الحلقة: السادسة

بقلم الدكتور علي محمد الصلابي

شوال 1441 ه/ مايو 2020

دلّتِ النصوصُ من الكتاب والسنة على دعاءِ الملائكة للمؤمنين وهو إمّا دعاءٌ عام أو دعاءٌ خاصٌّ بسبب أفعالٍ صالحةِ مخصوصةٍ.
فمن دعائهم العام قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلاَئِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا *} الأحزاب: 43. قال ابن كثير وأمّا الصلاةُ من الملائكةِ فبمعنى الدعاءِ للناس والاستغفار.
وأمّا دعاؤهم الخاص فقد وردت نصوصٌ تدلُّ على دعائهم بالخير لمن عَمِلَ بعضَ الأعمال الخاصة فمن ذلك:
1 ـ دعاؤهم لطالب العلم ومعلمه:
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم «مَنْ سلكَ طريقاً يطلبُ فيه عِلْماً سلكَ اللهُ بهِ طريقاً مِنْ طُرُقِ الجنّةِ وإنَّ الملائكةَ لتضعُ أجنحتَها لطالِب العلمِ رِضاً بما يصنعُ وإنَّ فضلَ العالمِ على العابدِ كفضلِ القمرِ ليلةَ البدرِ على سائرِ الكواكبِ وإنَّ العالِمَ ليستغفِرُ له مَنْ في السماواتِ ومَنْ في الأرضِ حتّى الحيتانُ في جوفِ البحر وإنَّ العلماءَ ورثةُ الأنبياءِ وإنَّ الأنبياءَ لم يوّرثوا ديناراً ولا درهماً وورّثوا العلمَ فَمَنْ أخذَه فقد أخذَه بحظٍّ وافرٍ».
وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم «إنّ اللهَ وملائكتَه وأهلَ السماواتِ والأرضِ حتَّى النملة في جحرِها وحتّى الحوت ليصلّون على مُعلِّم الناسِ الخَير».
2 ـ الدعاء لمنتظر الصلاة ولمن جلس في المسجد بعد الصلاة:
قال رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم «لا يزالُ العبدُ في صلاةٍ ما كانَ في مُصَلاّه ينتظِرُ الصلاة وتقولُ الملائكةُ اللهمَّ اغفرْ له اللهمَّ ارحمْهُ حتّى ينصرفَ أو يحدثَ».
3 ـ دعاؤهم للذين يَصِلُوْنَ الصفوفَ ويسدّون الفُرَجَ.
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم «إن اللهَ وملائكتَه يصلّون على الّذين يصلونَ الصفوفَ ومَنْ سدَّ فرجةً رفعه الله بها درجةً».
4 ـ دعاؤهم لأهل الصفوف المتقدمة في الصلاة:
قال رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم «ألا تصفّون كما تصفّ الملائكةُ عندَ ربِّها؟»
قالوا يا رسول الله وكيفَ تصفُّ الملائكةُ عند ربها؟
قال «يتمُّونَ الصفوفَ ويتراصُّون في الصفِّ».
5 ـ دعاؤهم للمنفق مالَه في سبيل الله:
قال رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم «ما مِنْ يومٍ يُصْبِحُ العبادُ فيه إلاّ ملكانِ ينزلانِ فيقولُ أحدُهما اللهمَّ أعطِ مُنْفِقاً خَلَفاً ويقولُ الاخَرُ اللهمَّ أعطِ مُمْسِكاً تلفاً».
6 ـ دعاؤهم لمن صلّى على النبي (صلى الله عليه وسلم:
قال رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم «ما مِنْ مسلمٍ يصلِّي عليَّ إلاّ صَلَّتْ عليه الملائكةُ ما صَلَّى عليّ فَلْيُقَلِّلْ العبدُ مِنْ ذلكَ أو يُكْثِرْ».
7 ـ دعاؤهم للمتسحرين:
قال رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم «إنّ اللهَ وملائكتَه يصلّون على المتسحّرينَ».
8 ـ دعاؤهم للصائم إذا أكل عنده المفطرون:
عن أُمّ عمارةَ ابنة كعبٍ الأنصارية أنَّ النبيَّ (صلى الله عليه وسلم دخلَ عليها فقدّمتْ إليه طعاماً فقال «كلي» فقالت إنِّي صائمةٌ فقال رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم: «إنّ الصائمَ تُصَلِّي عليه الملائكةُ إذا أُكِلَ عندَه حتّى يَفْرَغُوا وربما حتّى يَشْبَعُوا».
9 ـ تأمينُهم على دعاءِ مَنْ حضرَ عند المريض أو الميت:
فعن أُمِّ سلمةَ رضي الله عنها قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم: «إذا حضرتُمُ المريضَ أو الميّتَ فقولوا خيراً فإنَّ الملائكةَ يؤمّنونَ على ما تقولون».
10 ـ تأمينُهم على دعاء مَنْ يدعو لأخيه المسلم:
عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم: «ما مِنْ مُسْلِمٍ يدعو لأخيه بظهرِ الغَيْبِ إلاّ قالَ المَلَكُ ولَكَ مِثْلُه».
11 ـ دعاؤهم بالسلام على جنبتي الصراط:
عن أبي سعيدٍ الخُدري رضي الله عنه قال ذكرَ رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم الشفاعةَ فقال «إنَّ الناسَ يُعْرَضُوْنَ على جِسْرِ جهنَّم وعليه حَسَكٌ وكلاليبُ يخطفُ الناسَ ويجنبتيه الملائكةُ يقولون الهمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ».

يمكنكم تحميل -سلسلة أركان الإيمان- كتاب :
الإيمان بالملائكة
من الموقع الرسمي للدكتور علي محمَّد محمَّد الصَّلابي
http://alsallabi.com/s2/_lib/file/doc/BookC170.pdf