الزبور بين التوراة والإنجيل ..
مختارات من كتاب الأنبياء الملوك (عليهم السلام)
بقلم: د. علي محمد الصلابي
الحلقة (44)
الزبور هو الكتاب التالي المنزل على (بني إسرائيل):
ضمن ثلاثة كتب مقدّسة وهي:
- التوراة: أنزلها الله على موسى (عليه السلام)، قال تعالى: ﴿وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ﴾.
- الزبور: أنزله الله على داوود (عليه السلام)، قال تعالى: ﴿وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا﴾.
- الإنجيل: أنزله الله على عيسى (عليه السلام)، قال تعالى: ﴿وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ﴾.
ب- سبب التسمية:
ورد في سبب تسمية الزبور أقوال، فتناقلها أهل العلم، يمكن إجمالها:
- سُمي الزبور زبوراً لغلظ كتابته.
- لكثرة ما فيه من الزواجر والمواعظ.
- لاقتصاره على الحكم.
- لأنه نزل من السماء مسطوراً، أي: مكتوباً.
جـ- محتوى الزبور:
- يقول البغوي (رحمه الله): الزبور كتاب علَّمه الله داوود (عليه السلام)، ويشتمل على مائة وخمسين سورة: كلها دعاء، وتمجيد وثناء على الله، وليس فيها حرام، ولا حلال، ولا فرائض ولا حدود.
- ويقول الرازي رحمه الله: الزبور ليس فيه شيء من الشرائع والأحكام، بل ليس فيه إلا المواعظ.
وقد ذكر ذلك الإمام القرطبي، وأبو حيان الأندلسي، والشوكاني، والسيوطي، والبدر العيني، والطاهر بن عاشور-رحمهم الله- وغيرهم.
فهذه النقول مجمل ما ذكره العلماء حول محتوى الزبور، وهي تكاد تجمع على خلوه من الشرائع والأحكام، وربما كان السبب وراء هذا التصور: أن شريعة داوود (عليه السلام) هي بعينها شريعة التوراة. يقول ابن تيمية رحمه الله: وأما الزبور، فإن داوود لم يأت بغير شريعة التوراة. ويرى بعض العلماء أن خلو الزبور -تماماً- من الشرائع والأحكام، مسألة تحتاج إلى نظر، ذلك أن نصوص الزبور، التي وقف عليه علماء المسلمين في زمنهم ووثقوا بما فيها تشتمل على آيات صريحة من الأمر والنهي، وآيات أخرى يفهم منها الأمر والنهي، وإن جاءت في صورة توجيهات ومواعظ. وممن فطن إلى هذا من المتأخرين: الألوسي؛ فقد نقل عن قتادة قوله: كنا نتحدث أن الزبور دعاء علمه داوود (عليه السلام)، وتجميد لله عز وجل، وليس فيه حلال ولا حرام، ولا فرائض، ولا حدود، ثم قال: والذي تدل عليه بعض الآثار اشتماله على بعض النواهي والأوامر.
مراجع الحلقة:
- الأنبياء الملوك، علي محمد محمد الصلابي، الطبعة الأولى، دار ابن كثير، 2023، ص 206-208.
- الزبور في المصادر الإسلامية، صلاح الباجوري، الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، كلية الدعوة وأصول الدين، ص 371-386.
- روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، الآلوسي، تحقيق: علي عبد الباري عطية، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1415هـ، ص (8/92).
- تفسير البغوي (3/139).
لمزيد من الاطلاع ومراجعة المصادر للمقال انظر:
كتاب الأنبياء الملوك في الموقع الرسمي للشيخ الدكتور علي محمد الصلابي:
