الثلاثاء

1446-10-17

|

2025-4-15

تعريف السلطة التنفيذية لدى الفقهاء والمعاصرين

الحلقة: 3

بقلم: د. علي محمد الصلابي

ربيع الآخر 1443 ه/ نوفمبر 2021

عرف الفقهاء المعاصرون السلطة التنفيذية بتعريفين يوضحان وظيفتها وتكوينها، فقال بعضهم:
سلطة التنفيذ هي: السلطة المختصة بتنفيذ الشريعة، وهي التي تعمل على تيسير المرافق العامة وانتظامها بحيث تكفل إشباع حاجات المسلمين.
وقال بعضهم: السلطة التنفيذية كما يتبين من اسمها هي: السلطة المنوط بها تنفيذ القوانين التي تضعها السلطة التشريعية.
وقال بعضهم: يراد بالسلطة التنفيذية مجموع الموظفين الذين يقومون بتنفيذ إرادة الدولة، فتشمل رئيس الدولة وجميع أعوانه من وزراء وموظفين وجميع القائمين بالأعمال العامة عدا رجال السلطتين التشريعية والقضائية.
وخلاصة القول أن السلطة التنفيذية في الدولة الحديثة المسلمة: هي الهيئة الحاكمة التي تقوم بتنفيذ القوانين، وتيسير الإدارة والمرافق العامة، وهي تتكون من جميع المسؤولين في الدولة من رئيس الدولة والوزراء والموظفين.
وتُعتبر السلطة التنفيذية أكبر مؤسسات السلطة الحاكمة في الأمة الإسلامية، وهي في الحقيقة تتكون من مؤسستين غير منفصلتين:
الأولى: مؤسسة الخلافة «الرئاسة».
والثانية: الجهاز الإداري، والثانية منهما منضوية تحت لواء الأولى، وداخلة تحت سلطانها، بل ومنبثقة عنها.
ويطلق الفقهاء المسلمون عبارة «الولاية العامة» على جميع سلطات الدولة التي يمارسها الخلفاء، والوزراء، والولاة، والقضاة، والأعوان، وقد استعملوا هذه العبارة للدلالة على السلطة التنفيذية أو الحكومة بوجه خاص.
وقد كان الخلفاء الراشدون، لاسيما الخليفة الراشد عمر بن الخطاب، من واضعي أسس ومبادأئ السلطة التنفيذية في الإسلام.
ولم يضع الإسلام شكلاً محدداً للسلطة التنفيذية، فالحكومة في الدولة الحديثة المسلمة تشكل وفق رغبات الشعب ومقتضيات العصر، وقد تكون حكومة دستورية برلمانية، أو دستورية غير برلمانية، أو نظاماً رئاسياً، أو غير ذلك من الأشكال بشرط أن تكون حكومة شورية غير دكتاتورية أو متسلطة طاغية باغية، ونحو ذلك من الأشكال القائمة على الظلم، والاستبداد، والتعسف؛ مما يرفضه الإسلام، وسلطان الحكومة الشورية في الدولة الحديثة المسلمة هي تلك السلطات المعترف بها في الدول المعاصرة كافة، ولكن ثمة ضوابط تحكم السلطات في الدولة الحديثة المسلمة تستلزم أن تمارس الدولة سلطاتها المختلفة على مستوى أخلاقي سام، بما يحقق مصلحة المواطنين وفي إطار العدل الإسلامي الذي لا يفرق بين مواطني الدولة بسبب أصل، أو لون، أو جنس، أو عقيدة.
ولا تختلف السلطة التنفيذية في الدولة الإسلامية عن مثيلتها في النظم الوضعية المعاصرة؛ حيث تتكون من جميع المسؤولين والعاملين في الدولة، وفي مقدمة هؤلاء: رئيس الدولة سواء سمي خليفة أم إماماً أم أميراً للمؤمنين أم سلطاناً أم ملكاً أم سمي بأي اسم اخر، مثل ما أطلق عليه بعد ذلك، ومن أعضاء السلطة التنفيذية: الوزراء، والولاة على الإقليم، وقواد الجيوش، والعمال، والمحتسبون، ورجال الشرطة، وسائر الموظفين في الدولة الإسلامية.

يمكنكم تحميل كتاب التداول على السلطة التنفيذية من الموقع الرسمي للدكتور علي محمد الصلابي
http://alsallabi.com/uploads/file/doc/16.pdf


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022