الثلاثاء

1446-11-01

|

2025-4-29

الزبور في المصادر الإسلامية؛ جمعاً ودراسة

مختارات من كتاب الأنبياء الملوك (عليهم السلام)

بقلم: د. علي محمد الصلابي

الحلقة (45)

 

هذا العنوان (الزبور في المصادر الإسلامية) للدكتور صلاح محمود الباجوري، من أفضل ما كتب في هذا الباب على حسب اطلاعي، وقد خرج الباحث بنتائج مهمة منها:

-نزل الزبور -كما نزلت الكتب السماوية قبله- جملة واحدة، واختص القرآن الكريم فنزل منجماً مفرقاً.

-نزل الزبور -كما نزلت جميع الكتب السماوية المعروفة لنا- في شهر رمضان.

-الغالب على الزبور، اشتماله على الحكم والمواعظ ودعاء الله تعالى، والثناء عليه، مع اشتماله -أيضاً- على الأوامر، والنواهي والأحكام التي تأتي أحياناً صراحة، وأحياناً أخرى ضمناً وفي سياق وعظي.

-تناولت نصوص الزبور، التي وصلت إلى علماء المسلمين، ودوّنوها في مصادرهم موضوعات، منها: البشارة بالنبي محمد ﷺ، وذكر أسمائه، وصفاته، الخُلقية، والخَلقية، وشمائله، ومكانته بين الأنبياء وشريعته، وتأييد الله له، ووصف أمّته، وخصائصها، وتفضيلها على الأمم، والدعوة إلى التحلي بالمكارم، والتخلي عن الرذائل، وأوامر، ونواهي، وحِكَم، وأمثال، ومواعظ.

-لم يأت داوود (عليه السلام) بشريعة تخالف التوراة.

-لا توجد نسخة كاملة للزبور (بين المصادر الإسلامية المعروفة لنا)، والموجود منه فقرات متناثرة تتفاوت طولاً وقصراً.

-هناك تباين واضح بين نصوص (المزامير) التي يتداولها أهل الكتاب، ونصوص (الزبور) التي وقف عليها علماء المسلمين، ولعل هذا الاختلاف راجع إلى تفاوت الترجمات، أو بسبب تحريف أهل الكتاب، لأسفارهم، كمحاولة منهم لطمس الحق الوارد بالبشارة بالنبي محمد ﷺ.

-جمع الله تعالى للنبي محمد ﷺ في القرآن الكريم، محاسن ما في الكتب السابقة عليه.

ه- متى أنزل الزبور على داوود (عليه السلام)؟

من حديث واثلة بن الأسقع رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: أُنْزِلَتْ صُحُفُ إبراهيمَ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ أوَّلَ ليلةٍ مِن رمَضانَ، وأُنزِلَتِ التَّوراةُ لسِتٍّ مضَيْنَ مِن رمَضانَ، وأُنزِلَ الإنجيلُ لثلاثَ عَشْرَةَ خلَتْ مِن رمَضانَ، وأُنزِلَ الزَّبُورُ لثمانَ عَشْرَةَ خلَتْ مِن رمَضانَ، والقُرْآنُ لأربعٍ وعِشرينَ خلَتْ مِن رمَضانَ».

و- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:

كانت دولة داوود (عليه السلام) من أهدافها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكان ينهج مع الظلمة والفسقة والعصاة منهجاً شديداً يظهر فيه معالم القوة والردع. قال تعالى: ﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ﴾ [المائدة: 78]. وكانت هذه سياسة من سياسات الحكم عند داوود (عليه السلام): لين ومواساة وحنان مع المظلومين، وشدة وقوة، وبأس مع الفسقة والعصاة.

- ﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾ [المائدة: 78] أي: طردوا وأبعدوا من رحمة الله.

- ﴿عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَم﴾؛ أي: بشهادتهما وإقرارهما بأن الحجة قد قامت عليهم وعاندوها.

- ﴿ذَلِكَ﴾: أي: الكفر واللعن.

- ﴿بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ﴾؛ أي: بعصيانهم لله ولرسله، وظلمهم لعباد الله صار سببا لكفرهم، وبعدهم عن رحمة الله، فإن للذنوب والظلم عقوباتٍ.

مراجع الحلقة:

- الأنبياء الملوك، علي محمد محمد الصلابي، الطبعة الأولى، دار ابن كثير، 2023، ص 208-211.

- الزبور في المصادر الإسلامية، صلاح الباجوري، الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، كلية الدعوة وأصول الدين، ص 446-448.

- الأحاديث الصحيحة، إبراهيم صالح العلي، ص177.

- شخصية الحاكم في ضوء القصص القرآني، محمد رائف، دار الفاروق للنشر والتوزيع، ط1، 2010م، ص104.

- تفسير السعدي، ص283.

 

لمزيد من الاطلاع ومراجعة المصادر للمقال انظر:

كتاب الأنبياء الملوك في الموقع الرسمي للشيخ الدكتور علي محمد الصلابي:

http://www.alsalabi.com/salabibooksOnePage/696


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022