السبت

1446-11-12

|

2025-5-10

من أهمّ صفات الأنبياء والمرسلين (1)

الحلقة: التاسعة

بقلم الدكتور علي محمد الصلابي

شوال 1441 ه/ يونيو 2020

ذكر العلماء صفات في الأنبياء منها:
1 ـ الذكورة:
فالنبوّة خاصّةٌ بالرجال ، ولا تكونُ للنساء أبداً ، والدليلُ على ذلك هو واقعُ حالِ الرسل ، فالله سبحانه لم يخترْ رسلَه الذين بعثهم إلى الناس على مرّ العصور إلاّ من الذكور ، قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ *} [الانبياء : 7] وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلاَ تَعْقِلُونَ *} [يوسف: 109] ، وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ *} [النحل : 43].
قال الطبري: يقول تعالى ذكره يا محمد لا نساء {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً} ملائكة.
والحكمةُ من تخصيص الرجال بالنبوّة دون النساء ، أنّ النبوة عِبءٌ ثقيل ، وتكليف شاق ، لا تتحمّله طبيعة المرأة الضعيفة بتركيبها البيولوجي والنفسي ، الذي أعدت من خلاله لأداء وظائف الأمومة والتربية ، ولهذا كان جميعُ الأنبياء من الذكور ، لأنّ مهام الرسالة مضنيةٌ ، تحتاجُ إلى مصابرة ومجاهدة ، وتتطلّب الكفاحَ والسفر ، وخوض المعارك ، وتحمّل المشاق ، والرجلُ أقدر على ذلك من المرأة ، ولقد عانى الرسلُ جميعاً محناً قاسيةً من قِبلِ أقوامهم حين كانوا يدعونهم ، وابتلوا ابتلاءاً شديداً في سبيل تبليغ دعوة الله ، ولهذا قال تعالى مخاطباً سيد المرسلين: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ} [الاحقاف :35
2 ـ الحرية:
وكما اشترط في الرسول أن يكون ذكراً ، كذلك لابدّ أن يكون حراً ، لأنّ العبودية مطعنٌ يطعن به الكفّار على الرسول ، ويعيّرونه بها ، هذا بالإضافة إلى أنها قيدٌ لا يتّفق مع المهمة التي أرسل الرسول من أجلها.
3 ـ البشرية:
لقد أكّد القران الكريم على صفات الرسل البشرية لحماية جانب التوحيد ، فالخالق خالق ، والمخلوق مخلوق ، وإذا كانت تلك الصفات تدفع بالنفس الضعيفة أن تؤلّه هؤلاءِ الصفوة ، فإنّ هذه الصفات تعين على الثبات في الموقف الصحيح ، وتقي من الانزلاق ، وهي مع تلك تكمّل الصورة الحقيقية لهؤلاء الصفوة ، ومن الأمثلة على ذلك:
أ ـ التأكيد على أن هؤلاء الصفوة هم بشرٌ من خلق الله: قال تعالى: {قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ} [ابراهيم: 11]. وقال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا *} [الكهف: 110]. وقال تعالى: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ} [ال عمران: 79].
ب ـ التأكيد على أنهم عباد الله: فعن نوح عليه السلام قال الله تعالى: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ *} [القمر : 9].
وعن داود عليه السلام قال تعالى: {وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ *} [ص: 30].
وعن أيوب عليه السلام قال تعالى: {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ} [ص: 41].
وعن عيسى عليه السلام قال تعالى: {قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا *} [مريم :30].
عن محمد صلى الله عليه وسلم قال تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ} [الاسراء :1] وقال تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ} [الكهف: 1].
ج ـ ليس فيهم شيءٌ من خصائص الألوهية: إنهم لا يملكون من أمر الله شيئاً ، ولا ينفعون ولا يضرون إلا بإذن الله ، ومقتضى كونهم بشراً أنهم ليسوا بالهة ، وليس فيهم من صفات الألوهية شيءٌ ، ولذلك فإنّ الرسل يتبرؤون من الحول والطول ، ويعتصمون بالله الواحد الأحد ، ولا يدّعون شيئاً من صفات الله تعالى ، قال تعالى مبيناً براءة عيسى عليه السلام مما نسب إليه:
{أَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ * مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ *} [المائدة: 116 ـ 117].
والرسول لا يتصرّف في الكون ، ولا يملك النفع أو الضر ، ولا يؤثر في إرادة الله ، ولا يعلم من الغيب إلا القَدْرُ الذي أراده الله له ، قال تعالى: {قُلْ لاَ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ *} [الاعراف: 188]. وقال تعالى: {إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} [القصص : 56] وقال تعالى: {قُلْ إِنِّي لاَ أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلاَ رَشَدًا *} [الجن : 21] وقال تعالى: {قُلْ لَوْ أَنَّ عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ} [الانعام : 58].
د ـ ذكر عوارضهم البشرية ، كالمرض والجوع والتعب والأكل والموت والغضب.. إلخ: فهم يتّصفون بالصفات التي لا تنفكّ عنها البشرية ، فمن ذلك كونهم جسداً يحتاجون لما يحتاجُ إليه البشر من الطعام والشراب ، ويُحْدِثون كما يحدث البشر ، لأنّ ذلك من لوازم الطعام والشراب.
قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ *وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لاَ يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ *} [الانبياء: 7 ـ 8].
ومن ذلك أنّهم وُلدوا كما وُلِدَ البشر ، لهم اباء وأمهات ، وأعمام وعمات ، وأخوال وخالات ، يتزوّجون ، ويولد لهم ، قال تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً} [الرعد : 38].
ويصيبُهم ما يصيبُ البشر من أعراض ، فهم ينامون ، ويقومون ، ويصحّون ، ويمرضون ، ويأتي عليهم ما يأتي على البشر ، وهو الموت.
قال تعالى في ذكر إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام: {وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ *وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ *وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ *} [الشعراء: 79 ـ 81].
وقال تعالى عن لوط عليه السلام: {وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ *} [هود: 77] ,وقال تعالى عن يعقوب عليه السلام: {قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ *} [يوسف: 13].وقال الله تعالى لعبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ *} [الزمر: 30].
وقال تعالى مبيناً أنّ هذه سنته في الرسل كلهم: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ} {الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ}[ال عمران: 144].
وقد جاء في وصف الرسول صلى الله عليه وسلم: كان بشراً من البشر يفلّي ثوبه ، ويحلبُ شاته ، ويخدمُ نفسَه.
وقد صحّ أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم قال لأم سُلَيْمٍ: «يا أمَّ سُليم ، أما تعلمينَ أنّي اشترطتُ على ربِّي فقلت: إنّما أنا بشرٌ ، أرضى كما يرضى البشرُ ، وأغضبُ كما يغضبُ البشرُ ، فأيّما أحدٍ دعوتُ عليه من أمّتي بدعوةٍ ليسَ لها بأهلٍ ، أن يجعلها طهوراً وزكاةً وقُربةً يقرّبه بها منه يوم القيامة».
هـ تعرض الأنبياء للبلاء: الأنبياءُ لا يصابون بالبلاء فحسب ، بل هم أشدُّ الناس بلاءً ، فعن المصعب بن سعد عن أبيه قال: قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس أشدُّ بلاءً؟ قال: «الأنبياء ، ثم الأمثل فالأمثل ، يبتلى الرجلُ على حَسَبِ دينه ، فإنْ كانَ دينُه صلباً اشتدّ بلاؤه ، وإن كان في دينه رقةٌ ابتلِيَ على حسب دينه ، فما يبرحُ البلاءُ بالعبدِ حتى يتركَه يمشي على الأرضِ ما عليه خطيئةٌ».
ودخل أبو سعيد الخدري على الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يوعَكُ ، فوضعَ يده على الرسول صلى الله عليه وسلم ، فوجدَ حرّاً بين يده فوق اللحاف ، فقال: يا رسول الله ، ما أشدّها عليك؟! قال: «إنّا كذلك ، يضعّفُ علينا البلاءُ ويضعّفُ لنا الأجرُ» قلت ، يا رسول الله ، أي الناسِ أشدُّ بلاءً؟ قال: «الأنبياءُ ، ثم الصالحون ، إنْ كانَ أحدُهم ليُبتلى بالفقر ، حتى ما يجدُ إلا العباءةَ التي يحويها ، وإن كان أحدُهم ليفرحُ بالبلاءِ كما يفرحُ أحدُكم بالرخاء».
فالأنبياءُ قد يسجنون كما سُجنَ يوسف ، قال تعالى: {قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ} [يوسف : 33] {فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ *} [يوسف: 42] كما ذكر الله تعالى.
وقد يصيبهم قومُهم بالأذى ، وقد يرمونهم ، كما أصابوا الرسول صلى الله عليه وسلم في معركة أُحدٍ فأدموه ، وكسروا رباعيته ، وقد يخرجونهم من ديارهم ، كما هاجر إبرهيم عليه السلام من العراق إلى الشام ، وكما هاجر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة ، وقد يقتلونهم {أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ *} [البقرة: 87].
وقد يصابون بالأمراض ، كما ابتلى اللهُ نبيَّه أيوبَ فصبر ، وقد صحّ عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إنَّ نبيَّ الله أيوب لبثَ في بلائه ثمانَي عشرةَ سنةً ، فرفضه القريبُ والبعيدُ إلا رجلينِ من إخوانِه».
وكان من ابتلائه أنْ ذهبَ أهلُه ومالُه ، وكان ذا مالٍ وولدٍ كثير ، قال تعالى: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ *فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ *} [الانبياء: 83 ـ 84].
و ـ اشتغال الأنبياء بأعمال البشر: ومن مقتضى بشريتهم أنّهم قد يقومون بالأعمال والأشغال التي يمارسها البشر ، فمن ذلك اشتغال الرسول صلى الله عليه وسلم بالتجارةِ قبل البعثةِ ، ومن ذلك رعي الأنبياءِ للغنم ، فقد روى جابرُ بنُ عبد الله رضي الله عنه قال: كُنّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نجني الكُبَاث، وأنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «عليكم بالأسود منه ، فإنّه أطيبُه» قالوا: أكنت ترعى الغنم؟ قال: «وهل مِنْ نبيٍّ إلا وقد رعاها».
ومن الأنبياء الذين نصّ القران على أنهم رعوا الغنم نبيُّ الله موسى عليه السلام ، فقد عمل في ذلك عِدّةَ سنوات ، فقد قال له العبد الصالح: {إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِي حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدَكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ * قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلاَ عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ *} [القصص: 27 ـ 28].
قال ابن حجر: والذي قاله الأئمة: إنّ الحكمةَ في رعاية الأنبياء للغنم ليأخذوا أنفسَهم بالتواضع ، وتعتادَ قلوبهم بالخلوة ، ويترقوا من سياستها إلى سياسة الأمم.
ومن الأنبياء الذين عملوا بأعمال البشر داود عليه السلام ، فقد كان حداداً يصنع الدروع ، قال تعالى: {وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ *} [الانبياء : 80] ، وكان في الوقت نفسه ملكاً ، وكان يأكل مما تصنعه يداه ، ونبي الله زكريا كان يعملُ نجاراً.
ز ـ لِمَ لمْ يكن الرسل ملائكة؟ الرسل جميعاً من البشر ، ومن الأمم نفسها التي بعثوا فيها ، يتحدّثون لغة قومهم ، ويعيشون بينهم ، وقد كان ذلك لحكمةٍ أرادها الله تعالى لم تتضح للمخاطبين وبالرسالات ، ومن ثَمَّ أنكروا أن يكون الرسل بشراً.
قال تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ} [الانعام: 91] أوأن يتنزّل الوحيُ الإلهي على واحدٍ من البشرِ على الإطلاق. وقال تعالى: {وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى إِلاَّ أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولاً *} [الاسراء : 94].
لأنّ طاقات البشر وإمكاناتهم المألوفة لديهم لا تتناسبُ وتحمُّل الوحي ، بل الذي يتناسب مع ظاهرة الوحي العجيبةِ نزولُ ملَكٍ يقوم بهذه المهمة ، أو يعيّن الرسول في القيام بها. قال تعالى: {فَقَالَ الْمَلأَُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا هَذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لأَنْزَلَ مَلاَئِكَةً مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الأَوَّلِينَ *} [المؤمنون : 24]. وقال تعالى: {وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأَسْوَاقِ لَوْلاَ أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا *} [الفرقان: 7].
وقد بيّنَ القرانُ أنَّ هؤلاء القوم بمطلبهم هذا قد غفلوا عن عِدّة أشياء منها:
* أنّ الملائكة لم يخلقوا لسكنى الأرض، والعيش فيها باطمئنان ، قال تعالى: {وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى إِلاَّ أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولاً *قُلْ لَوْ كَانَ فِي الأَرْضِ مَلاَئِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولاً *} [الاسراء: 94 ـ 95].
* أنّ الملك لو نزل على الأرض؛ فلابدّ أن يتّخِذَ صورةَ البشرِ ، وعندئذٍ لا يستطيعون أن يتعرّفوا على حقيقته الملائكية ، ولا أن يميّزوا بينه وبين سائر البشر. قال تعالى: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ *} [الانعام: 9].
* لو كان الرسولُ من غير البشر أنفسهم لانتفت الحكمةُ من إرساله ، لأنّ الرسل أرسلوا لا للتبليغ فحسب ، بل ليكونوا قدوةً عملية لأقوامهم ، فلو كان الرسول مَلَكاً ، لما تحققت القدوة والمثال ، ولامتنع الناسُ من الالتزام بأوامر الله ، ولقالوا: نحنُ بشرٌ لنا نَزَعاتٌ وشهواتٌ ، وليس في وسعنا الالتزامُ بما تلتزم به الملائكةُ ، فكيف يُطْلَبُ منا الاقتداء بهم في أعمالهم ، أفلا يرسِلُ إلينا بشراً مثلنا ، يحسّ كما نحسّ ، ويفكّر كما نفكّر ، ويشعر بضروراتنا وبحدود طاقاتنا؟ وبذلك تتجلى الحكمة من إرسال الرسل بشراً ، حتى لا يقف اختلاف الجنس حائلاً بين الناس وبين الاقتداء برسولهم فيما يفعل وما يقول ، وحتى تتمثل الأسوة للبشر في واحدٍ من جنسهم له نفس تركيبهم ونفس ضروراتهم البشرية من طعام وشراب وملبس ومسكن.. إلخ فهو يأكلُ الطعامَ ، ويمشي في الأسواقِ ، قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا *} [الفرقان: 20].
والله سبحانه وتعالى اصطفى الأنبياء والرسل ، ومنحهم القدرةَ على تلقي الوحي الإلهي بإمكاناتٍ خاصة ، أودعها نفوسَهم ، دون أن يخرِجَهم ذلك عن حدودِ بشريتهم.
4 ـ الصدق:
الصدقُ هو محورُ النبوةِ ، ومدارُ ارتكازها ، فكلَّ ما ينطق به الأنبياءُ صدقٌ خالصٌ ، ولا يمكن أن يجافي الواقعَ أو الحقيقةَ ، وعندما يشرح القران الكريم فضائل الأنبياءِ يشيرُ إلى هذه الصفة عندهم.
لقد وصف الله تعالى أنبياءه بالصدق على سبيل التعيين أو الإجمال في غير ما اية من كتابه العزيز ، كقوله عن إدريس عليه السلام: [مريم: 41]. {إِنَّهُ كَانَ صَدِّيقًا نَبِيًّا *} عن إسماعيل عليه السلام: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَبِيًّا *} [مريم: 54]. وقوله عن موسى عليه السلام: {حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لاَ أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الْحَقَّ} [الاعراف: 105]. وقوله عن يوسف عليه السلام: {يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ} [يوسف : 46]. وقوله فيه: {وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ *} [يوسف :51]. وقوله في حقِّ نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: {وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ} [الاحزاب: 22]. وقوله في حقه أيضاً: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْكَافِرِينَ *وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ *} [الزمر: 32 ـ 33].
فسمى ما جاء به من عند الله من أحكام شرعه ، وأخبار رسله وخلقه ، قراناً أو سنة ، سمّاه صدقاً ، وذلك وقفٌ له بالالتزام ، إذ لا يأتي بالصدق إلا صادقٌ ، وذلك مما لا جدال فيه ، حيث كان صدقُه معلوماً من حداثةِ سنه ، وشهد له بذلك أعداؤه قبل أصدقائه ، فإنّ الأعداءَ من الكفرة والمشركين لم يكونوا يشكّون يوماً في صدقه كما قال تعالى: {فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ *} [الانعام: 33].
وكما كانوا يشهدون له بذلك في مواقف مختلفة ، فقد ذكر بعضها ومثل هذا الدليل الالتزامي قول الله تعالى في حقه صلى الله عليه وسلم: {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ *لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ *ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ *فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ *} [الحاقة : 44 ـ 47].
حيث دلّلَ الله تعالى على صدق نبيه بدليل التمانُع ، فقد امتنع أخذه سبحانه لنبيه صلى الله عليه وسلم بتلك الصفة ، لامتناع تقوّله عليه ، وامتناعُ التقوّل عليه يعني الصدق فيما يقول: فالايةُ إذاً تطمئِنُ النفوسَ على صدق وأحقيّة ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم غاية الاطمئنان ، إذ دلّت على أنّ الله تعالى له بالمرصاد ، إن هو تقوّل عليه ، ـ وحاشاه ذلك ـ والواقع خلافه ، فإنّ الله تعالى مازال يؤيده بالمعجزات الدالّة على صدقه ، وهي منزلةٌ منزَّلةَ أن يقول الحقّ تبارك وتعالى: صدقَ عبدي فيما يبلِّغ عني ، إذ لولا صدقُه لما أمدّه بها ، كما يُعْلَمُ من حال الكذّابين من مدّعي النبوة ، وكما يدل عليه قوله تعالى: {وَيَمْحُو اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ} [الشورى: 24].
ولكن لما كان الله تعالى يؤيد نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم بالمعجزات الباهرات ، وينصره على عدوّه المرة تلو الأخرى ، ويظهر دينه يوماً بعد يوم ، دلّ ذلك على صدقه صلى الله عليه وسلم فيما يبلِّغُ عن ربه جل شأنه.
وقد أكد الله تعالى ذلك بأدلة أخرى كثيرةٍ ، كقوله سبحانه: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى *مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى *وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى *إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى *} [النجم: 1 ـ 4].
فهذا قَسَمٌ من الله جلا وعلا ، على أنّ ما ينطق به النبيُّ صلى الله عليه وسلم هو وحيٌ من الله تعالى ، لا مجال لمحمد صلى الله عليه وسلم في أن يأتيَ به من عنده ، أو أن يتقوّله عنه. قال تعالى: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ *قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ *فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ *} [يونس: 15 ـ 17].
وقال تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ} [الانعام: 93].
ولقد اشتَهَرَ الرسولُ صلى الله عليه وسلم منذُ الصغر بالصدقِ والأمانة حتى كان المشركون يسمّونه الصادق الأمين ، وكانت ثقتُهم به تامةً ، ومع أنه لم يكنْ قد بُعثَ بعدُ نبياً ، إلا أنه كان محطَّ ثقةِ الجميع ، إذ كان يحمل جميع صفات الأنبياء.
أجل ، فالفضلُ ما شهدت به الأعداءُ ، فها هو أبو سفيان ألدُّ أعداء الرسول صلى الله عليه وسلم انذاك يشهد بصدقه ، ففي رواية لعبد الله بن عباس عن أبي سفيان أنه قال: إنّ هرقلَ أرسل إليه في رَكبٍ من قريش، فأتوه وهم بإيلياء (بيت المقدس)، فدعاهم إلى مجلسه ، وحوله عظماء الروم ، ثم دعاهم ، ودعا بترجمانه فقال: أيُّكم أقربُ نسباً بهذا الرجل الذي يزعمُ أنّه نبيٌّ؟ فقال أبو سفيان: فقلت: أنا أقربهم نسباً ، فقال: أدنوه مني ، وقرّبوا أصحابه ، فاجعلوهم عند ظهره. ثم قال لترجمانه ، قل لهم: إني سائلٌ هذا عن هذا الرجل ، فإن كَذَبني فكذّبوه ، فواللهِ لولا الحياء من أن يأثروا عليّ كذباً لكذَبْتُ عنه.
ثم كان أول ما سألني عنه أن قال: كيف نسبه فيكم؟.
قلت: هو فينا ذو نسب.
قال: فهل قال هذا القول منكم أحدٌ قط قبله؟.
قلت: لا.
قال: فهل كان من ابائه من ملك؟.
قلت: لا.
قال: فأشرافُ الناسُ يتبعونه أم ضعفاؤهم؟.
فقلت: بل ضعفاؤهم.
قال: أيزيدون أم ينقصون؟.
قلت: بل يزيدون.
قال: فهل يرتدّ أحدٌ منهم سخطةً لدينه بعد أن يدخلَ فيه؟.
قلت: لا.قال: فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟.
قلت: لا.
قال: فهل يَغْدُرُ؟.
قلت: لا ، ونحن منه في مدّةٍ ، لا ندري ما هو فاعلٌ فيها ، قال: ولم تمكن كلمة أدخل فيه شيئاً غير هذه الكلمة.
قال: فهل قاتلتموه؟.
قلت: نعم.
قال: فكيف كان قتالكم إياه؟.
قلت: الحربُ بيننا وبينه سجال ، ينالُ منّا وننالُ منه.
قال: ماذا يأمركم؟.
قلت: اعبدوا الله وحدَه ، ولا تشركوا به شيئاً ، واتركوا ما يقول اباؤكم ، ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة.
فقال للترجمان: قل له: سألتك عن نسبه ، فذكرت أنه فيكم ذو نسب ، فكذلك الرسلُ نبعث في نسبِ قومها.
وسألتك: هل قال أحدٌ منكم هذا القول ، فذكرتَ لا ، فقلتُ: لو كان أحدٌ قال هذا القولَ قبله لقلتُ رجلٌ يأْتَسِي بقولٍ قيل قبله.
وسألتك: هل كان من ابائه من ملك ، فذكرت أنْ لا. قلتُ: فلو كان من ابائه من ملك ، قلت: رجلٌ يطلبُ مُلك أبيه.
وسألتك: هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقولَ ما قال ، فذكرتَ أنْ لا ، فقد أعرفُ أنّه لم يكنْ ليذرَ الكذبَ على الناسِ ويكذبَ على الله».
والنصُّ طويلٌ ، ونقتصر على هذا القدر ، وأهمُّ ما يلفتُ النظرَ هنا وجودُ دليلين على صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم: أوّلُهما هو هرقل إمبراطور الروم ، الذي قال ما أوردناه انفاً ، والثاني: هو جوابُ أبي سفيان ، الذي كان يعترِفُ بصدقٍ رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقبله ، مع أنه لم يكن قد أسلمَ بعدُ ، ولكنّ هرقل أضاع فرصةً ذهبيةً جاءَت إليه ، إذ إنّ حبّه لملكه أضاعَ عليه الحصولَ على الملك الحقيقي الخالد ، فلم يُسْلِمْ ، ولم يدخل في أمة الإسلام السعيدة.

يمكنكم تحميل -سلسلة أركان الإيمان- كتاب :
الإيمان بالرسل والرسالات
من الموقع الرسمي للدكتور علي محمَّد محمَّد الصَّلابي
http://alsallabi.com/s2/_lib/file/doc/Book94(1).pdf


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022