الجمعة

1446-04-15

|

2024-10-18

تصديق عيسى (عليه السلام) لما بين يديه من التوراة

الحلقة: الرابعة و الثلاثون

بقلم الدكتور علي محمد الصلابي

شعبان 1441 ه/ أبريل 2020م

أخبر الله بأن عيسى عليه السلام مصدَّقٌ لما بين يديه من التوراة في مواضع مختلفة من كتابه العزيز، ومنها قوله تعالى:﴿ وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ ﴾(المائدة: 46)، وقوله تعالى:﴿ وَلَمَّا جَاءَ عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ﴾ (الزخرف: 63) .
إذن فدعوة عيسى مكمِّلة لشريعة موسى عليه السلام، وموضِّحة لها وامتداد لها ومصحِّحة لما طرأ عليها من انحرافات وضلالات مع توالي الحقب والأزمان، كما أنه عليه السلام قد أتى ببعض التخفيفات والتسهيلات لبني إسرائيل، قال تعالى حكاية لقول عيسى عليه السلام: ﴿ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ ﴾ (آل عمران: 50)، ولهذا كان المفهوم الطبيعي للنصرانية أن تحكم بشريعة التوراة مع مراعاة التعديلات الواردة في الإنجيل.
1. التوراة:
هو الكتاب الذي أنزله الله على موسى عليه السلام، وتتضمن التوراة -على الأرجح -الصحف التي أنزلت على موسى عليه السلام، وقد أشار القرآن الكريم إلى هذه الصحف بقوله تعالى:﴿ صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ ﴾(الأعلى: 19)، وقال تعالى:﴿ أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى ﴾(النجم: 36).
كما يتضمن الألواح التي جاء بها موسى بعد مناجاته لربه في جانب الطور، قال تعالى:﴿ وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ ﴾(الأعراف: 145).
ولفظ (التوراة) لفظ عبراني معناه (التعليم أو الشريعة)، والقرآن الكريم جاء مصدقاً للكتب السماوية السابقة، ومهيمناً عليها، ومنها التوراة والإنجيل، قال تعالى: ﴿الم * اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ * نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ * مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ﴾ (آل عمران: 1-4)، فالإيمان بالتوراة التي أنزلها الله على موسى أصل من أصول الإيمان؛ لأنها من كتب الله المنزلة التي ذكرها القرآن الكريم وأمرنا بالإيمان بها .
2. أوصاف التوراة في القرآن الكريم:
وصف القرآن الكريم التوراة بصفاتٍ إيجابية، حيث مدحها وأثنى عليها، واعترف بفضلها، وهذا أمر طبيعيٌّ لأن القرآن من عند الله، والتوراة أيضاً من عند الله، أنزلها على عبده موسى عليه السلام، ولذلك أثنى كلام الله اللاحق على كلام الله السابق، وجاء القرآن مصدقاً للتوراة بهذا الاعتبار، وننظر فيما يلي في الآيات القرآنية التي وصفت التوراة بصفات إيجابية:
أ‌. أوصاف التوراة في سورة الأعراف:
قال تعالى:﴿ وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ ﴾(الأعراف: 145).
تثني هذه الآية على التوراة التي كتبها الله لموسى عليه السلام، حيث أخبر الله فيها أنه كتب لموسى عليه السلام في الألواح (من كل شيء)، وجعلها (موعظة وتفصيلاً لكل شيء)، وطالب قومه أن يأخذوا بأحسنها، وهذه صفات ثلاث للتوراة، موعظة، وتفصيل لكل شيء، وأنها حسنة.
ب‌. أوصاف التوراة في سورة الأنبياء:
قال تعالى:﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ ﴾(الأنبياء: 48-49).
وصف الله التوراة بصفات ثلاث:
• الوصف الأول: أنها فرقان، والفرقان: من التفريق بين الحق والباطل، وكل كتب الله النازلة على رسله فرقان بهذا المعنى.
• الوصف الثاني: أنها ضياء، والضياء هو النور والإشراق، ووصفت التوراة بأنها (ضياء)؛ لأنها يستضيء بها المتقون، ويبدِّدون بها الظلام الذي حولهم، ويعرفون الحق من الباطل، ويكونون على بصيرة.
• الوصف الثالث: أنها ذكر، والذكر من التذكير وهي ذكر للمؤمنين، لأنها تذكرهم بما أوجب الله عليهم من الواجبات، ونهاهم عن منهيَّات، يتذكرونها عندما ينظرون في التوراة، فيلتزمون بها، ويطيعون الله من خلالها، وهي ذكر من وجهٍ آخر: فبها يذكرون الله سبحانه وأفضل أنواع ذكر الله قراءة كتابه والتدبُّر فيه.
ت‌. أوصاف التوراة في سورة الأنعام:
قال تعالى:﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ﴾ (الأنعام: 91).
وقد وصفت التوراة في الآية بثلاث صفات:
• الصفة الأولى: أنها كتاب: وذلك من جملة (من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى)، وهي كتاب؛ لأن الله كتبها على الألواح، وأنزلها على موسى عليه السلام، وهي أحد كتب الله الأربعة التي يجب الإيمان بها مفصلاً: التوراة والزبور والإنجيل والقرآن.
• الصفة الثانية: أنها نور: تنير لبني إسرائيل طريقهم وتجعلهم يسيرون على بينة وبصيرة ممن آمن بموسى عليه السلام.
• الصفة الثالثة: أنها هدى: فالله جعلها هدى للناس، يهتدون بها للحق، وهي تأخذ بأيديهم وترشدهم، وتدلهم وتقودهم إلى الخير، وتحذرهم من الخطر والشر، وتبين لهم الطريق المستقيم الذي يوصلهم إلى مرضاة الله.
ث‌. التوراة تامَّة ومفصَّلة وهدى ورحمة:
قال الله سبحانه وتعالى:﴿ ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ ﴾(الأنعام: 154).
آتى الله رسوله موسى عليه السلام التوراة، وجعلها (تماماً) أي: تامة في أحكامها وشريعتها، تلبي حاجات بني إسرائيل، وهي كافية لهم بهذا الاعتبار، والذين يستفيدون منها هم المحسنون الذين يريدون أن يُحسنوا في عبادتهم لله (تماماً على الذي أحسن (، وفسَّر كلمة (تماماً) بقوله بعدها (وتفصيلا لكل شيء) أي: أن معنى كونها (تماماً) أنها تفصيل لكل شيء يحتاجه بنو إسرائيل في حياتهم، وجعلها الله هدى يهتدي به بنو إسرائيل، كما جعلها رحمة لهم رحمهم بها عندما أنزلها عليهم، وبيَّن لهم فيها الأحكام.
ج‌. التوراة إمام ورحمة:
قال تعالى:﴿ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ ﴾(الأحقاف: 12).
وقد تحدثنا عن وصف التوراة بالرحمة فيما سبق، والجديد في الآية وصفها بأنها إمام، والإمام هو المرجع الذي يرجع الناس ويحتكمون إليه، ويلتزمون به ويسيرون خلفه، وقد يكون الإمام شخصاً يؤتمُّ به، كالإمام الحاكم المسؤول القدوة، والإمام الذي يؤمُّ الناس في الصلاة، وقد يكون إماماً معنوياً، كالكتاب الذي يتحاكمون إليه ويلتزمون بما فيه.
وكل كتاب أنزله الله فهو إمام يرجع إليه ويأتم به الناس، فالتوراة إمام والإنجيل إمام والقرآن إمام بهذا الاعتبار، وجمعت الآية بين كون التوراة إماماً وكونها رحمةً لبني إسرائيل، لأن إمام الهدى والخير رحمة للمأمومين يقدم الخير لهم ويقودهم إليه.
ح‌. التوراة كتاب حكم:
قال تعالى:﴿ أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ ﴾(المائدة: 44).
وقد تحدثنا عن وصف التوراة بالنور والهدى والصفة الجديدة للتوراة في الآية أنها (كتاب حكم) أنزلها الله ليتحاكم إليها الناس ويطبقوا ما فيها من أحكام وتشريعات (يحكم بها النبيون الذي أسلموا للذين هادوا).
وتدل الآية على أن أنبياء بني إسرائيل كانوا مأمورين بالتزام التوراة وتطبيق أحكامها على بني إسرائيل، لأن الله أنزل التوراة على موسى عليه السلام قبلهم، وهذا معناه أن بني إسرائيل كانوا مطالبين بالتوراة عدَّة قرون، وأنها كانت رسالة كل نبي بعثه الله إلى بني إسرائيل من موسى إلى عيسى عليهم السلام.
خ‌. القرآن مصدِّق للتوراة الربانية:
صفات المدح المذكورة في القرآن الكريم هي للتوراة الربانية التي نؤمن أنها كلام الله، وأنها كتابه الذي أنزله على موسى عليه السلام، فالتوراة الربانية هي الضياء النور، والهدى والرشاد، والفرقان والبركة، وهي التي فيها أحكام الله لبني إسرائيل، وهي التي حكم بها النبيون اليهود، ونفذوا أحكامهم فيها، والتوراة الربانية هي التي جاء القرآن مصدقاً لها، وكان الإنجيل قبله مصدقاً ومكمِّلاً لها، والتي كان عيسى ابن مريم مصدِّقاً لها وجاء الرسول الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم مصدقاً لها.
- قال تعالى:﴿ عن تصديق عيسى للتوراة الربانية وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ ﴾ (آل عمران: 50)، ومعنى (ما بين يدي من التوراة) ما سبقني من التوراة؛ لأن إنزال التوراة على موسى عليه السلام كان قبل بعثة عيسى عليه السلام بقرونٍ عديدة.
- وقال تعالى أيضاً:﴿ وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ ﴾(المائدة: 46).
واللافت للنظر أن كلمة (مصدقاً) مذكورة في الآية مرتين:
• جاءت في المرة الأولى إخباراً عن عيسى الرسول عليه السلام، أنه جاء مصدِّقاً لما سبقه من التوراة (بعيسى ابن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة).
• جاءت في المرة الثانية إخباراً عن تصديق الإنجيل للتوراة (وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونور ومصدقاً لما بين يديه من التوراة).
عيسى عليه السلام مصدقاً لكتاب الله التوراة والإنجيل النازل عليه كتاب الله وهو مصدِّق لكتاب الله التوراة، ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم مصدِّق للتوراة الربانية المباركة، قال تعالى: ﴿ وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ (البقرة: 101).
ومعنى كونه صلى الله عليه وسلم مصدقاً لما معهم من التوراة الربانية أنه مقرِّر لموضوعاتها ومؤكِّد لحقائقها ووجوده عملياً تفسير واقعي لوجودها وبشاراتها، فقد وردت فيها البشارات بالرسول الخاتم، وذكرت فيها صفاته فكان وجوده تصديقاً لهذه البشارات وتحقيقاً لوقوعها.
وقد أخذ الله الميثاق على النبيين وطلب منهم أن يوصوا أتباعهم بالإيمان بالرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم، قال تعالى:﴿ وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ ﴾ (آل عمران: 81).
والقرآن الكريم مصدِّق للتوراة في موضوعاتها وحقائقها ومصدِّق لها في العقيدة وأسسها، وفي الآداب والأخلاق والفضائل، وفي التاريخ والقصص، وفي التوجيهات والتقريرات والترغيب والترهيب وغير ذلك.
 
مراجع البحث:
- علي محمّد محمّد الصّلابيّ، المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام (الحقيقة الكاملة)، 2019م، (247:241)
- صلاح الدين الخالدي، حديث القرآن عن التوراة والإنجيل، دار النفائس، عمَّان، الأردن، ط1، 1438ه، 2017م. ص 61.
- عبد الرزاق بن عبد المجيد، مصادر النصرانية، دار التوحيد، الرياض، 1428ه، 2007م، 1/61.


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022