الرد على الأخطاء التي نسبت إلى داوود (عليه السلام) في الأسفار اليهودية ..
مختارات من كتاب الأنبياء الملوك (عليهم السلام)
بقلم د. علي محمد الصلابي ...
الحلقة (47)
بالقراءة المتأنية للأسفار اليهودية نجدها مليئة بالكذب والافتراء على الأنبياء عليهم السلام ووصفهم بأقبح الشرور والآثام. ومن الأنبياء المفترى عليهم سيدنا داوود (عليه السلام)؛ فقد وصف بالقتل، والزنا في أسفارهم. ويظهر أن واضعي أسفار العهد القديم مصممون على تلطيخ شرف داوود (عليه السلام) الذي جمع الله له النبوة والملك معاً، ذلك أنهم وصموه بأحطّ الأوصاف؛ حيث لم يكتفوا باتهامه بأنه سليل زنا، بل صوّروا على أن بيته بيت زنا وفسوق، ودعارة، وفجور، لا على أنه بيت نبوة وحكم وملك.
وردّ على ذلك منصور بن راشد التميمي -رحمه الله- وغيره من العلماء وبيّنوا تناقص التوراة المحرفة نفسها، ففي حين وصفت داوود (عليه السلام) بأبشع الجرائم نراها تتحدث عن إخلاصه لربه واتباعه الكامل له، وهكذا تظهر المتناقضات في كتبهم. إننا بيّنا مقام النبوة وبأن داوود (عليه السلام) من أنبياء الله المعصومين، وبأن ما نسب إليه من الكبائر أكاذيب وأباطيل، وأن من وضع تلك السموم في العهد القديم حاول رسم صورة مشوهة لنبي الله داوود وغيره من الأنبياء حتى ينعدم الإحساس بالذنب لدى الناس ويشجّعوهم على اقتراف المنكرات والفواحش والذنوب والمعاصي.
إن القرآن الكريم وصف داوود (عليه السلام) بالإيمان بالله وشرّفه الله عز وجل بالعبادة، واتصف بالصبر والشجاعة والحكمة والحكم بالحق والاستغراق الكبير في تسبيح الله وحمده والثناء عليه وذكره في موكب الأنبياء والمرسلين، وآتاه الله الزبور، وشد الله ملكه الذي كان في طاعة الله، واشتهر بالصيام والقيام والشكر لله عز وجل بالجوارح واللسان والقلب إلى غير ذلك من الصفات النبيلة والأخلاق الكريمة والمثل الحميدة.
مراجع الحلقة:
- الأنبياء الملوك، علي محمد محمد الصلابي، الطبعة الأولى، دار ابن كثير، 2023، ص 215-217.
- داود وسليمان عليهما السلام في الأسفار اليهودية، مي حسن محمد المدهون، ص279.
- العصمة في ضوء عقيدة أهل السنة، منصور راشد التميمي، مكتبة الرشد ناشرون، ط1، 1419ه، ص273.
لمزيد من الاطلاع ومراجعة المصادر للمقال انظر:
كتاب الأنبياء الملوك في الموقع الرسمي للشيخ الدكتور علي محمد الصلابي: