خواطر إيمانية
الشيخ محمد متولي الشعراوي (رحمه الله)
الخاطرة السابعة
إذا كانت كل نعم الله تستحق الحمد، فإن {مالك يَوْمِ الدين} تستحق الحمد الكبير، لأنه لو لم يوجد يوم للحساب، لنجا الذي ملأ الدنيا شروراً، دون أن يجازى على ما فعل، ولكان الذي التزم بالتكليف والعبادة وحرم نفسه من متع دنيوية كثيرة إرضاء لله قد شقي في الحياة الدنيا، ولكن لأن الله تبارك وتعالى هو {مالك يَوْمِ الدين}، أعطى الاتزان للوجود كله، هذه الملكية ليوم الدين هي التي حمت الضعيف والمظلوم وأبقت الحق في كون الله، إن الذي منع الدنيا أن تتحول إلي غابة يفتك فيها القوي بالضعيف والظالم بالمظلوم هو أن هناك آخرة وحساباً، وأن الله سبحانه وتعالى هو الذي سيحاسب خلقه.
والإِنسان المستقيم استقامته تنفع غيره؛ لأنه يخشى الله، ويعطي كل ذي حق حقه، ويعفو ويسامح، إذن كل من حوله قد استفاد، من خلقه الكريم، ومن وقوفه مع الحق والعدل.
أما الإنسان العاصي فيشقى به المجتمع، لأنه لا أحد يسلم من شره، ولا أحد إلا يصيبه ظلمه، ولذلك فإن {مالك يَوْمِ الدين} هي الميزان، تعرف أنت أن الذي يفسد في الأرض تنتظره الآخرة، لن يفلت مهما كانت قوته ونفوذه، فتطمئن اطمئنانا كاملاً، إلى أن عدل الله سينال كل ظالم. ص68