من خواطر الشيخ الشعراوي
الخاطرة الثامنة:
إن البداية من الله، والنهاية الي الله جل جلاله، وبما أننا جميعا سنلقى الله، فلابد أن نعمل لهذا اليوم، ولذلك فإن المؤمن لا يفعل شيئاً في حياته إلا وفي باله الله، وأنه سيحاسبه يوم القيامة.. ولكن غير المؤمن يفعل ما يفعل، وليس في باله الله، وعن هؤلاء يقول الحق سبحانه: {والذين كفروا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظمآن مَاءً حتى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ الله عِندَهُ فَوَفّاهُ حِسَابَهُ والله سَرِيعُ الحساب} [النور: 39] وهكذا من يفعل شيئاً وليس في باله الله، فسيفاجأ يوم القيامة بأن الله تبارك وتعالى الذي لم يكن في باله موجود، أنه جل جلاله هو الذي سيحاسبه.
إن الدين كله بكل طاعاته، وكل منهجه، قائم على أن هناك حساباً في الآخرة، وأن هناك يوماً نقف فيه جميعاً أمام الله سبحانه وتعالى، ليحاسب المخطئ ويثيب الطائع، وهذا هو الحكم في كل تصرفاتنا الإيمانية.