من قادة الفتوح في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه
الحلقة الواحد والثلاثين
بقلم الدكتور علي محمد الصلابي
ربيع الآخر 1441ه/ديسمبر2019م
عبد الرَّحمن بن ربيعة الباهليُّ من قادة الفتوح في عهد عثمان :
كان عبد الرحمن قائداً عَقَديّاً من الطِّراز الرَّفيع ، وكان لتمسُّكه الشَّديد بعقيدته موضع ثقة رؤسائه ومرؤوسيه على حدٍّ سوء ، بالإضافة إلى شجاعته ، وإقدامه ، وعلمه بأمور الدِّين ؛ لذلك بقي قائداً لمنطقة ( باب الأبواب ) ووالياً عليها منذ وفاة سُراقة بن عمرو حتَّى استُشهد ، ولم يعزل من منصبه على الرَّغم من تبدُّل الخلفاء، وتغيُّر الولاة ، والقادة في الكوفة مرجع عبد الرَّحمن المباشر ، وكان عبد الرَّحمن يؤمن بوسائل حرب الفروسيَّة الشَّريفة ، فلا يخون ، ولا يغدر ، ولا يضرب من الخلف، وكان لسيرته الحسنة في منطقة ( باب الأبواب ) وجنوب بحر الخزر ، وغربه أثرٌ أيُّ أثرٍ في استقرار الأمور ، واستتباب الأمن ، والنِّظام في تلك الرُّبوع، فأصبحت تلك المناطق قاعدةً أماميَّةً لنشر الإسلام ، والفتح شمالاً ، فثبت الإسلام في تلك الأصقاع النائية في وجه مختلف المحن ، والتيَّارات منذ أربعة عشر قرناً حتَّى اليوم.
ومن مواقفه الخالدة الّتي سطَّرها على صفحات التَّاريخ ، عندما خرج بالنَّاس حتَّى قطع ( الباب ) فقال له الملك شهريار : ماذا تريد أن تصنع ؟ قال : أريد ( بَلَنْجَر ) والتُّرك . قال : إنَّا لنرضى منهم أن يدعونا من دون ( الباب ) ، قال عبد الرَّحمن : لكنَّا لا نرضى منهم ذلك حتَّى نأتيهم في ديارهم . وتالله إنَّ معنا لأقواماً لو يأذن أميرنا في الإمعان ؛ لبلغت فيهم ( الرَّدْم ) ، قال الملك : وما هو ؟ فأجابه عبد الرَّحمن : أقوامٌ صحبوا رسول الله (ص) ، ودخلوا في هذا الأمر بنيَّةٍ ، كانوا أصحاب حياءٍ ، وتكرُّمٍ في الجاهليَّة ، فازداد حياؤهم ، وتكرُّمهم ، فلا يزال هذا الأمر دائماً لهم ، ولا يزال النَّصر معهم حتَّى يغيِّرهم مَنْ يغلبهم ، وحتَّى يلفتوا عن حالهم، وقد غزا عبد الرَّحمن ( بلنجر ) غزاةً في زمن عمر بن الخطَّاب ، فقال التُّرك : ما اجترأ علينا إلا ومعه الملائكة تمنعهم من الموت ، فهرب منه التُّرك ، وتحصَّنوا ، فرجع بالغنيمة ، والظَّفر، بعد أن بلغ بخيله (البيضاء) على رأس مئتي فرسخٍ من (بلنجر)، وعادوا ولم يقتل منهم أحد.
ومن الواضح : أنَّ معنويات المسلمين كانت عاليةً جداً ، لتتابع انتصاراتهم ، ولتمسُّكهم بدينهم ، كما أنَّ معنويات الأمم الّتي حاربوها كانت منهارةً ؛ لأنَّ المسلمين غلبوا الأمم الّتي قاتلوها ، لذلك هرب الأتراك من المسلمين ، وتحصَّنوا ، فلم يحدث قتالٌ فعليٌّ في هذه الغزوة ، فلم يسقط من المسلمين شهيدٌ، لقد كان عبد الرَّحمن بن ربيعة الباهليُّ على جانبٍ عظيمٍ من التَّقوى ، والخُلق الكريم ، وكان تصرُّفه مع المغلوبين له الأثر في استتباب الأمن ، واستقرار النِّظام ، وانتشار الإسلام ، فقد كان وفيّاً غاية الوفاء ، أميناً غاية الأمانة ، فقد أرسل ملك ( الباب ) رسولاً إلى ملك ( الصِّين ) مع هدايا ـ وذلك قبل أن يفتح المسلمون بلاده ـ فعاد رسوله من رحلته بعد فتح المسلمين لتلك البلاد ، وكان مع الرَّسول العائد هدايا من ملك الصِّين ، بينها ياقوتةٌ حمراء ثمينةٌ ، وكان ملك ( الباب ) حين عودة رسوله في مجلس عبد الرَّحمن ، فتناول الملك من رسوله تلك الياقوتة ثمَّ ناولها عبد الرَّحمن ، ولكن عبد الرَّحمن ردَّها فوراً إلى الملك بعد أن نظر إليها ، فهتف الملك متأثراً ، وقال : « لهذه ـ يعني الياقوتة ـ خيرٌ من هذا البلد ـ أي باب الأبواب ـ وايم الله ! لأنتم أحبُّ إليَّ حكَّاماً من آل كسرى ، فلو كنتُ في سلطانهم ، ثمَّ بلغهم خبرها ، لانتزعوها منِّي ! وايم الله ! لا يقوم لكم شيء ما وفيتم ، وَوَفى ملككم الأكبر » .
كان من حق ملك مدينة ( الباب ) وما حولها أن يعجب أشدَّ العجب ، ويدهش أشدَّ الدهشة بأمانة القائد المسلم ، ووفائه ، فقد عاش هذا الملك عمره كلَّه في دوَّامة عنيفةٍ من الخيانة ، وفي جوٍّ مشحونٍ بالغدر ، فلمَّا رأى أمانة المسلمين المثاليَّة ، ووفاءهم المطلق ، لم يتمالك نفسه أن نسي ملكه المضاع ، وملوكه الغابرين ، فعبَّر عن شعوره بكلماتٍ خارجة من أعماق قلبه إعجاباً بما يرى ، ويسمع من أمانةٍ ، ووفاء.
كان عبد الرَّحمن يعلم : أنَّ الاستيلاء على الياقوتة الّتي لا تقدَّر بثمنٍ ليس من حقِّه شخصيّاً ولا من حقِّ بيت مال المسلمين ، فكانت تلك الياقوتة والتُّراب عنده سيَّان ؛ فقد كان عبد الرَّحمن كريماً ، مضيافاً ، شهماً ، غيوراً ، ورعاً ، تقيّاً ، متفقِّهاً في الدِّين ؛ لا يملك شيئاً من حطام الدُّنيا على الرَّغم من أنَّه قضى أكثر عمره غازياً ، ووالياً ، وقد استشهد في عام اثنتين وثلاثين للهجرة في منطقة ( بلنجر ) ، ويعتبر عبد الرَّحمن بن ربيعة الباهليُّ من قادة الفتح في عهد عثمان رضي الله عنه وقد كانت له صحبةٌ وقد أسلم متأخِّراً .
سلمان بن ربيعة الباهليُّ من قادة الفتوح في عهد عثمان :
كان هذا الصَّحابي الجليل أوَّل من قضى بالكوفة ، فقد بعثه عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه قاضياً بالكوفة قبل شُرَيح ، فلمَّا ولِّي سعد بن أبي وقاص الكوفة الولاية الثانية في أيَّام عثمان بن عفَّان ؛ استقضى سلمان أيضاً ، وقد شهد القادسيَّة ، فقضى بها ، ثم قضى بـ( المدائن ) ، وليس كلُّ إنسان يصلح للقضاء خاصَّة أيَّام عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه ، أو يصلح لأهل الكوفة الّتي كانت حينذاك تعجُّ برجالات العرب ، وكبار الصَّحابة من جهةٍ ، وبأخلاطٍ شتَّى من أممٍ ، وأقوامٍ ، وقبائل مختلفةٍ من جهةٍ أخرى ، وهذا دليلٌ على غزارة علم سلمان بالدِّين الحنيف ، واستقامته ، وعدله ، وتديُّنه ، وتمتُّعه بعقليَّةٍ راجحةٍ متّزنةٍ ، وشخصيَّةٍ قويَّةٍ نافذةٍ ، ممَّا جعله موضع ثقة الناس جميعاً ، كما أنَّهُ تولَّى المقاسم في فتح ( المدائن ) وفي غزوة ( الباب) أيضاً ، ممَّا يدلُّ على تمتُّعه بالنَّزاهة المطلقة ، كان رجلاً صالحاً ، يحجُّ كل سنةٍ، روى عنه بعض كبار التَّابعين ، وكان مثالاً نادراً للخُلق القويم : كريماً ، مضيافاً، شهماً ، غيوراً ، وفيّاً صادقاً ، محبّاً للخير ، يحبُّ للناس ما يحبُّه لنفسه ، ولم يترك حين استشهاده ديناراً ، ولا داراً ، بعد أن عاش كلَّ حياته مجاهداً، وقاضياً ، وأميراً . وكان متفوِّقاً على زملائه في الصِّفات القياديَّة ، فعندما بعث عثمان بن عفَّان رضي الله عنه كتاباً إلى الوليد بن عقبة عامله على الكوفة ، يأمره به أن يرسل نجدةً من أهل الكوفة إلى أهل الشَّام بقيادة رجلٍ ممَّن ترضى نجدته ، وبأسه ، وشجاعته ، وإسلامه ، لم يتردَّد الوليد لحظةً في اختيار سلمان لهذا الواجب البالغ الخطورة ، فاختاره من بين عددٍ كبيرٍ من القادة أصحاب الفتوح ، والأيَّام الّذين كانوا معه ، أو كانوا في الكوفة ، ذلك لأنَّ سلمان كان حقّاً مثالاً رائعاً من أمثلة النَّجدة ، والبأس ، والشَّجاعة بالإضافة إلى ورعه وتقواه ، لقد كان شجاعاً مقداماً سريعاً إلى النَّجدة ، خبيراً بفنون الحرب ؛ لممارسته الطَّويلة لها ، وله تجارب طويلةٌ في قيادة الرِّجال ، وكان أبصر بالمضارب من الجازر بمفاصل الجزور، ممَّا يدلُّ على أنَّه كان من الرُّماة الماهرين ، وكان ماهراً في الفروسيَّة، خبيراً بالخيل ، وكان يلي الخيل لعمر ابن الخطَّاب رضي الله عنه ، وكان عمر قد أعدَّ في كلِّ مصرٍ من أمصار المسلمين خيلاً كثيرةً معدَّةً للجهاد ، وكان في الكوفة أربعة آلاف فرس ، فإذا داهم العدو الثُّغور الإسلاميَّة ؛ ركبها المسلمون المجاهدون، وساروا مجدِّين لقتاله، وكان سلمان يتولَّى الخيل بالكوفة.
وكان شجاعاً في فروسيَّةٍ ، قال سلمان : « قتلت بسيفي هذا مئة مستلئمٍ، كلُّهم يعبد غير الله ، ما قتلت رجلاً منهم صبراً » .
إنَّه لا يقتل حتَّى عدوَّه الكافر بالله ـ الّذي يعبد غير الله ـ لا يقتله في ساحة القتال صبراً ، بل يُنذره ، ثمَّ يصاوله مصاولة الأنداد ، ويقتله عندما يجد فرصة لقتله ، فلا يكون هذا القتل غدراً ، ولا يكون صبراً، لقد كان مثالاً للمجاهد الصَّادق ، المحتسب ؛ الّذي يجاهد لتكون كلمة الله هي العليا ، لا يبالي على أيِّ جنب كان في الله مصرعه ، وأخيراً سقط مضرجاً بدمائه ولم يسقط السَّيف من يده ، إنَّه قدوةٌ حسنةٌ لكلِّ جنديٍّ ، ولكلِّ قائدٍ في ماضيه المشرِّف المجيد ، وفي أعماله الفذَّة الخالدة. هذا ؛ وقد استشهد سنة اثنتين وثلاثين هجريَّة ، أو سنة ثلاثٍ وثلاثين هجريَّة، « الفقيه المحدِّث ، القاضي العادل ، الأمين النزيه ، الإداريُّ الحازم، الفارس المغوار ، البطل الشَّهيد ، القائد الفاتح سلمان بن ربيعة الباهليُّ ».
حبيب بن مَسلمة الفهريُّ من قادة الفتوح في عهد عثمان :
كان حبيب على صغر سنِّه يتنقل من ساحة عملياتٍ إلى ساحة عملياتٍ أخرى ، فاتحاً مرَّةً ، ومدداً مرَّةً أخرى ، وكان النَّصر حليفه في كلِّ معركة خاضها ، قدم على النَّبيّ (ص) وهو بالمدينة غازياً ، وكان يومئذ صغيراً ، وشهد غزوة تبوك تحت لواء الرَّسول ـ عليه أفضل الصَّلاة والسَّلام ـ وبهذه الغزوة بدأ جهاده ، وهو يناهز العشرين من عمره القصير، وحين رآه عمر بن الخطَّاب صلب العود ، وقويَّ البدن ، جرَّبه تجربةً عمليَّةً ليرى أيَّ نوعٍ من الرجال هو ، فعرض عليه خزائن المال ، وخزائن السِّلاح ، فاختار السِّلاح ، وعفَّ عن المال ، وتفضيل السِّلاح على المال من مزايا القائد الّذي يتغلغل حبُّ الجنديَّة في أعماق نفسه ، وقد تولَّى قيادة كردوس في معركة ( اليرموك ) الحاسمة وهو ابن أربع وعشرين سنةً ، ممَّا يدلُّ على ظهور سماته القيادية مبكِّراً ، وهو في ريعان الشَّباب ، وولاه عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه عجم ( الجزيرة ) إداريّاً ، وقائداً ، وليس من السَّهل أن يولِّي عمر كلَّ إنسان مثل هذا المنصب الرَّفيع ؛ لأنَّ عمر كان يلتزم بصفاتٍ معيَّنةٍ في القائد قلَّ أن تتوفَّر في الرِّجال ، وأخيراً ولاه عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه (أرمينية) و(أذربيجان) ، وهي مناطق شاسعةٌ ، وقيادة مهمَّةٌ للغاية ؛ نظراً لشدَّة شكيمة أهلها ، ولبعدها عن قواعد المسلمين الرَّئيسية ، والمتقدِّمة، ومارس القيادة والإدارة في عهد عثمان رضي الله عنه ، ولقد كان شجاعاً غاية الشَّجاعة ، مقداماً غاية الإقدام : لمَّا توجه لقتال ( الموريان ) كان في ستَّة آلافٍ ، وكان ( الموريان ) في سبعين ألفاً ، فقال حبيب لمن معه : إن يصبروا ، وتصبروا فأنتم أولى بالله منهم، وإن يصبروا وتجزعوا فإنَّ الله مع الصَّابرين ، ولقيهم ليلاً ، فقال : الّلهمَّ جَلِّ لنا قمرها ، واحبس عنَّا مطرها ، واحقن دماء أصحابي ، واكتبهم شهداء ! ففتح الله له.
فكان من أسباب انتصاره على عدوِّه بالإضافة إلى عامل الإيمان هو الهجوم اللَّيلي؛ الّذي باغت به العدوَّ ، وجعل معنوياته تنهار ، ثمَّ يولِّي الأدبار، وكان مثالاً شخصيّاً حيّاً لرجاله من الشَّجاعة ، والإقدام ، فقد كان يقود رجاله من الأمام . يقول لهم: اتَّبعوني ، ولا يبقى في الخطوط الخلفيَّة مؤثراً السَّلامة ، والعافية ، وحين عزم أن يُبيِّت ( الموريان ) سمعته امرأته يذكر ذلك ، فقالت له : وأين الموعد ؟ فقال : سرادق موريان ، أو الجنَّة . وَبيَّت حبيب عدوَّه ، وقتل من صادفه في طريقه؛ فلمَّا أتى السُّرادق ؛ وجد امرأته قد سبقته إليها، فلم يكن وحده بطلاً يضرب لرجاله بأعماله البطوليَّة أروع الأمثال ، بل كانت امرأته بطلةً يقتفي الأبطال أثارها في التَّضحية ، والفداء.
وكان يستشير رجاله ، ويتقبَّل مشورتهم ، وكان لا يستأثر بالرَّأي دونهم ، بل كان يتنصَّت ، ليتلقَّف اراء رجاله ، ويطبِّق ما راه حسناً ، وينفِّذ ما يجده صواباً ، بالإضافة إلى عقد مؤتمرات الشُّورى قبل المعارك ، وفي أثنائها ، وبعدها ، فقد سمع يوماً أحد رجاله يقول : لو كنت ممَّن يسمع حبيبٌ مشورته ؛ لأشرت عليه بأمرٍ يجعل الله فيه لنا، وله نصراً ، وفرجاً إن شاء الله، واستمع حبيب لقوله، فقال أصحابه: وما مشورتك؟ فقال: أشير عليه أن ينادي بالخيول ، فيقدِّمها، ثمَّ يرتحل بعسكره فيتبع خيله، وتوافيه الخيل في جوف الليل وينشب القتال، ويأتيهم حبيب بسواد عسكره مع الفجر، فيظنُّون أنَّ المدد قد جاءهم، فيرعبهم الله، فيهزمهم بالرُّعب، ونادى حبيب بالخيول، فوجَّهها بليلة مقمرةٍ مطيرةٍ، ثمَّ ارتحل وراء خيوله، ولكنَّه عاد إلى عدوِّه في السَّحر ، فحمل ، وحمل أصحابه ، فانهزم العدوُّ ، وأصابوا غنائم كثيرةً.
كان حبيب صاحب كيد، يفكِّر، ويُقدِّر، ثمَّ يستشير رجاله، ويستطلع ساحة القتال، ويحصل على المعلومات المستفيضة عن العدوِّ ، ثمَّ يبني بعد ذلك خطَّته العسكريَّة على هدىً وبصيرةٍ .
إنَّ أعمال حبيب الجهادية خططٌ مدبَّرةٌ ، ولم تكن خططاً ارتجاليَّة ، لذلك رافق النَّصرُ أعلامَه في أخطر ساحات القتال في الفتح ، وبالإضافة إلى تلك المزايا ، أو قبلها كان حبيب مؤمناً حقّاً صادق الإيمان ، وكان إذا لقي عدوّاً ، أو ناهض حصناً يحبُّ أن يقول : لا حول ولا قوَّة إلا بالله العليِّ العظيم.
لقد كان حبيب قائداً فذّاً ، جمع مزايا القائد الفذِّ : الطَّبع الموهب ، والعلم المكتسب، والتَّجربة العمليَّة، والثِّقة بالله القويِّ العزيز .
إنَّ حبيب بن مسلمة أسدى للفتح الإسلاميِّ خدماتٍ لا تُنسى ، فهو بدون شكٍّ من ألمع قادة الفتوح في عهد عثمان رضي الله عنه وقد توفِّي هذا القائد الفذُّ سنة اثنتين وأربعين هجريَّة ، فكان عمره يوم توفي أربعاً وخمسين سنة قمريَّةً ، وكانت حياته قليلة في تعداد السَّنوات ، كثيرةً في تعداد جلائل الأعمال ، قصيرةً في عمر الزَّمن، باقيةً اثارها على مرِّ الدُّهور وتوالي السِّنين والقرون ، رضي الله عن الصَّحابيِّ الجليل، الإداريِّ الحازم ، السِّياسيِّ ، المحنَّك القائد الفاتح حبيب بن مسلمة الفِهريِّ
يمكن النظر في كتاب تيسير الكريم المنَّان في سيرة أمير المؤمنين
عُثْمَان بن عَفَّان رضي الله عنه، شخصيته وعصره
على الموقع الرسمي للدكتور علي محمّد الصّلابيّ
http://alsallabi.com/s2/_lib/file/doc/BookC171.pdf