الأحد

1446-06-21

|

2024-12-22

من المبادر إلى الصلح... الحسن أم معاوية؟

بقلم الدكتور علي محمد الصلابي

الحلقة: الرابعة و الأربعون

رجب 1441 ه/ مارس 2020م

من المبادر إلى الصلح، أهو الحسن رضي الله عنه الذي ورد حديث الرسول في الصلح بحقه، والذى كاد أن يقتل في المحاولة الأولى لاغتياله بسبب شرط البيعة الذي اشترطه على أهل العراق والذى يفهم منه عزمه على صلح معاوية، أم معاوية رضي الله عنه؟
وجواب ذلك: أن الرغبة في الصلح كانت موجودة لدى الطرفين، فقد سعى الحسن رضي الله عنه إلى الصلح، وخطط له منذ اللحظات الأولى لمبايعته، ثم جاء معاوية فأكمل ما بدأه الحسن، فكان عمل كل واحد منهما مكملاً للآخر رضوان الله عليهم أجمعين ، والقدح المعلى في السعى في نجاح الصلح للحسن.
محاولة أخرى لاغتيال الحسن رضي الله عنه:
بعد نجاح مفاوضات الصلح بين الحسن ومعاوية رضي الله عنهما، شرع الحسن رضي الله عنه في تهيئة نفوس أتباعه على تقبل الصلح الذي تم، فقام فيهم خطيبًا ليبين لهم ما تم بينه وبين معاوية، وفيما هو يخطب هجم عليه بعض عسكره محاولين قتله، لكن الله سبحانه وتعالى أنجاه كما أنجاه من قبل. وقد أورد البلاذرى خطبة الحسن التى ألقاها في أتباعه، ومحاولة قتله رضي الله عنه فقال: إنى أرجو أن أكون أنصح خلقه لخلقه، وما أنا محتمل على أحد ضغينة، ولا حقدًا، ولا مريدًا به غائلة، ولا سوءًا، ألا وإن ما تكرهون في الجماعة خير لكم مما تحبون في الفرقة، ألا وإنى ناظر لكم خيرًا من نظركم لأنفسكم، فلا تخالفوا أمرى، ولا تردوا علىّ، غفر الله لي ولكم. فنظو بعض الناس إلى بعض وقالوا: عزم والله على صلح معاوية، وضعف وخار، وشدوا على فسطاطه، فدخلوه، انتزعوا مصلاه من تحته، وانتهبوا ثيابه، ثم شد عليه عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي جعال الأزدى، فنزع مطرفه من عاتقه، فبقى متقلدًا سيفه قدهش ثم رجع ذهنه، فركب فرسه، وأطاف به الناس، فبعضهم يعجزه ويضعفه، وبعضهم ينحى أولئك منه، ويمنعهم منه، وانطلق رجل من بنى أسد بن خزيمة من بنى نضر بن قعين الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد، يقال له: الجراح بن سنان ، وكان يرى رأى الخوارج، على مظلم ساباط ، فقعد له فيه ينتظره فلما مر الحسن، ودنا من دابته فأخذ بلجامها، ثم أخرج معولاً كان معه وقال: أشركت يا حسن كما أشرك أبوك من قبل، وطعنه بالمعول في أصل فخذه، فشق في فخذه شقًا كاد يصل إلى العظم، وضرب الحسن وجهه، ثم اعتنقا وخرا إلى الأرض، ووثب عبد الله بن الخضل الطائى ، فنزع المعول من يد الجراح، وأخذ ظبيان بن عمارة التميمى بأنفه فقطعه، وضرب بيده إلى قطعة آجرة فشدخ بها وجهه ورأسه حتى مات، وحُمل الحسن إلى المدائن .. ثم إن سعد بن مسعود أتى الحسن بطبيب، وقام عليه حتى برئ وحوَّله إلى أبيض المدائن . وقد يعترض بشأن خطبة الحسن رضي الله عنه أنها وردت عند البلاذرى وأبى حنيفة الدينورى قبل صلح الحسن ومعاوية رضي الله عنهما، وجواب ذلك، أن ما ورد في رواية البخارى من وصف لجيش الحسن، يفيد قوة جيش الحسن وتماسكه مما يعنى أن جيش العراق قد قابل جيش الشام وهو في أحسن حالاته المادية والمعنوية، وحيث إن جيش أهل العراق قد اضطرب حاله بعد خطبة الحسن فإن هذا يعنى انتفاء مقابلة جيش العراق لجيش الشام بعد الخطبة، لذا فإن الأقرب للواقع أن خطبة الحسن في معسكره كانت بعد التقاء الجيشين العراقى والشامى، وبعد وقوع الصلح بين الحسن ومعاوية رضي الله عنهما ، هذا بالإضافة إلى أن خطبة الحسن هذه كانت مدخلاً وتمهيدًا منه رضي الله عنه لإخبار أتباعه بالصلح الذي تم بينه وبين معاوية، وهذا ما تبينه الروايات التالية:
ما أخرجه ابن سعد من طريق رياح بن الحارث : إن الحسن بن على قام بعد وفاة على رضي الله عنه، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إن كل ما هو آت قريب، وإن أمر بن واقع، وإن كره الناس، وإنى والله ما أحببت أن ألى من أمر أمة محمد ما يزن مثقال حبة من خردل يهراق فيه محجمة من دم، قد علمت ما يضرنى مما ينفعنى فألحقوا بطيتكم ، وقد يقول قائل: إن هذه الرواية قد قيلت في الكوفة وليست في المدائن والجواب على ذلك: أن أحمد بن حنبل أخرج الرواية نفسها من طرق رياح بن الحارث وبإسناد صحيح ، وفيها: أن الناس اجتمعوا إلى الحسن بن على بالمدائن .. ثم ذكر بقية رواية ابن سعد، وحيث إن هذه الخطبة قد قيلت في المدائن فإن الأرجح أنها قيلت بعد صلح الحسن مع معاوية -رضي الله عنهما- حيث يرد شأنها ما ورد بشأن خطمة الحسن التى عند البلاذرى. بل لعلها كانت جزءًا من خطبة الحسن التى أوردها البلاذرى وأسفرت عن اضطراب معسكر الحسن.
وقد بقيت الإشارة إلى موقف الحسن رضي الله عنه تجاه ما حصل له في معسكره وهو ما أخرجه ابن سعد من طريق هلال بن خباب ، قال: جمع الحسن ابن على رؤوس أصحابه في قصر المدائن، فقال: يا أهل العراق، لو لم تذهل نفسى ، عنكم إلا لثلاث خصال لذهلت: مقتلكم أبي، ومطعنكم بغلتى وانتهابكم ثقلى، أو قال: ردائى عن عاتقى، وإنكم قد بايعتمونى أن تسالموا من سالمت وتحاربوا من حاربت، وإنى قد بايعت معاوية فاسمعوا له وأطيعوا قال: ثم نزل فدخل القصر .
1 - موقف شرطة الخميس من الصلح:
أما موقف شرطة الخميس -وهم مقدمة جيش العراق إلى مسكن- من الصلح، فقد أخرج الحاكم عن أبي الغريف ، قال: كنا في مقدمة الحسن بن على اثنى عشر ألفًا، تقطر أسيافنا من الحدة على قتال أهل الشام، وعلينا أبو العمرطة ، فلما أتانا صلح الحسن بن على ومعاوية كأنما كسرت ظهورنا من الحرد والغيظ، فلما قدم الحسن بن علىّ على الكوفة، قام إليه رجل منا يكنى أبا عامر سفيان بن الليل . فقال: السلام عليك يا مذل المؤمنين، فقال الحسن: لا تقل ذلك يا أبا عامر، لم أذل المؤمنين، ولكنى كرهت أن أقتلهم في طلب الملك . ويبدو أنا أبا العمرّطة كان أميرًا على مجموعة من جيش الخميس في المقدمة، وكان فيهم أبو الغريف، لأنه من الثابت أن جيش الخميس كان عليه قيس بن سعد رضى الله عنه، كما أن الروايات الصحيحة لا تذكر أى وجود لعبيد الله بن العباس على جيش الخميس، مما يثير الشك حول وجود عبيد الله بن العباس في العراق في هذه الفترة ، ولا يلتفت إلى الروايات الساقطة والموضوعة التى تزعم أن عبيد الله خان الحسن مقابل رشاوى مالية من معاوية.
أما قيس بن سعد فقد تردد في الدخول في الصلح، واعتزل بمن أطاعه ثم شرح الله صدره، ودخل في الصلح وبايع معاوية رضوان الله عليهم أجمعين، وفى الروايات التالية بيان موقف قيس حين جاءه خبر الصلح، أخرج ابن حجر من طريق حبيب بن أبي ثابت ، أنه قال: فبعث الحسن بالبيعة إلى معاوية، فكتب بذلك الحسن إلى قيس بن سعد، فقال قيس بن سعد في أصحابه فقال: يا أيها الناس، أتاكم أمران، لابد لكم من أحدهما: دخول في الفتنة، أو قتل مع غير إمام، فقال الناس: ما هذا؟ فقال: الحسن بن على قد أعطى البيعة معاوية، فرجع الناس، فبايعوا معاوية .
تشير الرواية السابقة إلى دخول قسم كبير من شرطة الخميس في الصلح فور سماعهم نبأ وقوع الصلح بين الحسن ومعاوية رضي الله عنهم، ولكنها لا تذكر دخول قائدهم قيس بن سعد في الصلح، وقد أشار ابن كثير رحمه الله إلى ذلك بقوله: وبعث الحسن بن على إلى أمير المقدمة قيس بن سعد أن يسمع ويطيع، فأبى قيس بن سعد قبول ذلك، وخرج من طاعتهما جميعًا، واعتزل بمن أطاعه، ثم راجع الله، فبايع معاوية ، كما تحدث ابن أبي شيبة عن موقف قيس بن سعد رضي الله عنه -ومن تابعه من شرطة الخميس- من الصلح: فقال: عن هشام ابن عروة عن أبيه، قال: كان قيس بن سعد بن عبادة مع الحسن بن على رضى الله عنه على مقدمته، ومعه خمسة آلاف قد حلقوا رؤوسهم بعد ما مات على بن أبي طالب رضي الله عنه، وتبايعوا على الموت، فلما دخل الحسن في بيعة معاوية أَبَىَ قيس أن يدخل، وقال لأصحابه: ما شئتم، إن شئتم جالدت بكم حتى يموت الأعجل منا، وإن شئتم أخذت لكم أمانًا، فقالوا: خذ لنا أمانًا، فأخذ لهم كذا وكذا، ألا يعاقبوا بشيء، وأنه رجل منهم، ولم يأخذ لنفسه خاصة شيئًا فلما ارتحل نحو المدينة ومضى بأصحابه جعل ينحر لهم كل يوم جزورًا حتى بلغ ، وفى الرواية السابقة -على ما فيها من تقديم وتأخير في تسلسل الأحداث- إشارة لعدد الذين تابعوا قيسًا من المجموع الكلى لتعداد شرطة الخميس الذي هو اثنا عشر ألفاً .
2 - مواقف أمراء علي رضي الله عنه من الصلح:
اتسمت مواقف أمراء علي رضي الله عنه من الصلح بالتباين والتفاوت، حيث قبله بعضهم وكرهه بعضهم الآخر، وفيما يلى تبيان لتلك المواقف:
أ- موقف القبول والاستحسان، ويأتي في مقدمة هؤلاء عبد الله بن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه.
ب- موقف الرفض ثم القبول، ويأتي في مقدمة هؤلاء قيس بن سعد بن عبادة رضي الله عنه، وزياد بن أبيه.
- وهناك فريق ثالث دخل في الصلح وهو كاره له، هؤلاء ينقسمون إلى قسمين.
- قسم يرى أن الصلح ملزم له في ظل حياة الحسن رضي الله عنه فقط، ويمثل هؤلاء حجر بن عدى رضي الله عنه.
- قسم يرى أن الصلح ملزم له في ظل حياة الحسن ومعاوية رضي الله عنه، أو الآخر موتًا منهما، ويمثل هؤلاء الحسين بن علي رضي الله عنهما.

تنازل الحسن بن على عن الخلافة وتسليمه بن إلى معاوية رضوان الله عليهم أجمعين. بعد أن أنجى الله سبحانه وتعالى الحسن بن على من الفتنة التى وقعت في معسكره، ترك المدائن وسار إلى الكوفة، وقد تحدث البلاذرى عن مسير الحسن إلى الكوفة، فقال: قالوا: ولما أراد الحسن المسير من المدائن إلى الكوفة، حين جاءه ابن عامر ، وابن سمرة بكتاب الصلح، وقد أعطاه فيه معاوية ما أراد خطب فقال في خطبته: وعسى أن تكرهوا شيئًا ويجعل الله فيه خيرًا كثيرًا، وسار إلى الكوفة ، بعد ذلك سار معاوية رضي الله عنه من مسكن إلى النخيلة ، وفى ذلك يقول البلاذرى: قالوا: وشخص معاوية من مسكن إلى الكوفة ونزل بين النخيلة ودار الرزق ، ثم خرج الحسن رضي الله عنه من الكوفة إلى النخيلة ليقابل معاوية رضي الله عنه ويسلم الأمر له، فعن مجالد ، عن الشعبى ، قال: شهدت الحسن بن علي رضي الله عنه بالنخيلة حين صالحه معاوية رضى الله عنه، فقال معاوية: إذا كان ذا فقم فكلم وأخبر الناس أنك قد سلمت هذا الأمر لي، وربما قال: أخبر الناس بهذا الأمر الذي تركته لي -فقام فخطب على المنبر فحمد الله وأثنى عليه- قال الشعبى: وأنا أسمع - ثم قال: أما بعد فإن أكيس الكيس التقى، وإن أحمق الحمق الفجور، وإن هذا الأمر الذي اختلفت فيه أنا ومعاوية إما كان حقًا لي تركته لمعاوية إرادة صلاح هذه الأمة وحقن دمائهِم، أو يكون حقًا كان لامرئ كان أحق به مني ففعلت ذلك {وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ} [الأنبياء: 111]. كما أخرج هذه الرواية ابن سعد ، والحاكم ، وأبو نعيم الأصفهانى ، والبيهقي ، وابن عبد البر ، كلهم بنحو رواية الطبرانى من ظريق الشعبى، كذلك أخرج رواية البيعة أحمد بن حنبل من طريق أنس بن سيرين، قال: قال الحسن بن على يوم كلم معاوية: ما بين جابلص وجابلق رجل جده نبى غيرى، وإنى رأيت أن أصلح بين أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -، وكنت أحقهم بذاك، ألا إنا قد بايعنا معاوية ولا أدرى لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين".
وجاء قى رواية ابن سعد من طريق عمرو بن دينار، وفيها فقال الحسن: أيها الناس، إنى كنت أكره الناس لأول هذا الحديث، وأنا أصلحت آخره لذى حق أديت إليه حقه أحق به مني، أو حق جدت به لصلاح أمة محمد، وإن الله قد ولاك يا معاوية هذا الحديث لخير يعلمه عندك أو لشر يعلمه فيك {وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ} [الأنبياء: 111] ثم نزل وأما الرواية التى تشير إلى أن عمرو بن العاص وأبو الأعور السلمي قالوا لمعاوية لما بايع الحسن بن على معاوية: لو أمرت الحسن فصعد المنبر فتكلم عيى عن المنطق فيزهد فيه الناس، فقال معاوية: لا تفعلوا فوالله لقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمص لسانه وشفته ولن يَعْيَ لسان مصه النبى - صلى الله عليه وسلم - أو شفتان، فآبوا على معاوية فصعد الحسن المنبر فحمد بن وأثنى عليه .. " فهذه رواية باطلة من حيث الإسناد والمتن، فإسنادها ضعيف ومتنها منكر، وليس معاوية بمن يجهل القدرات البلاغية والخطابية للحسن.
وجاء في رواية البلاذرى أن الحسن دخل بقيس على معاوية ليبايعه، فعن جرير ابن حازم، قال: سمعت محمد بن سيرين يقول: لما بايع الحسن معاوية، ركب الحسن إليه إلى عسكره، وأردف قيس بن سعد بن عبادة خلفه، فلما دخلا المعسكر، قال الناس: جاء قيس، جاء قيس، فلما دخلا على معاوية، بايعه الحسن، ثم قال لقيس: بايع. فقال قيس بيده: هكذا، وجعلها في حجره ولم يرفعها إلى معاوية، ومعاوية على السرير، فبرك معاوية على ركبتيه، ومدّ يده حتى مسح على يد قيس، وهى في حجره قال -جرير بن حازم- وحكى لنا محمد بن سيرين صنيعه، وجعل يضحك وكان قيس رجلاً جسيمًا .
وبتنازل الحسن بن على عن الخلافة ومبايعته رضوان الله عليهم أجمعين تنتهى بذلك فترة خلافة النبوة وهى ثلاثون سنة والحجة في ذلك قول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "خلافة النبوة ثلاثون سنة، ثم يؤتى الله الملك، أو ملكه من يشاء" ، وقال - صلى الله عليه وسلم -:
"الخلافة في أمتي ثلاثون سنة، ثم ملك بعد ذلك" ، وقد علق ابن كثير على هذا الحديث فقال: وإنما كملت الثلاثون بخلافة الحسن بن على، فإنه نزل على الخلافة لمعاوية في ربيع الأول من سنة إحدى وأربعين، وذلك كمال ثلاثين سنة من موت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فإنه توفى في ربيع الأول سنة إحدى عشرة من الهجرة، وهذا من دلائل النبوة صلوات الله وسلامه عليه وتسليمًا ، وبذلك يكون الحسن بن على رضي الله عنه خامس الخلفاء الراشدين .

يمكنكم تحميل كتاب: خامس الخلفاء الراشدين أمير المؤمنين
الحسن بن علي بن أبي طالب - رضي الله عنهما - شخصيته وعصره
من الموقع الرسمي للدكتور علي محمد محمد الصلابي
http://alsallabi.com/s2/_lib/file/doc/Book06.pdf


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022