الأحد

1446-06-21

|

2024-12-22

وقعة البويب زمن الفاروق رضي الله عنه؛ الاستعدادات والإستراتيجيات

بقلم: د. علي محمد الصلابي

الحلقة السادسة و الستون

قام الفاروق بحشد النَّاس، واستنفارهم، وبذلك أرسل الإِمدادات إِلى جيش الإِسلام في العراق، فكان منهم جرير بن عبد الله البجلي في قومه، وحنظلة بن الرَّبيع، وأرسل هلال بن علقمة مع طائفة الرَّباب، ومجموعة من قبائل خثعم بقيادة عبد الله بن ذي السَّهمين، فأرسلهما أيضاً إِلى العراق لمدِّ جند الإِسلام، وجاء كلٌّ من عمر بن ربعي بن حنظلة في قومه، وربعي بن عامر بن خالد إِلى الخليفة فأمدَّ بهم كذلك جند العراق، وهكذا أخذت أرتال الدَّعم والإِمداد تسير نحو العراق بدون انقطاعٍ، وفي الوقت ذاته أرسل المثنَّى بن حارثة الشَّيباني إِلى من في العراق من أمراء المسلمين يستحثُّهم، فبعثوا إِليه بالإِمداد حتَّى كثر جيشه.
ولمَّا علم قادة الفرس باجتماع جيشٍ كبيرٍ عند المثنَّى، بعثوا مهران الهمذاني بجيشٍ من الفرسان لمواجهة جيش المثنَّى، ولما علم المثنَّى بذلك؛ كتب إِلى من يصل إِليه من الإِمداد أن يوافوه بالبُويب، وعلى رأس هؤلاء جرير بن عبد الله حيث كتب إِليه المثنَّى يقول: إِنَّا جاءنا أمرٌ لم نستطع معه المقام حتَّى تقدموا علينا، فعجِّلوا اللَّحاق بنا، وموعدكم البويب، فاجتمعوا بالبُويب، وليس بينهم وبين جيش الفرس إِلا النَّهر، فأقام المثنَّى حتَّى كتب له مهران: إِمَّا أن تعبروا إِلينا أو أن نعبر إِليكم، فقال المثنَّى: اعبروا، فعبر مهران بجيشه، وكان ذلك في شهر رمضان من العام الثَّالث عشر للهجرة، فقام المثنَّى خطيباً، وقال للمسلمين: إِنَّكم صوَّامٌ، والصَّوم مَرَقَّةٌ، ومضعفةٌ، وإِنِّي أرى من الرَّأي أن تُفطروا ثُمَّ تقووا بالطَّعام على قتال عدوِّكم. قالوا: نعم ! فأفطروا.
وكان المثنَّى قد عبَّأ جيشه، وسار فيهم يحثهم على القتال، ويقول لأهل كلِّ رايةٍ: إِنِّي لأرجو أن لا تؤتى العرب مِنْ قبلكم، والله ما يسرُّني اليوم لنفسي شيءٌ إِلا وهو يسرُّني لعامَّتكم. قال الرُّواة: وأنصفهم المثنَّى في القول، والفعل، وخلط النَّاس في المكروه، والمحبوب، فلم يستطع أحدٌ منهم أن يعيب له قولاً، ولا عملاً.
وهذا دليلٌ على حسن قيادته وسعة حكمته، حتَّى أصبح أفراد الجيش مطيعين له عن حبٍّ، وقناعةٍ، ولمَّا رضي المثنَّى عن استعداد جيشه؛ قال: إِنِّي مكبِّر ثلاثاً فتهيؤوا، ثمَّ احملوا مع الرَّابعة. فلمَّا كبَّر أوَّل تكبيرة أعجلهم أهل فارس، وعاجلوهم، فخالطوهم مع أوَّل تكبيرةٍ، وليس من عادة الفرس هذا الاندفاع، ولكن لعلَّ ما حصلوا عليه في معركة الجسر من إِصابة المسلمين خفَّف ممَّا وقر في نفوسهم من هيبة المسلمين، والرُّعب منهم، وهكذا بدأ الفرس بالهجوم وقد صمد لهم المسلمون واستمرُّوا معهم في صراعٍ شديدٍ، والمثنَّى إِلى جانب اشتراكه في القتال يراقب جيشه بدقَّةٍ حتَّى إِنَّه رأى خللاً في بعض صفوفه، فأرسل إِليهم رجلاً، وقال: إِنَّ الأمير يقرأ عليكم السَّلام ويقول: لا تفضحوا المسلمين اليوم، فقالوا: نعم، واعتدلوا، فلمَّا طال القتال، واشتدَّ؛ قال المثنَّى لأنس بن هلال: يا أنس ! إِذا رأيتني قد حملت على مهران؛ فاحمل معي، وقال لابن مردي الفهر مثل ذلك، فأجابه، ثمَّ حمل المثنَّى على مهران، فأزاله حتَّى أدخله في ميمنته، واستمرَّ المثنَّى يضغط على عدوِّه، فخالطوهم، واجتمع القلبان، وارتفع الغبار، والمجنَّبات تقتتل لا يستطيعون أن يفرغوا لنصر أميرهم لا المشركون، ولا المسلمون، وقال مسعود بن حارثة قائد مشاة المسلمين لجندهِ: إِن رأيتمونا أصبنا؛ فلا تدعوا ما أنتم فيه، فإِنَّ الجيش ينكشف، ثمَّ ينصرف، الزموا مصافَّكم، وأغنوا غناء مَنْ يليكم، وأصيب مسعودٌ، وقوَّادٌ من المسلمين، ورأى مسعود تضعضع من معه لإِصابته، وهو ضعيفٌ قد ثقل من الجراح، فقال: يا معسكر بكر بن وائل ! ارفعوا راياتكم؛ رفعكم الله ! لا يهولنَّكم مصرعي. ويدرك المثنَّى مصرع أخيه، فيخاطب النَّاس بقوله: يا معشر المسلمين ! لا يرعكم مصرع أخي، فإِنَّ مصارع خياركم هكذا، وقاتل أنس بن هلال النَّميري حتَّى أصيب، فحمله المثنَّى، وحمل أخاه مسعوداً، وضمهما إِليه، والقتال محتدمٌ على طول الجبهة، ولكن القلب بدأ ينبعج في غير صالح الفرس، وأوجع قلب المسلمين في قلب المجوس، وقد دقَّ فيه المثنى إِسفينه.
وكان فيمن تقدَّم في القلب جرير بن عبد الله، ومعه بجير، وابن الهوبر، والمنذر بن حسَّان فيمن معهما من ضبَّة، وقاتل قرط بن جماح العبدي حتَّى تكسَّرت في يده رماحٌ، وتكسَّرت أسيافٌ، وقُتل شهر براز من دهاقين الفرس، وقائد فرسانهم في المعركة، واستمرَّ القتال حتَّى أفنى المسلمون قلب المشركين، وأوغلوا فيه، ووقف المثنَّى عند ارتفاع الغبار حتَّى أسفر الغبار، وقد فني قلب المشركين، وقتل قائدهم مهران، والمجنَّبات قد هز بعضها بعضاً، فلمَّا راه المسلمون، وقد أزال القلب، وأفنى أهله؛ قويت مجنَّباتهم على المشركين، وجعلوا يردُّون الأعاجم على أدبارهم، وجعل المثنَّى، والمسلمون في القلب يدعون لهم بالنَّصر، وأرسل إِليهم من يقول لهم: عاداتكم في أمثالكم، انصروا الله؛ ينصركم، حتَّى هزموا القوم، فسابقهم المثنَّى إِلى الجسر، فسبقهم، وقطعه، وأخذ الأعاجم، فافترقوا بشاطىء الفرات، واعتورتهم خيول المسلمين حتَّى قتلوهم، ثمَّ جعلوا جثثهم أكوامًا من كثرتها، حتَّى ذكر بعض الرُّواة: أنَّ قتلاهم بلغوا مئة ألف.
1ـ مؤتمر حربي بعد المعركة:
سكن القتال، ونظر المثنَّى والمسلمون إِلى عشرات الألوف من الجثث، وقد غطَّت الأرض دماؤها، وأشلاؤها، ثمَّ جلس مع الجيش يحدِّثهم، ويحدِّثونه، ويسألهم عمَّا فعلوا، وكلَّما جاء رجل؛ قال له المثنَّى: أخبرني عنك، فيروون له أحاديث تصوِّر لقطاتٍ من المعركة، وقد قال المثنى: قد قاتلت العرب، والعجم في الجاهلية، والإِسلام، والله لمئةٌ من العجم في الجاهليَّة كانوا أشدَّ عليَّ من ألفٍ من العرب ! ولمئةٌ اليوم من العرب أشدُّ عليَّ من ألفٍ من العجم. إِنَّ الله أذهب مصدوقتهم، ووهن كيدهم، فلا يروعنَّكم زهاءٌ ترونه ـ يعني: هيئتكم ـ ولا سوادٌ ـ يعني: كثرتهم ـ ولا قسي فُجٍّ ـ يعني: قد باتت أوتارها ـ ولا نبال طوال فإنهم إِذا أعجلوا عنها، أو فقدوها كالبهائم، أينما وجهتموها؛ اتَّجهت.
وإِنَّ هذا القول في ذلك الوقت مناسبٌ تماماً، حيث عرض المثنَّى خبرته الجيِّدة في حربه مع الفرس في الوقت الَّذي دخل في حروب العراق أعدادٌ كبيرة من المسلمين، يشاركون في حرب الفرس لأوَّل مرَّة، فجمع المثنَّى لهم بذلك بين المشاهدة في معركةٍ من المعارك، وبين وصف تجاربه في كلِّ المعارك الَّتي خاضها معهم قبل ذلك.
2ـ ندم المثنَّى في قطعه خطَّ الرَّجعة على الفرس:
وقد ندم المثنَّى على قطعه خطَّ الرَّجعة على الفرس، وأخذه بالجسر من خلفهم، فقال: لقد عجزت عجزةً وقى الله شرَّها لمسابقتي إِيَّاها إِلى الجسر، وقطعه حتَّى أحرجهم، فإِنِّي عائد، فلا تعودوا، ولا تقتدوا بي أيُّها النَّاس، فإِنَّها كانت منِّي زلَّةً لا ينبغي إِحراج أحدٍ إِلا من لا يقوى على امتناع. فقد أبان المثنَّى في اخر هذا الكلام وجه الخطأ في هذه الخطَّة حيث قد لاحظ ببصيرته الحربيَّة النَّافذة أنَّ في منع الأعداء من الفرار إِلجاءٌ لهم إِلى الاستماتة في القتال دفاعاً عن أنفسهم، فإِنَّه حينما يشعر الإِنسان بأنَّه مقتولٌ يبذل كلَّ طاقته في الدِّفاع عن نفسه، وهذا يكلِّف الجيش المقابل جهوداً ضخمةً في محاولة القضاء عليه، ولكنَّ الله تعالى وقى المسلمين شرَّ هذه الخطَّة كما ذكر المثنَّى، حيث ثبَّت المسلمين، فكانت قوَّتهم أعلى بكثيرٍ من احتمال الأعداء، وطاقتهم، وألقى الله تعالى الرُّعب في قلوب الأعداء، حتَّى فقدوا الطَّاقة، والمقدرة على الدِّفاع عن النَّفس، وإِن في اعتراف المثنَّى بهذا الخطأ، وهو الرَّجل الَّذي بلغ في هذه المعركة أوج النَّصر، والشُّهرة لدليلاً على قوَّة إِيمانه، وتجرُّده من حظِّ النَّفس، وإِيثاره مصلحة الجماعة، وهكذا يكون العظماء.
3ـ علم النَّفس العسكري عند المثنَّى:
إِلى جانب ما ظهر لنا من عبقريات المثنَّى فقد شملت عبقريته عمقاً اخر يتَّصل بالحرب، وهو علم النَّفس العسكري، والتَّعامل مع إِخوان الجهاد، وزملاء السِّلاح، إِنَّا لنجد روحاً من المحبَّة فياضةً تربط المثنَّى بمن معه، تشير إِلى جانبٍ عاطفيٍّ نحوهم، ويبرز هذا في أحاديثه لهم، وفي كلامهم عنه، نرى هذا في طوافه بفرسه الشَّموس على راياتهم رايةً رايةً، يحمِّسهم، ويعطيهم توجيهاته، ويحرِّك مشاعرهم بأحسن ما فيهم، ويقول لهم: والله ما يسرني اليوم لنفسي شيءٌ إِلا وهو يسرُّني لعامَّتكم! فيجيبونه بمثل ذلك، يقول الرُّواة: فلم يستطع أحدٌ أن يعيب له قولاً، ولا عملاً.
وعندما رأى صفوف العجم تهجم، وقد علت صيحاتهم، يدرك ما لهذا من أثرٍ في قتال الالتحام، لا سيَّما وذكرى معركة جسر أبي عبيد ماثلةٌ في الأذهان، فقال كلمةً هادئةً تساعد على الثَّبات، وتدخل على النُّفوس؛ لتُبطل أثر تلك الهيعات، فقال في هدوءٍ يدعو إِلى الإِعجاب:
إِنَّ الذي تسمعون فشلٌ، فالزموا الصَّمت وائتمروا همساً.وعندما أصيب أخوه مسعودٌ إِصابة قاتلةً؛ قال مقالةً تستحق أن تكتب بماء الذَّهب، وبحروفٍ من نورٍ: يا معشر المسلمين ! لا يرعكم مصرع أخي، فإِنَّ مصارع خياركم هكذا، ولا يقلُّ عن هذا قول أخيه نفسه وهو يجود بالنَّفس مستبشراً بالشَّهادة: ارفعوا راياتكم رفعكم الله ! لا يهولنَّكم مصرعي ! وعندما قام المثنَّى بالصَّلاة على أخيه، وبعض الشُّهداء؛ قال: والله إِنَّه ليهوِّن عليَّ وَجْدي أن شهدوا البويب، أقدموا، وصبروا، ولم يجزعوا، ولم ينكلوا، وإِن كان في الشَّهادة كفارةٌ لتجوز الذُّنوب.
وكما كان المثنى محبّاً لجنده، عطوفاً عليهم، متفقِّداً لجميع أحوالهم، فقد كان في نفس الوقت حازماً، حاسماً، اخذاً بما يُطلق عليه العسكريُّون المحدثون (الضَّبط والرَّبط) ، فعندما أبصر رجلاً في الصَّف يستوفز، ويستنتل من الصَّفِّ، فقال المثنى: ما بال هذا ؟ قالوا: هو ممَّن فرَّ من الزَّحف يوم الجسر، وهو يريد أن يستقتل، فقرعه بالرُّمح، وقال: لا أبا لك ! الزم موقفك، فإِذا أتاك قرنك فأغنه عن صاحبك، ولا تستقتل ! قال: إِنِّي بذلك لجدير، فاستقرَّ، ولزم الصَّفَّ، وكما كان المثنَّى متعاطفاً مع جيشه؛ فلقد كان الشُّعور متبادلاً تماماً، ونرى ذلك جليّاً في شعر المعركة الَّذي جرى على ألسنة جنودها، فهذا الأعور الشَّنِّي يقول:
هَاجَتْ لأَعْوَرَ دَارُ الحيِّ أَحْزَانَا وَاسْتَبْدَلَتْ بَعْدَ عَبْدِ الْقَيْسِ خَفَّانَا
وَقَدْ أَرَانا بها وَالشَّمْلُ مُجْتَمِعٌ إذْ بالنُّخيلَةِ قَتْلى جُنْدِ مَهْرانا
أزمانَ سَار المثنى بالخيولِ لَهُمْ فَقُتِّلَ الزحفُ من فرسٍ وَجَيْلانا
سَما لمهرانَ والجيشِ الذي معه حتى أبادَهم مَثْنَى وَوُحْدانا
ما أن رأينا أميراً بالعراقِ مَضى مثلَ المثنى الذي مِنْ الِ شَيْبانا
إنَّ المثنى الأميرَ القِرْمَ لا كَذِبٌ في الحربِ أشجَعُ من ليثٍ بخُفَّانا
فصاحب هذه الأبيات يفضِّل المثنّى صراحةً على خالد بن الوليد، وعلى أبي عبيد الثَّقفي، ولقد كان الأعور من عبد قيسٍ، فهو لم يكن من بني شيبان، ولا من بكر بن وائل حتّى يقال: إِنَّه متعصبٌ لقومه.
إِنَّ المثنّى بن حارثة كان قائداً عميقاً في علم النَّفس العسكري، قبل أن يخطَّ أيُّ أستاذٍ متخصِّصٍ حرفاً في هذا العلم بقرون.
4 ـ موقف لنساء المجاهدين:
إِنَّ من المواقف الَّتي ينبغي الإِشارة إِليها ما كان من نساء المسلمين لمّا أرسل إِليهم قادة المسلمين بعض ما أصابوا من الطَّعام، وقد أرسلوه مع أحد زعماء النَّصارى من العرب، وهو عمرو بن عبد المسيح بن بقيلة في رجالٍ معه، فلمّا رأتهم النِّساء تصايحن، وحسبنها غارةً، فقمن دون الصِّبيان بالحجارة، والعمد، فقال عمرو بن عبد المسيح: هكذا ينبغي لنساء هذا الجيش، وبشَّروهنَّ بالفتح.
وإِنَّ هذا الموقف ليدلُّ على حسن التَّربية الإِسلاميَّة، وإِبراز شخصيَّة المسلم حتَّى لدى النِّساء، فإِنَّهنَّ قد تدرَّبن على حماية الموقف فيما إِذا خلا من الرِّجال.
هذا وقد أطلق هذا النَّصر الحاسم يد المسلمين في العراق فيما بين النَّهرين، وأرسل المثنّى قوّاده يخضعون البلاد لسلطان المسلمين، ويتقوَّون بما يفيء الله عليهم من الغنائم على جهاد عدوِّهم.
5 ـ مطاردة فلول المنهزمين:
لم يقعد إِغراء النَّصر بالمثنّى عن غايته، فقد ندب النَّاس إِثر المعركة وراء الجيش المنهزم، وسألهم أن يتَّبعوهم إِلى السِّيب، فخرج المسلمون خلف فلول المنهزمين، وكان من ضمنهم من حضر معركة جسر أبي عبيد، فأصابوا غنماً كثيراً، وأغاروا حتّى بلغوا ساباط، ثم انكفؤوا راجعين إِلى المثنّى، وتبدو قيمة معركة البويب لا في استصلاح الأثر النَّفسيِّ الَّذي كان بعد هزيمة الجسر، بل إِنَّ المسلمين أضحوا قادرين على السَّواد كلِّه، فقد كانوا يحاربون من قبلُ لا يجتازون الفرات، ثمَّ حاربوا فيما بين الفرات ودجلة، أمَّا بعد البويب؛ فقد استمكنوا من كلِّ هذه المنطقة؛ الَّتي تمتدُّ بين الفرات ودجلة، فمخروها لا يخافون كيداً، ولا يلقون فيها مانعاً، وكانت غزوة البويب نظير اليرموك بالشّام.

للاطلاع على النسخة الأصلية للكتاب راجع الموقع الرسمي للدكتور علي محمد الصلابي، وهذا الرابط:
http://alsallabi.com/s2/_lib/file/doc/Book172(1).pdf


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022