الجمعة

1446-04-15

|

2024-10-18

من كتاب المسيح ابن مريم عليه السلام : الحقيقة الكاملة
بقلم الدكتور علي محمد الصلابي
جمادى الآخرة 1442 ه/ يناير 2021
 
بشر موسى عليه السلام قومه بمحمد صلى الله عليه وسلم، وبشر عيسى عليه السلام كذلك بني إسرائيل، ولهذا جاءت صفات رسولنا صلى الله عليه وسلم مكتوبة في التوراة والإنجيل.
وقد ورد هذا صريحاً في قوله تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ (الأعراف:157-158).
وإنه لنبأ عظيم، يشهد بأن بني إسرائيل قد جاءهم الخبر اليقين بالنبي الأمي، على يدي نبيهم موسى ونبيهم عيسى عليهما السلام، منذ أمدٍ بعيد، جاءهم الخبر اليقين ببعثه وبصفاته وبمنهج رسالته وبخصائص ملَّته.
- فهو النبيّ الأميّ.
- وهو يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.
- وهو يُحلُّ لهم الطيبات ويحرِّم عليهم الخبائث.
- وهو يضع عمن يؤمنون من بني إسرائيل الأثقال والأغلال التي علم الله أنها ستفرض عليهم بسبب معصيتهم، فيرفعها عنهم النبي الأميّ حين يؤمنون به، وأتباع هذا النبي يتقون ربهم، ويخرجون زكاة أموالهم، ويؤمنون بآيات الله، وجاءهم الخبر اليقين بأن الذين يؤمنون بهذا النبي الأميّ، ويعظمونه ويوقِّرونه وينصرونه ويؤيدونه ويتبعون النور الهادي الذي معه أولئك هم المفلحون.
وقد أمر عدد من اليهود الذي منَّ الله تعالى: عليهم بالإسلام من أمثال (عبد الله بن سلام) بهذه الحقيقة التي كانوا يتواصلون بكتمانها، وثابت من الروايات التاريخية أن جموع اليهود في الجزيرة العربية كانوا ينتظرون مبعث نبيٍّ قد أظلَّهم زمانه، وكذلك كان عدد من الموحِّدين من كل من الأحناف، وأحبار اليهود وأساقفة النصارى، ولكن اليهود كانوا يتوقعون أن يُبعث الرسول الخاتم من بينهم، فلمَّا كان من ذرية إسماعيل - عليه وعلى نبينا من الله السلام - فإنهم عارضوا نبوَّته، وقاموا دعوته ونقضوا جميع عهودهم ومواثيقهم معه، وألَّبوا عليه القبائل الوثنية، وحاولوا سمَّه وقتله، ولكن الله تعالى: حفظه من كيدهم ونصره عليهم.
وعلى الرغم من ذلك كلّه فقد بقي من الإشارات إلى سيدنا محمد في الكتب المتداولة اليوم بأيدي كل من اليهود والنصارى على الرغم مما تعرضت له من الحذف والإضافة.
وقد روى البخاري عن عطاء بن يسار قال: لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، فقلت: أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة؟ قال: (أجل، والله إنه لموصوفٌ في التوراة بصفته في القرآن: (يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا)، وحرزاً للأميين، أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل، ليس بفظ، ولا غليظ، ولا سخَّاب في الأسواق، ولا يدفع بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويغفر، ولن يقبضَه الله حتى يقيم به الملَّة العوجاء، بأن يقولوا: لا إله إلا الله، ويفتح بها أعيناً عمياً، وآذاناً صماً، وقلوباً غلفاً، قال: ثم سألت كعب الأحبار عن ما قال ابن عمرو فما زاد عليه حرفاً .
ويدلُّ هذا الحديث على أن صفات الرسول صلى الله عليه وسلم الموجودة في القرآن هي نفس صفاته الموجودة في التوراة والإنجيل.
يمكنكم تحميل كتاب المسيح ابن مريم عليه السلام : الحقيقة الكاملة من موقع د.علي محمَّد الصَّلابي:
كما يمكنكم الإطلاع على كتب ومقالات الدكتور علي محمد الصلابي من خلال الموقع التالي:


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022