الخميس

1446-10-19

|

2025-4-17

(التطور التاريخي للخلافة)

الحلقة: 5

بقلم: د.علي محمد الصلابي

ربيع الآخر 1443 ه/ نوفبر 2021

1.السلطة التنفيذية في مفهوم الفقهاء:

يسمى الفقهاء السلطة التنفيذية العليا باسم «الخلافة» أو «الإمام» أو «أمير المؤمنين» أو «الرئاسة».

2 ـ الخليفة والخلافة في التاريخ الإسلامي:

واشتهر استعمال لفظ «الخليفة» و «الخلافة» في التاريخ الإسلامي أكثر من غيره لأمور:

لأن لفظ «الخليفة» هو الأقدم إطلاقاً؛ لتسمية أبي بكر رضي الله عنه بـ «خليفة رسول الله» صلى الله عليه وسلم.

ولأن لفظ «الخلافة» أطلق على الحكومات الإسلامية التي تعاقبت بعد لحوق النبي صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى «كالخلافة الراشدة»، و«الخلافة الأموية»، و«الخلافة العباسية»، و«الخلافة العثمانية».

3 ـ معنى الخليفة:

الخليفة مأخوذ من الخلف ضد قدام، وجلست خلف فلان: أي: بعده، وخلف فلان فلاناً: إذا كان خليفته، يقال: خلفه في قومه خلافة، وفي التنزيل العزيز: {وَقَالَ مُوسَى لأَِخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي}[الأعراف: 142] .

وخلفته أيضاً: إذا جئت بعده، ويقال: خلفت الرجل في أهله ؛ إذا أقمت بعده فيهم، وقمت عنه بما كان يفعله، وخلف فلان مكان أبيه يخلف خلافة: إذا كان في مكانه ولم يصر فيه غيره، واستخلف فلاناً من فلان: جعله مكانه، وخلفت فلانـاً أخلفه تخليفـاً، واستخلفتـه أنـا: جعلتـه خليفتي، واستخلفه: جعله خليفة.

والخلافة: الإمارة، وهي الخلّيف، والخليفة: الذي يستخلف ممن قبله، والسلطان الأعظم، والجمع خلائق، جاؤوا به الأصل، مثل: كريمة وكرائم، وهو الخليف، والجمع خلفاء، وأما سيبويه فقال: خليفة وخلفاء، كسروه تكسير فعيل لأنه لا يكون إلا للمذكر، وقال غيره: فعيلة بالهاء لا يجمع على فعلاء، قال ابن سيده: وأما خلائف فعلى لفظ خليفة، ولم يعرف خليفاً، وقد حكاه أبو حاتم، وقال الفراء: في قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ فِي الأَرْضِ}[فاطر: 39] .

قال: جعل أمة محمد صلى الله عليه وسلم خلائف كل الأمم، قال: وقيل: خلائف في الأرض يخلف بعضكم بعضاً.

4 ـ لفظ الخليفة في القرآن الكريم:

ذكر الدامغاني أن «خلف» وردت في القرآن الكريم على ثلاثة أوجه:

فوجه منها: الخليفة: النبي كما في قوله تعالى: {يَادَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ}[ص: 26] .

والثاني: الخليفة: البدل ممن مضى، كما في قوله تعالى: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً}[البقرة: 30] .

والثالث: الخليفة: الساكن، كما في قوله تعالى: {عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ *}[الأعراف: 129] .

أي: ويسكنكم في الأرض.

5 ـ تعريف الفقهاء القدامى لمصطلح الخلافة والخليفة:

عرف الفقهاء «الخلافة والخليفة» بتعريفات مختلفة لفظاً متقاربة معنى، يجدر ذكر ما تيسر منها، ومناقشتها:

1ـ فقد عرفها الماوردي بقوله: الإمامة موضوعة لخلافة النبوة في حراسة الدين، وسياسة الدنيا.

2ـ وعرفها ابن خلدون بقوله: فهي في الحقيقة خلافة عن صاحب الشرع في حراسة الدين، وسياسة الدنيا.

3ـ وعرفها إمام الحرمين الجويني بقوله: الإمامة رياسة تامة وزعامة، تتعلق بالخاصة والعامة، في مهمات الدين والدنيا.

4ـ وعرفها ابن الهمام بقوله: استحقاق تصرف عام على المسلمين.

5ـ وعرفها الإيجي بقوله: هي خلافة الرسول صلى الله عليه وسلم في إقامة الدين، بحيث يجب إتباعه على كافة الأمة.

6 ـ تعريف الفقهاء المحدثين لمصطلح الخلافة والخليفة:

وعرفها بعض الفقهاء المحدثين بقوله: الإمامة والخلافة وإمارة المؤمنين: مترادفة، والمراد بها الرياسة العامة في شؤون الدين والدنيا.

وعرف بعضهم الخليفة: بقوله: هو الرئيس الأعلى للدولة الذي يلتزم إقامة الدين، وتدبير مصالح الناس اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم.

يمكنكم تحميل كتاب التداول على السلطة التنفيذية من الموقع الرسمي للدكتور علي محمد الصلابي

http://alsallabi.com/uploads/file/doc/16.pdf


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022