مسلمة فعزلهم الوليد وعاقبهم عقاباً صارماً ، وأما العمال الذين صمتوا عن الخوض في ولاية العهد ، أو جهروا في رسائلهم بمعارضتهم لهشام فثبّتهم الوليد ، وأبقاهم الوليد في مناصبهم ، وأحسن إليهم.
1 ـ أسماء عمال الوليد:
كان محمد بن هشام المخزومي ، خال هشام بن عبد الملك أول العمال الذين فصلهم الوليد ، إذ نحّاه عن المدينة ومكة والطائف ، وعين مكانه خاله يوسف بن محمد الثقفي وأقصى الوليد بن القعقاع العبسي عن قنسرين ، وأسندها إلى يزيد بن عمر بن هبيرة الفزاري. وأعفى عبد الملك بن القعقاع العبسي من ولاية حمص ، ووكلها الوليد إلى ابنه عثمان ، وضم إليه ربيعه بن عبد الرحمن، فقيه أهل المدينة ، المعروف بربيعة الرّأي.
وأمّا سائر عُمّال هشام فلم يعرض الوليد لهم ، ولم يعزلهم من ولاياتهم ، فاحتفظ يوسف بن عمر الثقفي ، خال الوليد بحكم العراق، لأنه كان أشار على هشام ألا يخلع الوليد من ولاية العهد ، وظل القاسم بن محمد بن القاسم الثقفي على البصرة وتعاقب على الكوفة غيرُ عامل خلال ولاية يوسف بن عمر على العراق لهشام ، كان اخرهم زياد بن صخر اللخمي، فعزله يوسف عنها في مستهل خلافة الوليد واستعمل عليها عبيد الله بن العباس الكندي، ثم عزله وولّى أبا أمية بن المغيرة بن عبد الله بن أبي عقيل الثقفي، فأقام جمعة حتى هرب يوسف بن عمر بعد قتل الوليد. وظل مروان بن محمد على أرمينية ، وحرب بن قطن بن قبيصة بن مخارق الهلالي على سجستان، ونصر بن سيار على خراسان، وعمرو بن محمد بن القاسم الثقفي على السند وكان على اليمن في نهاية خلافة هشام القاسم بن عمر الثقفي ، أخو يوسف بن عمر ، فلم يزل عليها حتى مات هشام، ثم وليها الضحاك بن زمل السكسكي حتى قتل الوليد. وبقي المهاجر بن عبد الله الكلابي على اليمامة في أيام هشام والوليد ، وكان على إفريقية حنظلة بن صفوان الكلبي في عهد هشام والوليد.
2 ـ موظفو الدواوين والقصر بالعاصمة:
استغنى الوليد عن أغلب الموظفين الذين ولوا لهشام الشرط والرسائل والخراج والجند والخاتم والخزائن وبيوت الأموال والحرس والخاتم الصغير والخاصة ، وقد أقصاهم لأنهم من خاصة هشام، ولأنهم شاركوا فيما أنزله هشام به من السوء، ولأن كل خليفة كان يفصل أكثر موظفي الدواوين والقصر السابقين ويستعيض عنهم بموظفين اخرين يثق بهم ويطمئن إليهم، وكان عمال الوليد وموظفوه من القيسية واليمنية ومن مواليه.
3 ـ قضاة الأمصار:
لم يخلع الوليد من قضاة الأمصار زمن هشام إلا يوسف بن سعد بن إبراهيم ، عزله يوسف بن محمد الثقفي عن قضاء المدينة، وولى يحيى بن سعيد الأنصاري، وأما سائر القضاة فاستمروا في وظائفهم ، فكان الحارث بن يَمْجُد الأشعري قاضي دمشق لهشام والوليد، وولي قضاءها للوليد الحارث بن محمد أبو حبيب الظهري الحمصي، وكان على قضاء البصرة يوم قدم يوسف بن عمر سنة عشرين ومئة عبد الله بن بريدة الأسلمي ، فلم يلبث أن مات ، فاستقضى عامر بن عبيدة الباهلي ، فلم يزل قاضياً حتى مات هشام والوليد ، وكان محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى قاضي الكوفة لهشام والوليد.
4 ـ العلماء في عهد الوليد بن يزيد:
منذ تسلَّم الوليد بن يزيد بن عبد الملك الخلافة لم يعد للعلماء أثر واضح في سياسة الدولة ، والتي أخذت في التدهور مسرعة نحو السقوط ، فمن الطبيعي أن لا يكون لهم مجال في سياسة الدولة مع الوليد بن يزيد الذي غمس نفسه في فتنة العصبية القبلية ، كما غمس نفسه في اللهو والترف.


يمكنكم تحميل كتاب الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار
من الموقع الرسمي للدكتور علي محمَّد محمَّد الصَّلابي:
الجزء الأول:
http://alsallabi.com/uploads/file/doc/BookC9(1).pdf
الجزء الثاني:
http://alsallabi.com/uploads/file/doc/BookC139.pdf
كما يمكنكم الاطلاع على كتب ومقالات الدكتور علي محمد الصلابي من خلال الموقع التالي:
http://alsallabi.com


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022