الحسن بن علي في معركة صفين: الظروف والحيثيات
الحلقة: السابعة عشر
بقلم الدكتور علي محمد الصلابي
رجب 1441 ه/ مارس 2020م
ومن الأحداث الكبيرة التي شاهدها الحسن بن علي في عهد والده معركة صفين، كما كان على اطلاع مفصل بالعلاقة بين أمير المؤمنين علي ومعاوية رضي الله عنهم، فقد كان معاوية رضي الله عنه واليا على الشام في عهدي عمر وعثمان رضي الله عنهما، ولما تولى علي الخلافة أراد عزله وتولية عبد الله بن عمر فأبى عليه عبد الله بن عمر قبول ولاية الشام واعتذر في ذلك وذكر له القرابة والمصاهرة التي بينهم ، ولم يلزمه أمير المؤمنين علي وقبل منه طلبه بعدم الذهاب إلى الشام، وأما الروايات التي تزعم أن عليا قام بالتهجم على عبد الله بن عمر رضي الله عنه لاعتزاله وعدم الوقوف بجانبه، ففي ذلك الخبر تحريف وكذب ، وأقصى ما وصل إليه الأمر في قضية عبد الله بن عمر وولاية الشام ما رواه الذهبي من طريق سفيان بن عيينة، عن عمر بن نافع عن أبيه عن ابن عمر قال: بعث إلي علي قال: يا أبا عبد الرحمن إنك رجل مطاع في أهل الشام، فسر فقد أمرتك عليهم، فقلت: أذكر الله وقرابتي من رسول الله وصحبتي إياه إلا ما أعفيتني فأبى علي فاستعنت بحفصة، فأبى، فخرجت ليلاً إلى مكة ،وهذا دليل قاطع على مبايعة ابن عمر، ودخوله في الطاعة، إذ كيف يوليه علي وهو لم يبايع، وبعد اعتذار ابن عمر من قبول ولاية الشام أرسل أمير المؤمنين علي سهل بن حنيف بدلا منه، إلا أنه ما كاد يصل مشارف الشام حتى أخذته خيل معاوية وقالوا له: إن كان بعثك عثمان فحيهلا بك وإن كان بعثك غيره فارجع وكانت بلاد الشام تغلي غضباً على مقتل عثمان ظلما وعدوانا فقد وصلهم قميصه مخضباً بدمائه، بأصابع نائلة زوجه التي قطعت أصابعها وهي تدافع عنه، وكانت قصة استشهاده أليمة فظيعة أهتزت لها المشاعر، وتأثرت بها القلوب، وذرفت منها الدموع، كما وصلتهم أخبار المدينة وسيطرة الغوغاء عليها، وهروب بني أمية إلى مكة، كل هذه الأمور وغيرها من الأحداث والعوامل كان لها تأثير على أهل الشام وعلى رأسهم معاوية رضي الله عنه، فقد كان يرى أن عليه مسؤولية الإنتصار لعثمان والقود من قاتليه فهو ولي دمه والله عز وجل يقول ((ومن قتل مظلوماً فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا)) (الإسراء:33) ولذلك جمع معاوية الناس، وخطبهم بشأن عثمان وأنه قتل ظلماً وعدوانا على يد سفهاء منافقين لم يقدروا الدم الحرام إذ سفكوه في الشهر الحرام في البلد الحرام، فثار الناس، واستذكروا وعلت الأصوات وكان منهم عدد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام أحدهم واسمه مرة بن كعب فقال: لولا حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تكلمت، وذكر الفتن فقربها، فمر رجل متقنع في ثوب، فقال: هذا يومئذ على الهدى، فقمت إليه، فإذا هو عثمان بن عفان، فأقبلت عليه بوجهه فقلت: هذا؟ قال: نعم وهناك حديث آخر له تأثيره في طلب معاوية القود من قتلة عثمان ومنشطاً ودافعاً قوياً للتصميم على تحقيق الهدف وهو عن النعمان بن بشير عن عائشة رضي الله عنها قالت: أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان من آخر كلمة أن ضرب منكبه فقال: يا عثمان إن الله عسى أن يلبسك قميصاً فإن أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه حتى تلقاني ثلاث، فقلت لها: يا أم المؤمنين، فأين كان هذا عنك؟ قالت: نسيته والله ما ذكرته قال: فأخبرته معاوية بن أبي سفيان فلم يرضى بالذي أخبرته حتى كتب إلى أم المؤمنين أن أكتبي إليّ به، فكتبت إليه به كتاب ، فقد كان الحرص الشديد على تنفيذ حكم الله في القتلة السبب الرئيسي في رفض أهل الشام بزعامة معاوية بن أبي سفيان بيعة علي بن أبي طالب بالخلافة، وليست لأطماع معاوية في ولاية الشام، أو طلبه ما ليس بحق إذ كان يدرك إدراكاً تاماً أن هذا الأمر في بقية الستة من أهل الشورى وأن علياً أفضل منه وأولى بالأمر ودليل ذلك ما أخرجه يحي بن سليمان الجعفي بسند جيد، عن أبي مسلم الخولاني أنه قال لمعاوية: أنت تنازع علياً، أم أنت مثله؟ فقال: لا والله إني لأعلم أنه لأعلم مني، وأحق بالأمر مني، ولكن ألستم تعلمون أن عثمان قتل مظلوماً، وأنا ابن عمه، والطالب بدمه، فأتوه، فقولوا له: فليدفع إليَّ قتلة عثمان وأسلم لهم، وأتوا علياً فكلموه، فلم يدفعهم إليه ، وفي رواية: فأتوه فكلموه فقال: يدخل في البيعة ويحاكمهم إليَّ فامتنع معاوية .
هل خروج معاوية على علي رضي الله عنهما بسبب أطماع دنيوية؟
إن الروايات التي تصور معاوية في خروجه عن طاعة علي بسب أطماع ذاتية وأطماع دنيوية، بسبب التنافس والعداء الجاهلي القديم بين بني هاشم وبني أمية وغير ذلك من القذف والافتراءات والطعن على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أعتمد عليها الكتاب المعاصرين ـ كالعقاد في عبقرية علي، وعبد العزيز الدوري في مقدمته في تاريخ صدر الإسلام وبنوا عليها تحليلاتهم الباطلة، هي روايات متروكة مطعون في رواتها عدلاً وضبطاً ، مما قد شاع بين الناس قديماً وحديثاً أن الخلاف بين علي ومعاوية رضي الله عنهما ـ كان سببه طمع معاوية في الخلافة وأن خروج هذا الأخير على عليّ وامتناعه عن بيعته كان بسبب عزله عن ولاية الشام، ذكرها مؤرخو الشيعة الروافض أو كتاب الإمامة والسياسية المنسوب زوراً وبهتاً لابن قتيبة الدينوري، فهذا الكتاب لا يثبت لابن قتيبة وإنما كاتبه رافضي محترق، وهذه مجموعة من الأدلة تبرهن على أن الكتاب المذكور منسوب إلى الإمام ابن قتيبة كذباً وزوراً ومن هذه الأدلة:
ـ إن الذين ترجموا لابن قتيبة لم يذكر واحد منهم أنه ألف كتاباً في التاريخ يدعى الإمامة والسياسة، ولا نعرف من مؤلفاته التاريخية إلا كتاب المعارف.
ـ إن المتصفح للكتاب يشعر أن ابن قتيبة أقام في دمشق والمغرب في حين أنه لم يخرج من بغداد إلاّ إلى الدينور.
ـ إن المنهج والأسلوب الذي سار عليه المؤلف "الإمامة والسياسة" يختلف تماماً عن منهج وأسلوب ابن قتيبة في كتبه التي بين أيدينا في منهج ابن قتيبة أن يقدم لمؤلفاته بمقدمات طويلة يبين فيها منهجه والغرض من مؤلفه، وعلى خلاف ذلك يسير صاحب الإمامة والسياسة، فمقدمته قصيرة جداً لا تزيد عن ثلاثة أسطر هذا إلى جانب الاختلاف في الأسلوب، ومثل هذا النهج لم نعهده في مؤلفات ابن قتيبة.
ـ يروي مؤلف الكتاب عن أبي ليلى بشكل يشعر بالتلقى عنه، وابن أبي ليلى هذا هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الفقيه: قاضي الكوفة، توفي سنة 148هـ والمعروف أن ابن قتيبة لم يولد إلا سنة 213هـ أي بعد وفاة ابن أبي ليلى بخمسة وستين عاماً.
ـ إن قسماً كبيراً من رواياته جاءت بصيغة التمريض، فكثيراً ما يجئ فيه: ذكروا عن بعض المصريين، وذكروا عن محمد بن سليمان عن مشايخ أهل مصر وحدثنا بعض مشايخ أهل المغرب، وذكروا عن بعض المشيخة، وحدثنا بعض المشيخة. ومثل هذه التراكيب بعيدة كل البعد عن أسلوب وعبارات ابن قتيبة ولم ترد في كتبه .
ـ ابن قتيبة يحتل منزلة عالية لدى العلماء فهو عندهم من أهل السنة وثقة في علمه ودينه، يقول: السَّلفي: كان ابن قتيبة من الثقات وأهل السنة، ويقول ابن حزم: كان ثقة في دينه وعلمه، وتبعه في ذلك الخطيب البغدادي، ويقول عنه ابن تيمية: وإن ابن قتيبة من المنتسبين إلى أحمد وإسحاق والمنتصرين لمذاهب أهل السنة المشهورة . ورجل هذه منزلته لدى رجال العلم المحققين هل من المعقول أن يكون مؤلف كتاب الإمامة والسياسة الذي شوه التاريخ وألصق بالصحابة الكرام ما ليس فيهم .
إن مؤلف الإمامة والسياسة قدح في صحابة رسول الله قدحاً عظيماً فصور ابن عمر رضي الله عنه جباناً وسعد بن أبي وقاص حسوداً وذكر محمد بن مسلمة بأنه غضب على علي بن أبي طالب لأنه قتل مرحبا اليهودي بخيبر، وإن عائشة رضي الله عنها أمرت بقتل عثمان ، والقدح في الصحابة من أظهر خصائص الرافضة وأن شاركهم الخوارج إلاّ أنّ الخوارج لا يقدحون في عموم الصحابة .
ـ إن مؤلف الإمامة والسياسة كتب عن الخلفاء الثلاثة أبي بكر وعمر وعثمان خمساً وعشرين صفحة فقط وكتب عن الفتنة التي وقعت بين الصحابة مائتين صفحة، فقام المؤلف الرافضي باختصار التاريخ الناصع المشرق وسوّد الصحائف بتاريخ زائف لم يثبت منه إلا القليل وهذه من أخلاق الروافض المعهودة نعوذ بالله من الضلال والخذلان.
ـ يقول محمود شكري الألوسي في مختصر الأثنا عشرية: ومن مكايدهم ـ يعني الرافضة ـ أنهم ينظرون في أسماء الرجال المعتبرين عند أهل السنة فمن وجدوه موافقاً لأحد منهم في الاسم واللقب أسندوا رواية حديث ذلك الشيعي إليه فمن لا وقوف له من أهل السنة يعتقد أنه إمام من أئمتهم فيعتبر بقوله ويعتد بروايته كالسدي فإنهما رجلان أحدهما السدي الكبير والثاني السدي الصغير، فالكبير من ثقات أهل السنة والصغير من الوضاعين الكذابين وهو رافضي غال. وعبد الله بن قتيبة رافض غال وعبد الله بن مسلم بن قتيبة من ثقات أهل السنة وقد صنف كتاباً سماه بالمعارف فصنف ذلك الرافضي كتاباً سماه بالمعارف أيضاً قصداً للإضلال ، وهذا ما يرجح أن كتاب الإمامة والسياسة لابن قتيبة الرافضي وليس لابن قتيبة السني الثقة، وإنما خلط الناس بينهما لتشابه الأسماء، وقد اعتمد كثير من المعاصرين على هذا الكتاب وساهموا في تشويه كثير من الصحابة الكرام ولذلك وجب التحذير منه بطريقة علمية تعتمد على التحقيق والتوثيق والدليل والبرهان، وقد ذكر صاحب كتاب الإمامة والسياسة: أن معاوية ادّعى الخلافة وذلك من خلال الرواية التي ورد فيها ما قاله ابن الكواء لأبي موسى الأشعري رضي الله عنه: أعلم أن معاوية طليق الإسلام، وأن أباه رأس الأحزاب، وأنه أدعى الخلافة من غيره مشورة فإن صدقك فقد حلّ خلعه، وإن كذبك فقد حرم عليك كلامه ، وهذا كلام لا يثبت عن أمير المؤمنين علي وإنما من كلام الروافض وقد امتلأت كتب التاريخ والأدب بالروايات الموضوعة والضعيفة التي تزعم أن معاوية اختلف مع علي من أجل الملك والزعامة والإمارة
والصحيح أن الخلاف بين عليّ ومعاوية رضي الله عنهما كان حول مدى وجوب بيعة معاوية وأصحابه لعلي قبل توقيع القصاص على قتلة عثمان أو بعده، وليس هذا من أمر الخلافة في شئ فقد كان رأي معاوية ـ رضي الله عنه ـ ومن حوله من أهل الشام أن يقتص عليّ ـ رضي الله عنه ـ من قتلة عثمان ثم يدخلون بعد ذلك البيعة ويقول القاضي ابن العربي أن سبب القتال بين أهل الشام وأهل العراق يرجع إلى تباين المواقف بينهما: فهؤلاء ـ أي أهل العراق ـ يدعون إلى عليّ بالبيعة وتأليف الكلمة على الإمام وهؤلاء ـ أي أهل الشام ـ يرجعون إلى التمكين من قتلة عثمان ويقولون: لا نبايع من يأوي القتلة . ويقول إمام الحرمين الجويني في لمع الأدّلة: أن معاوية وإن قاتل علياً، فإنه لا ينكر إمامته ولا يدعيها لنفسه، وإنما كان يطلب قتلة عثمان ظاناً منه أن مصيب، وكان مخطئاً ، ويقول الهيتمي: ومن اعتقاد أهل السنة والجماعة أنّ ما جرى بين معاوية وعليّ ـ رضي الله عنهما ـ من الحروب، فلم يكن لمنازعة معاوية لعليّ في الخلافة للإجماع على أحقيتها لعليّ .. فلم تهج الفتنة بسببها، وإنما هاجت بسبب أن معاوية ابن عمّه فامتنع علي ، لقد تضافرت الروايات وأشارت إلى أنّ معاوية ـ رضي الله عنه ـ اتخذ موقفه للمطالبة بدم عثمان، وأنه صرح بدخوله في طاعة علي رضي الله عنه ـ إذا أقيم الحد على قتلة عثمان.
ولو افترض إنه اتخذ قضية القصاص والثأر لعثمان ذريعة لقتال علي طمعاً في السلطان، فماذا سيحدث لو تمكن علي من إقامة الحد على قتلة عثمان، حتماً ستكون النتيجة خضوع معاوية لعلي ومبايعته له، لأنه التزم بذلك في موقفه من تلك الفتنة، كما أن كل ما حارب معه كانوا يقاتلون على أساس إقامة الحد على قتلة عثمان، على أن معاوية إذا كان يخفي في نفسه شيئاً آخر لم يعلن عنه، سيكون هذا الموقف بالتالي مغامرة، ولا يمكن أن يقدم عليها إذا كان ذا أطماع . إن معاوية رضي الله عنه كان من كتّاب الوحي ومن سادة المسلمين المشهورين بالحلم ويكفيه شرف الصحبة، فكيف يعتقد أن يقاتل الخليفة الشرعي ويهرق دماء المسلمين من أجل مُلْك زائل، وهو القائل: والله لا أخير بين أمرين، بين الله وبين غيره إلا اخترت الله على ما سواه ، وقد ثبت عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال فيه: اللهم أجعله هادياً مهدياً وأهد به ،وقال: اللهم علمه الكتاب وقيه العذاب . أما وجه الخطأ في موقفه في مقتل عثمان ـ رضي الله عنه ـ فيظهر في رفضه أن يبايع لعليّ ـ رضي الله عنه ـ قبل مبادرته إلى الاقتصاص من قتلة عثمان ويضاف إلى ذلك خوف معاوية على نفسه لمواقفه السابقة من هؤلاء الغوغاء وحرصهم على قتله بل ويلتمس منه أن يمكنه منهم، مع العلم أن الطالب للدم لا يصح أن يحكم، بل يدخل في الطاعة، ويرفع دعواه إلى الحاكم، ويطلب الحق عنده ، وقد اتفق أئمة الفتوى على أنه لا يجوز لأحد أن يقتصّ من أحد ويأخذ حقه دون السلطان، أو من نصبه السلطان لهذا الأمر، لأن ذلك يفضي إلى الفتنة وإشاعة الفوضى، ويمكن القول إن معاوية ـ رضي الله عنه ـ كان مجتهداً متأولاً يغلب ظنه أن الحق معه فقد قام خطيباً في أهل الشام بعد أن جمعهم وذكّرهم أنه ولي عثمان ـ ابن عمه ـ وقد قتل مظلوماً، وقرأ عليهم الآية الكريمة ((وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا)) (الإسراء، آية: 33). ثم قال أنا أحب أن تعلموني ذات أنفسكم في قتل عثمان، فقام أهل الشام جميعهم وأجابوا إلى الطلب بدم عثمان، وبايعوه على ذلك، وأعطوه العهود والمواثيق على أن يبذلوا أنفسهم وأموالهم حتى يدركوا ثأرهم أو يفني الله أرواحهم . هذه الأحداث الجسام عاصرها الحسن بن علي وعرف موقف كل صحابي من الفتنة وكان ميالاً للصلح والسلم ما وجد إلى ذلك سبيلاً.
يمكنكم تحميل كتاب: خامس الخلفاء الراشدين أمير المؤمنين
الحسن بن علي بن أبي طالب - رضي الله عنهما - شخصيته وعصره
من الموقع الرسمي للدكتور علي محمد محمد الصلابي
http://alsallabi.com/s2/_lib/file/doc/Book06.pdf