أصحاب الجنة
الحلقة: الرابعة والخمسون
بقلم الدكتور علي محمد الصلابي
محرم 1442 ه/ سبتمبر 2020
أصحابُ الجنّةِ هم المؤمنون الموحدون الذين يعملون الصالحات مع إخلاصٍ عظيمٍ للهِ عزّ وجلَّ، واستقامةٍ على شريعته، ووفاءٍ بعهودِهم، وعدمِ نقضهم لها، ووصلهم ما أمر الله بوصله، وخشيتهم للهِ، وخوفهم من سوءِ العذابِ، وصبرهم لله، وإقام الصلاة، والانفاقِ سرّاً وعلانية، ودرئهم بالحسنةِ السيئةَ، قال تعالى: ﴿أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ *الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلاَ يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ *وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ *وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً وَيَدْرَأُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبى الدَّارِ *جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ *سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبى الدَّارِ *﴾ [الرعد: 19 ـ 24] .
والجنةُ درجةٌ عاليةٌ، والصعودُ إلى العلياء يحتاجُ إلى جهدٍ كبيرٍ، وطريقُ الجنة فيه مخالفةٌ لأهواءِ النفوس ومحبوباتها، وهـذا يحتاجُ إلى عزيمةٍ ماضيةٍ، وإرادةٍ قويةٍ، قال رسول الله (ﷺ): «حُجِبَتِ النّارُ بالشهواتِ، وحُجِبَتِ الجنّةُ بالمكارهِ» وهـذا من بديعِ الكلامِ وفصيحهِ والجوامعِ التي أُوتيها (ﷺ) من التمثيل الحسن، ومعناه لا يوصلَ إلى الجنَةِ إلاّ بارتكابِ المكارِه، ولا إلى النار إلاّ بارتكاب الشهوات، وكذلك هما محجوبتانِ بهما، فمن هتك الحجابَ وصل إلى المحجوبِ، فهتك حجاب الجنّةِ باقتحام المكاره، وهتك حجاب النار بارتكابِ الشهوات، فأمَّا المكارِهُ فيدخلُ فيها الاجتهادُ في العبادة، والمواظبةُ عليها، والصبرُ على مشاقِّها، وكظمُ الغيظِ، والعفو، والحلم، والصدقة والإحسان إلى المسيء، والصبرُ على الشهواتِ، ونحو ذلك.
1 ـ معرفةُ أهل الجنة لمساكنهم :
قال تعالى: ﴿الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ *﴾ [محمد: 1 ـ 2] أي إذا دخلوها يقال لهم: تفرّقوا إلى منازلكم، فهم أعرفُ بمنازلهم من أهل الجمعة إذا انصرفوا إلى منازلهم.
وقال رسولُ الله (ﷺ): «يخلصُ المؤمنونَ من النّارِ، فيُحْبَسُوْنَ على قنطرةٍ بينَ الجنّةِ والنّارِ، فَيُقَصُّ لبعضِهم من بعضٍ مظالمُ كانتْ بينهم في الدُّنيا، حتّى إذا هُذِّبوا ونُقّوا أُذِنَ لهم في دخولِ الجنّةِ، فوالذي نفسُ محمّدٍ بيدِهِ لأحدُهُم أهدَى بمنزلِهِ في الجنّةِ منه بمنزله كان في الدنيا ».
2 ـ هل الرجال أكثر في الجنة أم النساء؟ تخاصمَ الرجالُ والنساءُ في هـذا والصحابةُ أحياء، ففي ( صحيح مسلم ) عن ابن سيرين قال: اختصمَ الرجالُ والنساءُ: أيُّهم أكثرُ في الجنّةِ ؟ وفي روايةٍ: إمّا تفاخروا، وإمّا تذاكروا: الرجالُ في الجنةِ أكثرُ أم النساءُ ؟ فسألوا أبا هريرةَ، فاحتجَّ أبو هريرة على أنَّ النساءَ في الجنةِ أكثرُ بقول الرسول (ﷺ): « إنَّ أوَّل زمرةٍ تدخلُ الجنّةَ على صورِ القمرِ ليلةَ البدرِ، والتي تليها على أضوأ كوكبٍ دُرِّي في السماءِ، لكلِّ امرىءٍ منهم زوجتان اثنتان، يُرَى مخُّ سوقهما من وراءِ اللحمِ، ما في الجنّةِ أعزبُ » والحديثُ واضحُ الدلالةِ على أنَّ النساءَ في الجنة أكثر من الرجال .
وقد احتجَّ بعضُهم على أنَّ الرجالَ أكثرُ بحديثِ: « رأيتُكُنَّ أكثرَ أهلِ النَّار » والجوابُ لا يلزمُ من كونهنَّ أكثرَ أهلِ النار أن يكنَّ أقلّ ساكني الجنة كما يقول ابن حجر العسقلاني، فيكونُ الجمعُ بين الحديثينِ أنَّ النساءَ أكثرُ أهلِ النارِ، وأكثرُ أهلِ الجنةِ، وبذلك يكنُّ أكثر من الرجالِ وجوداً في الخلق .
3 ـ أطفال المؤمنين:
قال تعالى: ﴿عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِىءٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ *﴾ [الطور: 21] فهـذه الآية تدلُّ بعمومها على أنَّ ذريةَ المؤمنين معهم في الجنة، لأنَّ الطفلَ يولد على الفطرةِ، وهي الإسلامُ، فإذا ماتَ فهو ميّتٌ على الإيمانِ، فيكونُ مع والديه في الجنان، وقال تعالى: ﴿كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ *إِلاَّ أَصْحَابَ الْيَمِينِ *﴾ [المدثر: 38 ـ 39] قال عليٌ بنُ أبي طالب رضي الله عنه: هم أطفالُ المسلمين، لم يكتسبوا فيرتهنوا بكسبهم .
ودخولُ أطفالِ المسلمين الجنَّة ثابتٌ في السنُّة، وذكر الكتّاني أنّها بلغتْ حدَّ التواتر، فعن أبي حسان قال: قلتُ لأبي هريرة: إنّه ماتَ لي ابنانِ فما أنتَ محدِّثني عن رسولِ اللهِ (ﷺ) بحديثٍ تطيِّبُ به أنفسَنا عن موتانا، قال، قال: نعم: « صغارُهُم دَعَامِيْصُ، الجنّةِ، يلتقي أحدُهم أباه، أو قال أبويه، فيأخذه بثوبه، أو قال بيده، كما اخذُ أنا بصفنة ثوبِكَ هـذا، فلا يتناهى . ـ أو قال فلا ينتهي ـ حتى يدخله وأباه الجنة » وعن البراء رضي الله عنه قال: لمّا توفي إبراهيمُ ابنُ الرسولِ (ﷺ) قال رسول الله(ﷺ): «إنّ له مُرْضِعاً في الجنّةِ » .
وقال رسول الله (ﷺ): « ما مِنْ مسلمٍ يموتُ له ثلاثةٌ مِنَ الولدِ لم يبلغوا الحِنْثَ إلاَّ تلقَّوْهُ مِنْ أبوابِ الجنّة الثمانيةِ من أيِّها شاءَ دخلَ » . وقال رسولُ الله (ﷺ): « ذراري المسلمينَ في الجنّةِ يكُفُلهم إبراهيمُ عليه السلام » وقال رسول الله (ﷺ): « أطفالُ المسلمينَ في جبلٍ في الجنّةِ يكفُلُهم إبراهيمُ وسارةٌ حتّى يدفعونهم إلى ابائهم يوم القيامة » .
4 ـ اجتماع أهل الجنة وحديثهم:
من أحاديثهم ما قاله سبحانه : ﴿قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ * فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ *إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ *﴾ [الطور: 25 ـ 28] .
ومن أحاديثهم تذكُّرُهم أهلَ الكفرِ الذين كانوا يشككونهم بالله واليوم الآخر، قال تعالى: ﴿وَمَا تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ *إِلاَّ عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ *أُولَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ *فَوَاكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ *فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ *عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ *يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ *بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ *﴾ [الصافات: 39 61]
تأمل ما في هـذه الآيات من النعيم والكرامة، فقد بيّن الله تعالى في هـذه الآية أنّهم يجتمعون يوم القيامة، ويعطون من الفواكه وهم على السرر متقابلين، يتجاذبون أطرافَ الحديث، وفي أثناء حديثهم يُخْدَمُون كالملوك، فعندهم الفواكه، ويُطافُ عليهم بالخمر اللذيذة، وعندهم النساءُ الحور العين، ثم يبدأُ الحوار، فيتذكّر أحدُهم صاحباً له كان يأمُرُه بالمعاصي، وينكِرُ البعث، فينادي منادٍ: هل تريدُ أن تعرفَ حالَه ؟ فيأخذُ هـذا الرجلُ ليريَهُ ذلكَ الصاحبَ وقد استقرَّ في قلبِ الجحيمِ، يتقلَّب على الجمرِ، لا يموت ولا يحيا، فيخاطِبُه سائلاً سؤال توبيخٍ واستنكارٍ: هل نحنُ لا نموتُ إلاّ موتتنا الأولى، ولن نبعث، ولن نعذب؟ ثم ينظر لحاله والنعيم الذي هو فيه، وينظرُ إلى حال هـذا الذي أصبحَ مِنْ حطبِ جهنم، ويقارن بين الحالين، فيرى البونَ الشاسعَ والفرقَ الواسع، فيقول لنفسه وقد امتلأ سروراً وفاض غبطة .
5 ـ أعلى أهل الجنة :
الأنبياءُ ثم الصديقون ثم الشهداءُ ثم الصالحون، قال تعالى: ﴿وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا *﴾ [النساء: 69] أي معهم في الجنة، وإن لم يكونوا معهم في الدرجة .
وعن المغيرة بن شعبة قال: سمعتُ رسولَ اللهِ (ﷺ) قال: « سألَ موسى ربَّه: ما أدنى أهلُ الجنّةِ منزلةً ؟ قال: هو رجلٌ يجيءُ بعدما أُدْخِلَ أهلُ الجنّةِ الجنّةَ، فيُقالُ له: ادْخُلْ الجنَّةَ، فيقول: أيْ ربِّ كيفَ وقد نزلَ الناسُ منازِلَهُم وأخذوا أَخَذَاتِهِم ؟ فيقال له: أترى أنْ يكونَ لكَ مثل مُلْكٍ مَلِكٍ من ملوكِ الدنيا ؟ فيقول: رضيتُ رَبِّ، فيقولُ: لَكَ ذلك، ومثلُه، ومثلُهُ، ومثلُهُ، ومثلُهُ، فقال في الخامسةِ: رضيتُ رَبِّ، فيقول: هَذَا لكَ وَعَشرةُ أمثالِهِ، ولكَ ما اشْتَهَتْ نَفْسُكَ، ولذّتْ عينَكَ، فيقول: رضيتُ ربِّ .
قال: ربِّ، فأعلاهم منزلةً ؟
قال: أولـئك الذين أردتُ، غرستُ كرامتَهم بيدي، وختمتُ عليها، فلم ترَ عينٌ، ولم تسمعْ أذنٌ، ولم يخطرْ على قلبِ بشرٍ، قال: ومصداقه في كتاب الله عز وجل ﴿فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ*﴾ [السجدة: 17] .
6 ـ أهل الجنة يرثون نصيب أهل النار في الجنة:
قال تعالى: ﴿وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلاَ أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ *﴾ [الأعراف: 43] وقال تعالى: ﴿وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ*﴾ [الزخرف: 72] وقال تعالى: ﴿أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ *الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ *﴾ [المؤمنون: 10 ـ 11] وقال رسول الله (ﷺ): «ما مِنْكُم من أحدٍ إلاَّ له منزلانِ: منزلٌ في الجنّةِ، ومنزلٌ في النّارِ، فإذا ماتَ فدخلَ النّارَ، ورثَ أهلُ الجنّةِ منزله، فذلك قوله تعالى:﴿أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ﴾ [المؤمنون: 10]».
7 ـ زوجة المؤمن إذا ماتت على الإيمان مع زوجها المؤمن في الجنة:
قال تعالى: ﴿جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ﴾ [الرعد: 23] وهم في الجنّاتِ منعَّمون من الأزواجِ، يتكئون في ظلال الجنة، مسرورين فرحين، قال تعالى: ﴿هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلاَلٍ عَلَى الأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ *﴾ [يـس: 56] وقال تعالى: ﴿ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ *﴾ [الزخرف: 70] .
8 ـ مؤمنو الجن يدخلون الجنة:
مؤمنو الجن يثابون على الطاعةِ، ويدخلون الجنّةَ، فبعد أن تكلَّمَ الله عزّ وجلّ عن الإنس والجن في سورة الأنعام قال تعالى: وقوله ﴿وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عمَّا يَعْمَلُونَ * وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ﴾ [الأنعام: 165] يعود على الإنس والجن، فدلَّ على أنَّ لهم درجات في الجنّةِ بحسب عملهم، وقوله تعالى في الحور العين: ﴿فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَآنٌّ *﴾ [الرحمـن: 56] فدلَّ على أنَّ الجنَّ يدخلون الجنة، ويتمتّعون بالحور العين كما يحصلُ للإنس .
9 ـ ضحك أهلُ الجنّةِ من أهل النار:
كان الكفّار في الدنيا يخاصمون المؤمنين، ويسخرون منهم، ويهزؤون بهم، فإذا جاءَ يومُ القيامةِ انقلبَ الحالُ، وتبدّلتِ الأَالُ، فإذا بالمؤمنين، وهم في النعيم المقيم ينظرون إلى المجرمين فيضحكون منهم، ويسخرون بهم، قال تعالى: ﴿تَسْنِيمٍ * عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ *إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ *وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ *وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ *وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلاَءِ لَضَآلُّونَ *وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ *فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ *عَلَى الأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ *هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ *﴾ [المطففين: 22 ـ 36].
يمكنكم تحميل -سلسلة أركان الإيمان- كتاب:
الإيمان باليوم الآخر
من الموقع الرسمي للدكتور علي محمَّد محمَّد الصَّلابي