الأحد

1446-05-15

|

2024-11-17

يُعتبر الإحسان من القيم الأساسية التي يجب على المسلمين تطبيقها في حياتهم اليومية، ويتعلق معنى الإحسان في الإسلام بفعل الخير والعطاء وتقديم المساعدة والدعم للآخرين بإحسان وإيثار. ويُعتبر شهر رمضان في الإسلام فرصة مثالية لتعزيز قيم الإحسان، حيث يشجع المسلمون على تقديم الخيرات والعطاء والعمل الخيري. وفي هذا الشهر الفضيل تتضاعف الأجور والمكافآت للأعمال الصالحة، مما يجعل الناس يسابقون الزمن للقيام بالخيرات والإحسان في شهر رمضان، وهو ما يتجلى في العديد من الأعمال الخيرية والمشاركة في بناء المساجد وكثرة الصدقات والتبرعات، إن هذه الأعمال تعكس التزام المسلمين بقيم الإحسان والتعاطف مع الآخرين في شهر الصيام والتقوى. (1) ونحن نعيش في شهر رمضان المبارك يجدر بنا أن نُذكِّر بأنواع الإحسان كالإحسان إلى الناس بما ينفعهم من القول الحسن، والفعل الحسن، والعطاء والبذل، وهيمن مظاهر الإحسان الذي أُمر به المسلم، والذي وعد الله تعالى بالمجازاة عليها بالأجر العظيم، كما قال سبحانه: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [سورة البقرة:195] وقال سبحانه: (إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) [سورة الأعراف:56]. (2) شهر رمضان شهرٌ تتجلى فيه الرحمة والإحسان بأبهى صورها، وأعظم معانيها، لأن المسلم يذوق الجوع والعطش، فيشعر بغيره من الجوعى والعطشى، فيمد إليهم يد العون والعطاء، راجياً من الله الثواب والخُلْف، فالصوم يربي في قلب الصائم العطف على الفقير والمحتاج، والإحسان إلى الناس، والإنفاق والسخاء، والتعاون على البر والتقوى، وتفريج الكربات، والإيثار والمروءة. (3) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من فطر صائمًا كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئًا» [رواه الترمذي وصححه الشيخ الألباني]. لقد كان السلف الصالح (رحمهم الله) يحرصون على إطعام الطعام في هذا الشهر، ويقدمونه على كثير من العبادات سواءٌ كان ذلك بإشباع جائع، أو إطعام أخٍ صالح؛ فلا يشترط في المُطعَم الفقر، فكانوا يواسون من إفطارهم، أو يؤثرون به، ويجوعون، فهذا ابن عمر (رضي الله عنهما) كان يصوم، ولا يفطر إلا مع المساكين، فإذا منعهم أهلهُ عنه لم يفطر تلك الليلة. وجاء سائلٌ إلى الإمام أحمد، فدفع إليه رغيفين كان يُعدهما لفطره، ثم طوى وأصبح صائماً. رمضان شهر الإحسان والإيمان، شهر المحبة و إصلاح ذات البين، و إدخال السرور على الأيامى والأرامل والأرحام فلا تغفلوا عن هذا الجانب وأكثروا من اهتمامكم بأرحامكم بالقدر المستطاع، ولا تغفلوا عنهم ولو بالكلمة والمباركة والسؤال، فللإحسان أثر ٌ كبير في تعزيز الروحانية والقرب من الله في شهر رمضان، وعندما يقوم المسلمون بالإحسان والعطاء في رمضان، يشعرون بالقرب من الخلق والخالق معاً. فالصدقة ليست مجرد فعل إنساني بل هي عبادة تربط بين الإنسان وخالقه، تعمل الصدقة على تحفيز الأفراد على التفكير في حقوق الآخرين وتحقيق التوازن في المجتمع، ويظهر تأثير الصدقة في تعزيز الطمأنينة الروحية ورفع الحالة المعنوية، حيث يجد الإنسان السلام والسعادة في خدمة الآخرين، ولذلك فمن الواجب أن نكون في أيام شهر رمضان شعلة من الخير والعطاء، نمارس الصدقة بأشكالها المتعددة، ونسعى جميعًا لبناء مجتمع يعمه التعاطف وينبت الخير من كل زاوية. (4)

 

المراجع:

1. فضل الإحسان رحلة الخير والعطاء في شهر رمضان، موقع العارضة:

https://www.birr230.org.sa/pages/. 2. رمضان والإحسان، موقع إمام مسجد:

https://alimam.ws/ref/12992. 3. رمضان شهر الإحسان، عفاف الشريف، موقع سبتمبر:

https://www.26sep.net/index.php/newspaper/. 4. الصدقة والتعاطف في شهر رمضان، حنين الديب، موقع: https://roayatwatneg.com/2024/03/12/.


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022