مؤسسة الولاة في عهد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه
الحلقة الثالثة والأربعون
بقلم الدكتور علي محمد الصلابي
جمادى الآخر 1441 ه/ فبراير 2020 م
أولا: مكة المكرمة:
توفي عثمان رضي الله عنه وعلى مكة خالد بن سعيد بن العاص، فأصدر علي رضي الله عنه قراراً بعزله وعين أبا قتادة الأنصاري والياً على مكة، ويبدو أن فترة ولايته قصيرة؛ إذ إن علياً رضي الله عنه عندما أراد الخروج من المدينة إلى العراق بعث قثم بن العباس، والياً على مكة ، وعزل أبا قتادة الأنصاري، وبهذا فإن ولاية أبي قتادة استمرت قرابة الشهرين، ولم ترد عنها أخبار تذكر ، ومعظم المصادر التي تحدثت عن ولاية قثم بن العباس على مكة ذكرت أن علياً ولاّه على مكة والطائف وأعمالها في وقت واحد، ونقل الأخبار عن مكة في عهد خلافة علي رضي الله عنه سوى ما يتعلق بموسم الحج ومن كان والياً عليه ، فعلي بن أبي طالب لم يرد أنه شهد الحج أثناء خلافته بسبب انشغاله بالفتن التي قامت في أنحاء الدولة الإسلامية ، حيث لم تستقر الأوضاع فيها ، وكان خلال موسم الحج يبعث من يقود الحجيج.
ويبدو أن قثم بن العباس أقام الحج بالناس سنة 37 هـ فقط ، بينما بعث علي رضي الله عنه على الحج عبد الله بن العباس سنة 36 هـ ، وعبيد الله بن العباس سنة 38 هـ، مع وجود اختلاف بين المصادر في سنة حج كل منها ، وأما سنة 39 هـ فقد بعث معاوية أحد قواد الشام مع حجاج الشام وأمره أن يقيم الحج بالناس ، فلما وصل إلى مكة تنازع مع (قثم بن عباس) ، وكاد أن يقع بينهما قتال لولا أن عمل بعض الصحابة بينهما بالصلح على أن يقيم الحج بالناس أحد بني شيبة ، وانتهى الحج بسلام ولم يقع قتال.
وقد استمر قثم بن العباس في ولايته على مكة إلى أن قدم جيش معاوية بقيادة بسر بن أرطاة فخرج منها قثم هارباً خائفاً على نفسه ، وبذلك انتهت ولاية قثم ، وخرجت مكة من ولاية علي بن أبي طالب ، وقد بعث علي بعض أجناده لاستعادة مكة إلا أن استشهاد علي رضي الله عنه حال دون إتمام المهمة.
ثانياً: المدينة النبوية:
كانت المدينة المنورة طيلة عهد رسول الله ﷺ وخلفائه الثلاثة من بعده عاصمة الدولة الإسلامية ، ويقيم فيها الخليفة ، ويتولى شؤونها بنفسه أثناء وجوده ، أما في حالة السفر فإنه ينيب عليها من يتولى شؤونها ، وقد اختلف الوضع بعد مبايعة علي رضي الله عنه بالخلافة ، إذ دعته الحالة العامة والارتباك الذي حدث بعد مقتل عثمان إلى مغادرة المدينة المنورة خصوصاً بعد خروج طلحة والزبير وعائشة باتجاه العراق قبل موقعة الجمل، وقد استخلف على المدينة سهل بن حنيف الأنصاري كما تقول بعض الروايات.
ولا نعلم المدة التي بقي فيها ابن حنيف والياً على المدينة ، والذي يبدو أن ولايته قد استمرت أكثر من سنة ، فقد ورد أنه كان على المدينة سنة 37 هـ، ثم ولى علي تمام بن العباس على المدينة بعد أن عزل سهل بن حنيف ، وقد ولى علي بن أبي طالب على المدينة بعد ذلك أبا أيوب الأنصاري الذي استمر والياً عليها إلى سنة 40 هـ ، حيث قدم المدينة جيش من الشام من قبل معاوية بقيادة بسر بن أرطاة، ففر أبو أيوب من المدينة ، وتوجه إلى علي في الكوفة، وبذلك خرجت المدينة من حكم علي بن أبي طالب رضي الله عنه ودخلت في حكم معاوية ، وهكذا تحولت المدينة في عهد علي من قاعدة للخلافة إلى ولاية من الولايات ، وأخذت الأحداث السياسية تدور بعيداً عنها ، لذلك نجد المصادر التاريخية تكاد تهملها خلال تلك الفترة إلى أن استطاع جيش معاوية الاستيلاء عليها.
ثالثاً: ولاية البحرين وعمان:
كانت البحرين حين توفي عثمان رضي الله عنه تابعة لإمارة البصرة ، وكان ابن عامر يولي عليها من عماله ، وفي عهد علي رضي الله عنه عيّن علي على ولاية البحرين مجموعة من الأمراء كان من أهمهم عمر بن أبي سلمة الذي خرج مع علي من المدينة أثناء سفره إلى العراق ، ثم بعثه علي والياً على البحرين، لفترة من الوقت ، ثم استدعاه علي لمصاحبته في العراق بعد ذلك ، كما كان من عمال علي في البحرين قدامة بن العجلان الأنصاري، والنعمان بن العجلان الأنصاري، وكذلك ذكر من ولاته على البحرين عبيد الله بن العباس، ويلاحظ أن عبيد الله بن عباس كان والي اليمن، فلعل البحرين ونجد كانتا تابعتين له في تلك الفترة ، وهذا يوحي به تعبير الطبراني ، كما أن تعبير خليفة بن خياط يوحي بعدم معرفته لترتيب معين لهؤلاء الولاة، وقد أوردت المصادر أسماء بعض العمال الذين وجههم علي إلى عمان؛ أحدهم والي ، والاخر قائد جند لإخماد إحدى الثورات التي قامت ضد علي في عمان، وكذلك كان هنالك عامل على اليمامة، ولعله خاضع لإشراف والي البحرين.
رابعاً: ولاية اليمن:
لما استشهد عثمان وبويع علي بالخلافة ولى على اليمن عبيد الله بن العباس رضي الله عنهما، وقد خرج ولاة عثمان من اليمن قبل وصول عبيد الله بن عباس إليها ، واشترك بعضهم في جيش الجمل مع طلحة والزبير ، وكان لهم دور في تجهيز الجيش، وقد كان عبيد الله بن عباس على صنعاء وأعمالها كما كان معه في الولاية سعيد بن سعد بن عبادة الأنصاري، على الجند ومخاليفها، وكان مقتل عثمان له أثر بالغ على المسلمين في اليمن ، وأحسَّ القوم بالامتعاض والتبرُّم من هذا الجرم ، وبقي بعض اليمنيين لم يبايع ويرغب في قتل قتلة عثمان رضي الله عنه ، ولمّا تأخر هذا راسلوا معاوية بعد التحكيم ، فأرسل بسر بن أبي أرطاة ، فاستطاع أن يستولي على اليمن بفضل مساعدتهم ، ولكن لفترة وجيزة، حيث استطاع علي استرجاعها من جيش معاوية ، فأعاد عبيد الله بن عباس إلى ولايتها مرة أخرى، واستمر والياً عليها إلى أن استشهد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وقد روي أن بسراً قتل ابنين لعبيد الله بن عباس وبعض أنصار علي هناك ، ثم رجع إلى الشام ، وكان أمير المؤمنين قد وجه جارية بن قدامة السعدي؛ قيل: ففعل مثلما فعل بسر وقتل بعض محبي عثمان في اليمن ، قال ابن كثير: وهذا الخبر مشهور عند أهل السير وفي صحته عندي نظر، ولا شك أن قتل الأبرياء لم يحصل في تلك المرحلة حتى في أيام البصرة وصفين عندما قامت الحرب بين الطرفين ، فكيف يقتل الأطفال والأبرياء في مرحلة الهدنة؟! لذلك لا يمكن قبول هذه الأعراف المناقضة لأعراف المسلمين وقيمهم ودينهم.
خامساً: ولاية الشام:
كان معاوية رضي الله عنه والياً على الشام في عهدي عمر وعثمان رضي الله عنهما ، ولما تولى علي الخلافة أراد عزله وتولية عبد الله بن عمر ، فأبى عليه عبد الله بن عمر قبول ولاية الشام ، واعتذر في ذلك وذكر له القرابة والمصاهرة التي بينهم، ولم يلزمه أمير المؤمنين علي ، وقبل منه طلبه بعدم الذهاب إلى الشام ، وأما الروايات التي تزعم أن علياً قام بالتهجم على عبد الله بن عمر رضي الله عنه لاعتزاله وعدم وقوفه إلى جانبه ، ففي ذلك الخبر تحريف وكذب، وأقصى ما وصل إليه الأمر في قضية عبد الله بن عمر وولاية الشام ما رواه الذهبي من طريق سفيان بن عيينة ، عن عمر بن نافع ، عن أبيه، عن ابن عمر قال: بعث إليَّ علي قال: يا أبا عبد الرحمن إنك رجل مطاع في أهل الشام ، فسر فقد أمَّرتك عليهم ، فقلت: أذكر الله وقرابتي من رسول الله ﷺ وصحبتي إياه ، إلا ما أعفيتني ، فأبى عليَّ ، فاستعنت بحفصة فأبى ، فخرجت ليلاً إلى مكة، وهذا دليل قاطع على مبايعة ابن عمر ، ودخوله في الطاعة ، إذ كيف يوليه علي وهو لم يبايع ، وفي الاستيعاب لابن عبد البر؟ من طريق أبي بكر بن أبي الجهم عن ابن عمر: أنه قال حين احتضر: ما اسى على شيء إلا تركي قتال الفئة الباغية مع علي رضي الله عنه، وهذا مما يدل أيضاً على مبايعته لعلي ، وإنه إنما ندم على عدم خروجه مع علي للقتال، فإنه كان ممن اعتزل الفتنة ، فلم يقاتل مع أحد ، ولو كان قد ترك البيعة لكان ندمه على ذلك أكبر وأعظم ولصرح به ، فإن لزوم البيعة والدخول فيما دخل الناس فيه واجب ، والتخلف عنه متوعد عليه برواية ابن عمر نفسه: أن النبي ﷺ قال: «من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية» وهذا بخلاف الخروج للقتال مع علي ، فإنه مختلف فيه بين الصحابة ، وقد اعتزله بعض الصحابة ، فكيف يتصور أن يندم ابن عمر على ترك هذا القتال ، ولا يندم على ترك البيعة لو كان تاركاً لها ، مع ما فيه من الوعيد الشديد ، وبهذا يظهر بطلان قول بعض المؤرخين في زعمهم؛ من ترك ابن عمر البيعة لعلي - رضي الله عنهما - ، حيث ثبت أنه كان من المبايعين له بل من المقربين منه ، الذين كان يحرص على توليتهم ، والاستعانة بهم ، لما رأى فيه من صدق الولاء والنصح له.
وبعد اعتذار ابن عمر من قبول ولاية الشام ، أرسل أمير المؤمنين علي سهل بن حنيف بدلاً منه ، إلا أنه ما كاد يصل مشارف الشام حتى أخذته خيل معاوية وقالوا له: إن كان بعثك عثمان فحيهلا بك ، وإن كان بعثك غيره فارجع، وكانت بلاد الشام تغلي غضباً على مقتل عثمان ظلماً وعدواناً، فقد وصلهم قميصه مخضباً بدمائه ، وبأصابع نائلة زوجه، التي قطعت أصابعها وهي تدافع عنه ، وكانت قصة استشهاده أليمة فظيعة اهتزت لها المشاعر ، وتأثرت بها القلوب ، وذرفت منها الدموع ، كما وصلتهم أخبار المدينة وسيطرة الغوغاء عليها ، وهروب بني أمية إلى مكة ، كل هذه الأمور وغيرها من الأحداث والعوامل كان لها تأثير على أهل الشام ، وعلى رأسهم معاوية رضي الله عنه ، فقد كان يرى أن عليه مسؤولية الانتصار لعثمان والقود من قاتليه فهو ولي دمه ، والله عز وجل يقول: ﴿ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلاَ يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا ﴾ [الإسراء: 33] ، لذلك جمع معاوية الناس، وخطبهم بشأن عثمان وأنه قتل ظلماً وعدواناً على يد سفهاء منافقين لم يقدروا الدم الحرام ، إذ سفكوه في الشهر الحرام في البلد الحرام ، فثار الناس ، واستنكروا وعلت الأصوات وكان منهم عدد من أصحاب رسول الله ﷺ ، فقام أحدهم واسمه مرة بن كعب فقال: لولا حديث سمعته من رسول الله ﷺ ما تكلمت ، وذكر الفتن فقرّبها ، فمر رجل متقنع في ثوب ، فقال: هذا يومئذ على الهدى ، فقمت إليه ، فإذا هو عثمان بن عفان ، فأقبلت عليه بوجهه فقلت: هذا؟ قال: نعم.
وهناك حديث اخر له تأثيره في طلب معاوية القود من قتلة عثمان ، ومنشطاً ودافعاً قوياً للتصميم على تحقيق الهدف ، وهو عن النعمان بن بشير عن عائشة رضي الله عنها قالت: أرسل رسول الله ﷺ إلى عثمان بن عفان ، فجاء فأقبل عليه رسول الله ﷺ ، فكان من اخر كلمة أن ضرب منكبه فقال: «يا عثمان! إن الله عسى أن يلبسك قميصاً ، فإن أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه حتى تلقاني - ثلاث» ، فقلت لها: يا أم المؤمنين فأين كان هذا عنك؟ قالت: نسيته والله ما ذكرته ، قال: فأخبرته معاوية بن أبي سفيان فلم يرض بالذي أخبرته حتى كتبت إلى أم المؤمنين أن اكتبي إليّ به ، فكتبت إليه به كتاب.
كان الحرص الشديد على تنفيذ حكم الله في القتلة السبب الرئيسي ، في رفض أهل الشام بزعامة معاوية بن أبي سفيان بيعة علي بن أبي طالب بالخلافة ، وليست لأطماع معاوية في ولاية الشام ، أو طلبه ما ليس له بحق؛ إذ كان يدرك إدراكاً تاماً أن هذا الأمر في بقية الستة من أهل الشورى، وأن علياً أفضل منه وأولى بالأمر، ودليل ذلك: ما أخرجه يحيى بن سليمان الجعفي بسند جيد ، عن أبي مسلم الخولاني أنه قال لمعاوية: أنت تنازع علياً ، أم أنت مثله؟! فقال: لا والله إني لأعلم أنه أفضل مني ، وأحق بالأمر مني ، ولكن ألستم تعلمون أن عثمان قتل مظلوماً ، وأنا ابن عمه ، والطالب بدمه ، فأتوه ، فقولوا له: فليدفع إليّ قتلة عثمان ، وأسلم له ، فأتوا علياً ، فكلَّموه ، فلم يدفعهم إليه. وفي رواية: فأتوه فكلموه فقال: يدخل في البيعة ويحاكمهم إلي ، فامتنع معاوية، وأما الروايات التي تصور معاوية في خروجه عن طاعة علي بسبب أطماع ذاتية وأطماع دنيوية ، وبسبب العداء والتنافس الجاهلي القديم بين بني هاشم وبني أمية ، وغير ذلك من القذف والافتراءات والطعن على أصحاب رسول الله ﷺ ، مما أعتمد عليها الكتاب المعاصرين كالعقاد في عبقرية علي ، وعبد العزيز الدوري في مقدمة في تاريخ صدر الإسلام ، وبنوا عليها تحليلاتهم الباطلة ، فهي روايات متروكة مطعون في رواتها عدلاً وضبطاً.
وقد استمرت ولاية الشام تابعة لنفوذ معاوية بن أبي سفيان طيلة خلافة علي رضي الله عنه ، ولم يتمكَّن علي من السيطرة عليها أو تعيين العمال والأمراء فيها ، وقد وقعت إلى الشرق من بلاد الشام بعض المناوشات بين جند علي وجند معاوية ، كان أهمها موقعة (صفين) والتي شهدها علي ومعاوية رضي الله عنهما في سنة 37 هـ ، ولم تمنع هذه المعارك من استمرار سيطرة معاوية على الشام.
سادساً: ولاية الجزيرة:
كانت الجزيرة إحدى الولايات التابعة للشام أيام عثمان بن عفان رضي الله عنه، وبعد استشهاده كانت الشام بيد معاوية ، والعراق بيد علي ، مما جعل الجزيرة محل تنازع بين الفريقين ، نظراً لموقعها الجغرافي واتصالها بالشام من جهة ، وبالعراق من جهة أخرى، وبالتالي سهولة السيطرة عليها من كلا الجانبين ، وقد وقعت في الجزيرة العديد من المعارك بين أجناد علي وأجناد معاوية في محاولة من كلا الطرفين للسيطرة عليها ، ويبدو أن علياً استطاع السيطرة عليها، لفترة من الوقت وعين عليها (الأشتر) ، وهو أشهر ولاة علي في الجزيرة، حيث ولاه عليها لأكثر من مرة فاستطاع أن يرتب أمورها ، ثم اضطر علي رضي الله عنه لنقله لولاية مصر وذلك في سنة 38 هـ، فعاد الاضطراب مرة أخرى إلى الجزيرة ، ونشط أتباع معاوية في الاستيلاء عليها بعد ذلك فوقعت فيها العديد من المعارك ، ويبدو أن معاوية استطاع في أواخر سنة 39 هـ أن يسيطر إلى حد ما على الجزيرة، وقد كانت الجزيرة ملجأ لبعض المعتزلين للحرب بين علي ومعاوية ، وهم الذين لم يبايعوا أيامها أثناء النزاع الناشب بينهما، ولعل موقعها في المنتصف بين الطرفين هو الذي دفعهم لاختيارها ، وقد وردت أسماء بعض من ولي الجزيرة لعلي ومنهم شبيب بن عامر ، وكميل بن زياد ، وكان لهما دور في مقاومة جيوش الشام التي هاجمت الجزيرة ، بل إنهما استطاعا الهجوم على الشام من قبل الجزيرة.
يمكن النظر في كتاب أسمى المطالب في سيرة علي بن أبي طالب رضي الله عنه شخصيته وعصره
على الموقع الرسمي للدكتور علي محمّد الصّلابيّ
http://alsallabi.com/s2/_lib/file/doc/Book161C.pdf