الأحد

1446-06-21

|

2024-12-22

استخلاف عثمان بن عفان رضي الله عنه

بقلم الدكتور علي الصلابي

الحلقة 9
ربيع الآخر 1441ه/ديسمبر2019م

أولاً : الفقه العمري في الاستخلاف :
استمرَّ اهتمام الفاروق رضي الله عنه بوحدة الأمَّة ، ومستقبلها حتَّى اللَّحظات الأخيرة من حياته، رغم ما كان يعانيه من آلام جراحاته البالغة، وهي بلا شكٍّ لحظاتٌ خالدةٌ ، تجلَّى فيها إيمان الفاروق العميق ، وإخلاصه ، وإيثاره، وقد استطاع الفاروق في تلك اللَّحظات الحرجة أن يبتكر طريقةً جديدةً لم يسبق إليها في اختيار الخليفة الجديد، وكانت دليلاً ملموساً، ومَعْلَماً واضحاً على فقهه في سياسة الدَّولة الإسلاميَّة، لقد مضى قبله الرَّسول (ص)، ولم يستخلف بعده أحداً بنصٍّ صريح، ولقد مضى أبو بكرٍ الصِّدِّيق، واستخلف الفاروق بعد مشاورة كبار الصَّحابة، ولمَّا طُلب من الفاروق أن يستخلف وهو على فراش الموت ؛ فكَّر في الأمر مليّاً، وقرَّر أن يسلك مسلكاً آخر يتناسب مع المقام؛ فرسول الله (ص) ترك النَّاس، وكلُّهم مقرٌّ بأفضلية أبي بكرٍ ، وأسبقيته عليهم ، فاحتمال الخلاف كان نادراً، وخصوصاً : أنَّ النبي (ص) وجه الأمَّة قولاً وفعلاً إلى أنَّ أبا بكر أولى بالأمر من بعده .
والصِّدِّيق لما استخلف عمر ؛ كان يعلم : أنَّ عند الصحابة أجمعين قناعة بأنَّ عمر أقوى ، وأفضل من يحمل المسؤوليَّة بعده ، فاستخلفه بعد مشاورة كبار الصَّحابة ، ولم يخالف رأيه أحدٌ منهم ، وحصل الإجماع على بيعة عمر. وأمَّا طريقة انتخاب الخليفة الجديد ، فتعتمد على جعل الشورى في عددٍ محصورٍ ، وقد حصر ستَّةً من صحابة رسول الله (ص) كلُّهم يصلحون لتولِّي الأمر ، ولو أنهم يتفاوتون ، وحدَّد لهم طريقة الانتخاب ، ومدَّته ، وعدد الأصوات الكافية لانتخاب الخليفة ، وحدَّد الحكم في المجلس، والمرجِّح إن تعادلت الأصوات ، وأمر مجموعةً من جنود الله لمراقبة سير الانتخابات في المجلس ، وعقاب من يخالف أمر الجماعة، ومنع الفوضى بحيث لا يسمحون لأحدٍ يدخل ، أو يسمع ما يدور في مجلس أهل الحلِّ ، والعقد.
وهذا بيانُ ما أُجمل في الفقرات السَّابقة :
1ـ العدد الّذي حدده للشُّورى ، وأسماؤهم :
أمَّا العدد ، فهو ستَّةٌ ، وهم : عليُّ بن أبي طالبٍ ، وعثمان بن عفَّان ، وعبد الرَّحمن بن عوف ، وسعد بن أبي وقَّاص ، والزُّبير بن العوَّام ، وطلحة بن عبيد الله رضي الله عنهم جميعاً . وترك سعيد بن زيدٍ ، وهو من العشرة المبشَّرين بالجنَّة ، ولعلَّه تركه لأنَّه من قبيلته بني عديٍّ ، وكان عمر رضي الله عنه حريصاً على إبعاد الإمارة عن أقاربه ، مع أنَّ فيهم من هو أهلٌ لها ، فهو يُبعد قريبه سعيد بن زيد عن قائمة المرشَّحين للخلافة.
2ـ طريقة اختيار الخليفة :
أمرهم أن يجتمعوا في بيت أحدهم ، ويتشاوروا ، وفيهم عبد الله بن عمر يحضر معهم مشيراً فقط ، وليس له من الأمر شيءٌ ، ويصلِّي بالناس أثناء التَّشاور صهيب الرُّوميُّ ، وقال له : أنت أمير الصَّلاة في هذه الأيام الثَّلاثة . حتَّى لا يولِّي إمامة الصلاة أحداً من السِّتَّة ، فيصبح هذا ترشيحاً من عمر له بالخلافة، وأمر المقداد بن الأسود ، وأبا طلحة الأنصاريَّ أن يرقبا سير الانتخابات.
3ـ مدَّة الانتخابات ، أو المشاورة :حدَّدها الفاروق رضي الله عنه بثلاثة أيَّام ، وهي فترةٌ كافيةٌ ، وإن زادوا عليها؛ فمعنى ذلك أنَّ شقَّة الخلاف ستتَّسع ، ولذلك قال لهم : لا يأتي اليوم الرَّابع إلا وعليكم أمير.

4ـ عدد الأصوات الكافية لاختيار الخليفة :
أخرج ابن سعدٍ بإسنادٍ رجال ثقات : أنَّ عمر رضي الله عنه قال لصهيبٍ : صلِّ بالنَّاس ثلاثاً ، وليخل هؤلاء الرَّهط في بيتٍ ، فإذا اجتمعوا على رجلٍ ؛ فمن خالفهم فاضربوا رأسه، فعمر رضي الله عنه أمر بقتل من يريد أن يخالف هؤلاء الرَّهط ويشقَّ عصا المسلمين ، ويفرِّق بينهم ، عملاً بقوله (ص) : « من أتاكم وأمركم جميعٌ على رجلٍ منكم ، يريد أن يشقَّ عصاكم ، أو يفرِّق جماعتكم فاقتلوه ».
وما جاء في كتب التَّاريخ من أنَّ عمر رضي الله عنه أمرهم بالاجتماع، والتَّشاور، وحدَّد لهم أنَّه إذا اجتمع خمسةٌ منهم على رجلٍ ، وأبى أحدهم ، فليضرب رأسه بالسَّيف، وإن اجتمع أربعة، ورضوا رجلاً منهم، وأبى اثنان، فاضرب رؤوسهما، فهذه من الرِّوايات الّتي لا تصح سنداً ، فهي من الغرائب ؛ الّتي ساقها أبو مخنف ـ الإمامي الشِّيعي ـ مخالفاً فيها النُّصوص الصَّحيحة ، وما عرف من سير الصَّحابة رضي الله عنهم ، فما ذكر أبو مخنف من قول عمر لصهيبٍ : وقم على رؤوسهم ـ أي: أهل الشُّورى ـ فإن اجتمع خمسةٌ ، ورضوا رجلاً ، وأبى واحدٌ، فاشدخ رأسه بالسَّيف، وإن اتَّفق أربعةٌ ، فرضوا رجلاً منهم ، وأبى اثنان ؛ فاضرب رؤوسهما: فهذا قولٌ منكرٌ ، وكيف يقول عمر رضي الله عنه هذا ، وهو يعلم : أنَّهم هم الصَّفوة من أصحاب رسول الله (ص)، وهو الّذي اختارهم لهذا الأمر لعلمه بفضلهم ، وقدرهم، وقد ورد عن ابن سعدٍ : أنَّ عمر قال للأنصار : أدخلوهم بيتاً ثلاثة أيَّامٍ ، فإن استقاموا وإلا فادخلوا عليهم فاضربوا أعناقهم، وهذه الرِّواية منقطعةٌ، وفي إسنادها ( سماك بن حرب ) وهو ضعيفٌ ، وقد تغير بأَخَرةٍ.
5ـ الحكم في حال الاختلاف :
لقد أوصى بأن يحضر عبد الله بن عمر معهم في المجلس ، وأن ليس له من الأمر شيء ، ولكن قال لهم : فإن رضي ثلاثة رجلاً منهم ، وثلاثة رجلاً منهم ، فحكِّموا عبد الله بن عمر ، فأيُّ الفريقين حكم له ؛ فليختاروا رجلاً منهم ، فإن لم يرضوا بحكم عبد الله بن عمر ، فكونوا مع الّذين فيهم عبد الرَّحمن بن عوف ، ووصف عبد الرَّحمن بن عوف بأنَّه مسدَّدٌ رشيدٌ ؛ فقال عنه : ونعم ذو الرأي عبد الرَّحمن بن عوف مسدَّدٌ رشيدٌ، له من الله حافظ ، فاسمعوا منه.
6ـ جماعةٌ من جنود الله تراقب الاختيار ، وتمنع الفوضى :
طلب عمر أبا طلحة الأنصاريَّ ، وقال له : يا أبا طلحة ! إنَّ الله ـ عزَّ وجلَّ ـ أعزَّ الإسلام بكم ، فاختر خمسين رجلاً من الأنصار ، فاستحثَّ هؤلاء الرَّهط ، حتَّى يختاروا رجلاً منهم. وقال للمقداد بن الأسود : إذا وضعتموني في حفرتي ، فاجمع هؤلاء الرَّهط في بيتٍ حتَّى يختاروا رجلاً منهم.
7ـ جواز تولية المفضول مع وجود الأفضل :
ومن فوائد قصَّة الشُّورى : جواز تولية المفضول مع وجود الأفضل ؛ لأنَّ عمر جعل الشُّورى في ستَّة أنفسٍ مع علمه : أنَّ بعضهم كان أفضل من بعضٍ ، ويؤخذ هذا من سيرة عمر في أمرائه الذين كان يؤمرهم في البلاد ، حيث كان لا يراعي الفضل في الدِّين فقط ، بل يضمُّ إليه مزيد المعرفة بالسِّياسة مع اجتناب ما يخالف الشَّرع منها، فاستخلف معاوية ، والمغيرة بن شعبة ، وعمرو بن العاص مع وجود من هو أفضل من كلٍّ منهم في أمر الدِّين ، والعلم ، كأبي الدَّرداء في الشَّام ، وابن مسعود في الكوفة.
8ـ جمع عمر بين التَّعيين ، وعدمه :
جمع عمر بين التَّعيين ، كما فعل أبو بكر ـ أي : تعيين المرشَّح ـ وبين عدم التَّعيين كما فعل الرسول (ص) ، فعيَّن ستَّةً ، وطلب منهم التَّشاور في الأمر.

9ـ الشُّورى ليست بين الستَّة فقط :
عرف عمر ، أنَّ الشُّورى لن تكون بين السَّتَّة فقط ، وإنَّما ستكون في أخذ رأي النَّاس في المدينة ، فيمن يتولَّى الخلافة ، حيث جعل لهم أمد ثلاثة أيَّام ، فيمكنهم من المشاورة ، والمناظرة لتقع ولاية مَنْ يتولى بعده عن اتِّفاقٍ من معظم الموجودين حينئذٍ ببلده الّتي هي دار الهجرة ، وبها معظم الصَّحابة ، وكلُّ من كان ساكناً في بلدٍ غيرها كان تبعاً لهم فيما يتَّفقون عليه ، فما زالت المدينة حتَّى سنة 23 هـ مجمع الصَّحابةٍ بل لأنَّ كبار الصَّحابة فيها ، حيث استبقاهم عمر بجانبه ، ولم يأذن لهم بالهجرة إلى الأقاليم المفتوحة.
10ـ أهل الشُّورى أعلى هيئةٍ سياسيَّةٍ :
إنَّ عمر رضي الله عنه أناط بأهل الشُّورى وحدهم اختيار الخليفة من بينهم ، ومن المهمِّ أن نشير إلى أنَّ أحداً من أهل الشُّورى لم يعارض هذا القرار الّذي اتَّخذه عمر ، كما أنَّ أحداً من الصَّحابة الاخرين لم يثر أيَّ اعتراض عليه ، ذلك ما تدلُّ عليه النُّصوص الّتي بين أيدينا ، فنحن لا نعلم : أنَّ اقتراحاً اخر قد صدر عن أحدٍ من النَّاس في ذلك العصر ، أو أنَّ معارضةً ثارت حول أمر عمر خلال السَّاعات الأخيرة من حياته ، أو بعد وفاته ، وإنَّما رضي النَّاس كافَّةً هذا التَّدبير ، ورأوا فيه مصلحةً لجماعة المسلمين ، وفي وسعنا أن نقول : إنَّ عمر قد أحدث هيئةً سياسيةً عليا ، مهمَّتها انتخاب رئيس الدَّولة ، أو الخليفة ، وهذا التَّنظيم الدُّستوري الجديد ، الّذي أبدعته عبقريَّة عمر لا يتعارض مع المبادىء الأساسيَّة الّتي أقرَّها الإسلام ، ولا سيَّما فيما يتعلَّق بالشُّورى؛ لأنَّ العبرة من حيث النَّتيجة للبيعة العامَّة الّتي تجري في المسجد الجامع . وعلى هذا لا يتوجَّه السُّؤال الّذي قد يرد على بعض الأذهان ، وهو : من أعطى عمر هذا الحقَّ ؟ ما هو مستند عمر في هذا التَّدبير ؟ ويكفي أن نعلم أنَّ جماعة من المسلمين قد أقرَّت هذا التَّدبير ، ورضيت به ، ولم يُسمع صوت اعتراضٍ عليه ، حتَّى نتأكَّد : أنَّ الإجماعـ وهو من مصادر التَّشريع ـ قد انعقد على صحَّته ، ونفاذه، ولا ننسى : أنَّ عمر خليفةٌ راشدٌ ، كما ينبغي أن نؤكِّد : أنَّ أهل الشُّورى أعلى هيئة سياسيَّةٍ قد أقرَّها نظام الحكم في الإسلام في العهد الرَّاشدي ، كما : أنَّ الهيئة الّتي سمَّاها عمر ، تمتَّعت بمزايا لم يتمتَّع بها غيرها من جماعة المسلمين ، وهذه المزايا مُنحت لها من الله ، وبلَّغها الرَّسول ؛ فلا يمكن عند المؤمنين أن يبلغ أحدٌ من المسلمين مبلغ هؤلاء العشرة ، من التَّقوى ، والأمانة.
هكذا ختم عمر رضي الله عنه حياته ، ولم يشغله ما نزل به من البلاء ، ولا سكرات الموت عن تدبير أمر المسلمين ، وأرسى نظاماً صالحاً للشُّورى لم يسبقه إليه أحدٌ ، ولا يُشكُّ : أنَّ أصل الشُّورى مقرَّرٌ في القرآن الكريم ، والسُّنَّة القوليَّة ، والفعليَّة، وقد عمل بها رسول الله (ص) وأبو بكرٍ ، ولم يكن عمر مبتدعاً بالنِّسبة للأصل ، ولكنَّ الّذي عمله عمر هو تعيين الطَّريقة الّتي يُختار بها الخليفة ، وحصر عددٍ معيَّنٍ جعلها فيهم ، وهذا لم يفعله الرَّسول (ص) ، ولا الصِّدِّيق رضي الله عنه ، بل أوَّل من فعل ذلك عمر ، ونِعمَ ما فعل ! فقد كانت أفضل الطُّرق المناسبة لحال الصَّحابة في ذلك الوقت.
ثانياً : وصية عمر رضي الله عنه للخليفة الّذي بعده :
أوصى الفاروق عمر رضي الله عنه الخليفة الّذي سيخلفه في قيادة الأمَّة بوصيةٍ مهمَّةٍ ، قال فيها : أوصيك بتقوى الله وحده ، لا شريك له وأوصيك بالمهاجرين الأوَّلين خيراً ؛ أن تعرف لهم سابقتهم ، وأوصيك بالأنصار خيراً ، فاقبل من محسنهم ، وتجاوز عن مسيئهم ، وأوصيك بأهل الأمصار خيراً، فإنَّهم ردء العدوِّ، وجباة الفأي، لا تحمل منهم إلا عن فضل منهم، وأوصيك بأهل البادية خيراً ، فإنَّهم أصل العرب ومادَّة الإسلام ، أن تأخذ من حواشي أموالهم ، فتردّها على فقرائهم ، وأوصيك بأهل الذمَّة خيراً ، أن تقاتل مَنْ وراءهم ، ولا تكلِّفهم فوق طاقتهم إذا أدَّوا ما عليهم للمؤمنين طوعاً ، أو عن يدٍ وهم صاغرون ، وأوصيك بتقوى الله ، والحذر منه، ومخافة مقته أن يطَّلع منك على ريبةٍ، وأوصيك أن تخشى الله في النَّاس، ولا تخشى الناس في الله، وأوصيك بالعدل في الرَّعيَّة، والتَّفرُّغ لحوائجهم، وثغورهم، ولا تؤثر غنيَّهم على فقيرهم ، فإنَّ في ذلك بإذن الله سلامة قلبك ، وحطّاً لوزرك ، وخيراً في عاقبة أمرك حتَّى تفضي في ذلك إلى من يعرف سريرتك ، ويحول بينك وبين قلبك ، وامرك أن تشتدَّ في أمر الله ، وفي حدوده ومعاصيه على قريب النَّاس، وبعيدهم، ثمَّ لا تأخذك في أحدٍ الرَّأفة؛ حتى تنتهك منه مثل جرمه، واجعل النَّاس عندك سواءً ، لا تبال على مَنْ وجب الحقُّ ، ولا تأخذك في الله لومة لائم .
وإيَّاك والمحاباة فيما ولاك الله ممَّا أفاء على المؤمنين ، فتجور ، وتظلم ، وتحرم نفسك من ذلك ما قد وسَّعه الله عليك ، وقد أصبحت بمنزلة من منازل الدُّنيا والاخرة ، فإن اقترفت لدنياك عدلاً ، وعفَّةً عمَّا بسط لك ، اقترفت به إيماناً ، ورضواناً .
وإن غلبك الهوى، اقترفت به غضب الله، وأوصيك ألا ترخِّص لنفسك، ولا لغيرك في ظلم أهل الذِّمة ، وقد أوصيتك ، وخصصتك ، ونصحتك ، فابتغ بذلك وجه الله، والدَّار الاخرة، واختر من دلالتك ما كنت دالاًّ عليه نفسي، وولدي، فإن عملت بالّذي وعظتك ، وانتهيت إلى الّذي أمرتك ، أخذت منه نصيباً وافراً ، وحظّاً وافياً ، وإن لم تقبل ذلك ، ولم يهمَّك ، ولم تترك معاظم الأمور عند الّذي يرضى به الله عنك ؛ يكن ذلك بك انتقاصاً ، ورأيك فيه مدخولاً ؛ لأنَّ الأهواء مشتركةٌ .
ورأس الخطيئة إبليس ، داعٍ إلى كلِّ مهلكةٍ ، وقد أضلَّ القرون السَّالفة قبلك ، فأوردهم النَّار وبئس الورد المورود ، وبئس الثَّمن أن يكون حظُّ امرأٍ موالاةً لعدو الله ، الدَّاعي إلى معاصيه ، ثمَّ اركب الحقَّ ، وخض إليه الغمرات ، وكن واعظاً لنفسك، وأناشدك الله إلا ترحَّمت على جماعة المسلمين ، وأجللت كبيرهم ، ورحمت صغيرهم ، ووقَّرت عالمهم ، ولا تضرَّ بهم ؛ فيذلوا ، ولا تستأثر عليهم بالفيء ؛ فتغضبهم ، ولا تحرمهم عطاياهم عند محلِّها ؛ فتفقرهم ، ولا تجمِّرهم في البعوث فينقطع نسلهم ، ولا تجعل المال دولةً بين الأغنياء منهم ، ولا تغلق بابك دونهم ؛ فيأكل قويُّهم ضعيفهم . هذه وصيَّتي إليك ، وأشهد الله عليك ، وأقرأ عليك السَّلام.

يمكن النظر في كتاب تيسير الكريم المنَّان في سيرة أمير المؤمنين
عُثْمَان بن عَفَّان رضي الله عنه، شخصيته وعصره
على الموقع الرسمي للدكتور علي محمّد الصّلابيّ
http://alsallabi.com/s2/_lib/file/doc/BookC171.pdf


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022