الثلاثاء

1446-11-01

|

2025-4-29

"الحب والنوى" تعبير علمي في القرآن الكريم

الحلقة الخامسة والأربعون

بقلم الدكتور علي محمد الصلابي

جمادى الآخر 1441ه/فبراير 2020م

قال تعالى: " إِنَّ اللّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ" (الأنعام ، آية : 95).
يخبر تعالى عن كماله وعظمة سلطانه وقوة اقتداره وسعة رحمته وعموم كرمه وشدة عنايته بخلقه في هذا النص الكريم إشارة إلى أن للبذور النباتية اسمين متمايزين: "الْحَبِّ وَالنَّوَى "، والأول: يشمل البذور الهشة أي القابلة للطحن وهي المستخدمة كمحاصيل غذائية أساسية للإنسان ومنها ذوات الفلقة الواحدة مثل: القمح والشعير والذرة والشوفان، وذات الفلقتين مثل: الفول، الحمص، البازلاء، العدس، الترمس، وغيرها، أما البذور التي لها قدر من الصلابة فيطلق عليها اسم "النوى"، مثل نوى البلح، نوى المشمش، نوى الخوخ، نوى البرقوق وأشباهها.
ويغلف البذور: (بما فيها من جنين ومواد غذائية مكتنزة) عدد من الأغلفة اللازمة لحمايتها من المؤثرات الخارجية، ومن هذه الأغلفة ما يتميز بالرقة مع إحكامه كما هو الحال في أغلب البذور، ومنها ما يتميز بالصلابة الشديدة، كما هو الحال في النوى، وهناك شروط داخلية وخارجية لإنبات البذور منها وفرة الماء (بقوة الإنبات)، وبدء نمو الجنين، والزيادة التدريجية في حجمه، وهي عملية معقدة للغاية، لا يقوى عليها أحد من الخلق، ولا يمكن لها أن تتم بغير توجيه وهداية ربانية، وهي حقائق لم تدرك إلا في القرنين الماضيين، ولذلك ينسبها ربنا ـ تبارك وتعالى ـ لذاته العلية.

المراجع:
* القرآن الكريم
* علي محمد محمد الصلابي، المعجزة الخالدة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم براهين ساطعة وأدلة قاطعة، دار المعرفة، صفحة (188:184).

* زغلول النجار، مدخل إلى دراسة الإعجاز العلمي، صفحة 299.


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022