الأحد

1446-06-21

|

2024-12-22

قضاء الصِّدِّيق على ردَّة أهل عُمان، والبحرين...انتصار المسلمين وبداية نهاية حروب الردة

بقلم: د. علي محمد الصلابي

الحلقة : الثامنة والعشرون

محرم 1441 ه/ سبتمبر 2019 م

 

أـ ردَّة أهل عُمان:

كان أهل عُمان قد استجابوا لدعوة الإِسلام، وبعث إِليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص، ثم بعد وفاته صلى الله عليه وسلم نبغ فيهم رجلٌ يقال له:(ذو التَّاج) لقيط بن مالك الأزديُّ وكان يسامي في الجاهلية الجلدي ملك عمان، فادَّعى النُّبوَّة، وتابعه الجهلة من أهل عُمان، فتغلَّب عليها، وعليها جَيْفر وعبَّاد ابنا الجلدي، وألجأهما إِلى أطرافها من نواحي الجبال، والبحر، فبعث جيفر إِلى الصِّدِّيق فأخبره الخبر، واستجاشة، فبعث إليه الصِّدِّيق بأميرين، وهما: حذيفة بن محصن الغلفان من حِمْير، وعرفجة إِلى مَهرة، وأمرهما أن يجتمعا، ويتَّفقا، ويبدأ بعُمان، وحذيفة هو الأمير، فإِذا ساروا إِلى بلاد مَهرة؛ فعرفجةُ الأمير، وأرسل عكرمة بن أبي جهل مدداً لهم، وكتب الصِّدِّيق إِلى عرفجة وحذيفة أن ينتهيا إِلى رأي عكرمة بعد الفراغ من السَّير إِلى عُمان، أو المقام بها، فساروا، فلمَّا اقتربا من عُمان، راسلوا جيفراً، وبلغ لقيط بن مالك مجيء الجيش، فخرج في جموعه فعسكر بمكانٍ يقال له: دَبَا، وهي مصر تلك البلاد وسوقها العظمى، وجعل الذَّراري والأموال وراء ظهورهم ليكون أقوى لحربهم، واجتمع جيفر وعبَّاد بمكانٍ يقال له: صُحار، فعسكروا فيه، وبعثا إلى أمراء الصدِّيق، فقدموا على المسلمين، فتقابل الجيشان هناك وتقاتلوا قتالاً شديداً، وابتلي المسلمون وكادوا أن يولُّوا، فمنَّ الله بكرمه ولطفه أن بعث إِليهم مدداً في السَّاعة الرَّاهنة من بني ناجية، وعبد القيس في جماعةٍ من الأمراء، فلمَّا وصلوا إِليهم كان الفتح والنَّصر، فولَّى المشركون مدبرين، وركب المسلمون ظهورهم، فقتلوا منهم عشرة الاف مقاتلٍ، وسبوا الذَّراري، وأخذوا الأموال، والسُّوق بحذافيرها، وبعثوا بالخمس إِلى الصِّدِّيق مع أحد الأمراء، وهو عرفجة.

وكان السَّبب في هذا النَّصر العظيم وقوف الجماعة الإِسلاميَّة في عُمان مع أميرها جَيفَر وأخيه عبَّاد ضدَّ ذي التاج لقيط بن مالك الأزديِّ، واعتصامها بالأماكن الحصينة، حتَّى أدركتها جيوش المسلمين، كما كان لمواقف بني جديد، وبني ناجية، وبني عبد القيس في ثبوتهم على الإِسلام، ودخولهم في المعركة في الوقت المناسب أثرٌ في نصر المسلمين.

ب ـ ردَّة أهل البحرين:

أسلم أهل البحرين بعد ما أرسل النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم العلاء بن الحضرمي إِلى ملكها وحاكمها المنذر بن ساوى العبديِّ، وقد أسلم هو وقومه، وأقام فيهم الإِسلام، والعدل، وقد كان ردُّ المنذر بن ساوى: قد نظرت في هذا الأمر الذي في يدي، فوجدته للدُّنيا دون الآخرة، ونظرت في دينكم فوجدته للآخرة والدُّنيا، فما يمنعني من قبول دين فيه أمنية الحياة، وراحة الموت، ولقد عجبت أمس ممَّن يقبله، وعجبت اليوم ممن يردُّه، وإِنَّ من إِعظام ما جاء به أن يعظَّم.

فلمَّا توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوفي المنذر بعده بمدَّةٍ قصيرة ارتدَّ أهل البحرين وملَّكوا عليهم المنذر بن النُّعمان الغرور.

أين هي أرض البحرين؟

أرض البحرين هي شقَّةٌ ضيِّقةٌ من الأرض تتشاطر مع هجر خليج العرب، وتمتدُّ من القطيف إِلى عُمان، والصَّحراء فى بعض أنحائها، تكاد تتَّصل بماء الخليج، وهي تتَّصل باليمامة في جزئها الأعلى لا يفصل بينهما إِلا سلسلة من التلال يهون لانخفاضها اجتيازُها. فهي إِذاً تشمل إِمارات الخليج العربيِّ والجزء الشَّرقي من المملكة العربيَّة السُّعودية عدا الكويت.

هذا وقد كان لمن ثبت على الإِسلام في البحرين دورٌ كبيرٌ في إِخماد هذه الفتنة، وكان للجارود بن المُعَلَّى دورٌ متميِّزٌ، فقد صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفقَّه في الدِّين، ثمَّ رجع إِلى قومه، فدعاهم إِلى الإِسلام، فأجابوه كلُّهم، فلم يلبث إِلا يسيراً حتَّى مات النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم ، فقالت عبد القيس: لو كان محمَّد نبيّاً؛ لما مات، وارتدُّوا، وبلغه ذلك، فبعث فيهم، فجمعهم، ثم قام فخطبهم. فقال: يا معشر عبد القيس! إِنِّي سائلكم عن أمرٍ فأخبروني به إِن علمتموه؛ ولا تجيبوني إِن لم تعلموا. قالوا: سل عما بدا لك. قال: تعلمون: أنَّه كان لله أنبياء فيما مضى؟ قالوا: نعم، قال: تعلمونه، أو ترون؟ قالوا: لا بل نعلمه، قال: فما فعلوا؟ قالوا: ماتوا، قال: فإِنَّ محمداً صلى الله عليه وسلم مات، كما ماتوا. وأنا أشهد أن لا إِله إِلا الله وأنَّ محمَّداً عبده ورسوله، قالوا: ونحن نشهد أن لا إِله إِلا الله وأنَّ محمَّداً عبده ورسوله، وأنَّك سيِّدنا، وأفضلنا، وثبتوا على إِسلامهم.

فهذا موقف يُذكر للجارود بن المُعَلَّى ـ رضي الله عنه ـ فقد ثبَّت الله به قومه عبد القيس، فثبتوا على إِسلامهم، وقد ألهمه الله تعالى بضرب المثل بالأنبياء السَّابقين ـ عليهم السلام ـ حيث كان نهايتهم الموت، فكذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاقتنع قومه، وزال عنهم الشَّكُّ، وهذا مما يبيِّن مزيَّة التففه في الدِّين وأثر ذلك في توجيه الاعتقاد، والسُّلوك، وخاصَّةً عند حدوث الفتن.

وقد بقيت بلدة جواسي على الإِسلام، وكانت أوَّل قرية أقامت الجمعة من أهل الردَّة كما ثبت ذلك في البخاري عن ابن عباسٍ، وقد حاصرهم المرتدُّون، وضيَّقوا عليهم، ومنعوا عنهم الأقوات، وجاعوا جوعاً شديداً حتَّى فرَّج الله عنهم، وقد قال رجل منهم يقال له: عبد الله بن حذف أحد بني بكر بن كلاب، وقد اشتدَّ الجوع:

ألا أبلغْ أبا بكرٍ رسولاً وفتيانَ المدينة أجمعينا

فهل لكمُ إِلى قومٍ كرامٍ قعودٍ في جواثي محصرينا

دماءَهُم في كلِّ فجٍّ شعاع الشَّمس يُعْشي الناظرينا

توكلنا على الرَّحمن إِنَّا وجدْنا النَّصْرَ للمُتوكِّلينا

فهذا موقف يذكر في الثبات على الحقِّ لهؤلاء المسلمين؛ الَّذين حصرهم الأعداء في(جُواثى) حتَّى كادوا يهلكون من الجوع، وفي الأبيات المذكورة في الرِّواية التي قالها عبد الله بن حذف دليلٌ على عمق إِيمان هؤلاء المحصورين، وقوَّة توكُّلهم على الله تعالى، وثقتهم بنصره .

بعث الصِّدِّيق بجيش إِلى البحرين بقيادة العلاء بن الحضرميِّ، فلمَّا دنا من البحرين؛ انضمَّ إِليه ثُمامة بن أُثَال في محفلٍ كبيرٍ من قومه بني سحيم، واستنهض المسلمين في تلك الأنحاء، وأمدَّ الجارود بن المعلَّى العلاء برجالٍ من قومه فاجتمع إِليه جيشٌ كبيرٌ قاتل به المرتدِّين، ونصر الله به المؤمنين، وكان ممَّن ازر العلاء لقمع فتنة البحرين قيس بنُ عاصمٍ المِنْقَريُّ، وعفيف بن المنذر، والمثنَّى بن حارثة الشيبانيُّ.

كرامة للعلاء بن الحضرميِّ:

كان العلاء من سادات الصَّحابة العلماء العبَّاد مجابي الدَّعوة، اتَّفق له في هذه الغزوة أنَّه نزل منزلاً، فلم يستقرَّ النَّاس على الأرض حتَّى نفرت الإِبل بما عليها من زاد الجيش، وخيامهم، وشرابهم، وبقوا على الأرض ليس معهم شيءٌ سوى ثيابهم ـ وذلك ليلاً ـ ولم يقدروا منها على بعيرٍ واحد، فركب الناس من الهمِّ والغمِّ مالا يُحَدُّ، ولا يُوصَف، وجعل بعضُهم يوصي إِلى بعضٍ، فنادى منادي العلاء، فاجتمع الناس إِليه، فقال: أيها الناس! ألستم المسلمين؟ ألستم في سبيل الله؟ ألستم أنصار الله؟ قالوا: بلى! قال: فأبشروا فوالله لا يخذل الله من كان في مثل حالكم! ونودي لصلاة الصُّبح حين طلع الفجر فصلَّى بالناس، فلمَّا قضى الصلاة جثا على ركبتيه، وجثا النَّاس، ونصب في الدُّعاء، ورفع يديه، وفعل النَّاس مثله حتَّى طلعت الشمس، وجعل النَّاس ينظرون إِلى سراب الشَّمس يلمع مرَّة بعد أخرى، وهو يجتهد في الدُّعاء، ويكرره، فلمَّا بلغ الثَّالثة؛ إِذ قد خلق الله إِلى جانبهم غديراً عظيماً من الماء القراح، فمشى، ومشى النَّاس إِليه، فشربوا، واغتسلوا، فما تعالى النَّهار حتَّى أقبلت الإِبل من كلِّ فجٍّ بما عليها، لم يفقد الناس من أمتعتهم سِلْكاً، فسقوا الإِبل عَلَلاً بعد نَهَلٍ، فكان هذا مما عاين النَّاس من آيات الله بهذه السَّريَّة .

هزيمة المرتدِّين:

ثمَّ لمَّا اقترب من جيوش المرتدَّة ـ وقد حشدوا، وجمعوا خلقاً عظيماً ـ نزل، ونزلوا، وباتوا مجاورين في المنازل، فبينما المسلمون في اللَّيل؛ إِذ سمع العلاء أصواتاً عاليةً في جيش المرتدِّين، فقال: مَنْ رجلٌ يكشف لنا خبر هؤلاء؟ فقام عبد الله بن حذف، فدخل فيهم، فوجدهم سُكارى لا يعقلون من الشَّراب، فرجع إِليه فأخبره، فركب العلاء من فوره والجيش معه، فكبسوا أولئك، فقتلوهم قتلاً عظيماً، وقلَّ مَنْ هرب منهم، واستولى على جميع أموالهم، وحواصلهم، وأثقالهم، فكانت غنيمةً عظيمةً جسيمةً.

وكان الحُطَم بن ضبعة أخو بني قيس بن ثعلبة من سادات القوم نائماً، فقام دَهِشاً حين اقتحم المسلمون عليهم، فركب جواده، فانقطع ركابه، فجعل يقول: من يصلح لي ركابي؟ فجاء رجلٌ من المسلمين في اللَّيل، فقال: أنا أصلحها لك ارفع رجلك، فلمَّا رفعها ضربه بالسَّيف، فقطعها مع قدمه، فقال: أجهز عليَّ فقال: لا أفعل، فوقع صريعاً، وكلمَّا مرَّ به أحد يسأله أن يقتله، فيأبى، حتَّى مرَّ به قيس بن عاصم، فقال له: أنا الحُطم، فاقتلني! فقتله، فلمَّا وجد رجله مقطوعة ندم على قتله، وقال: وسوأتاه لو أعلم ما به لم أحرِّكه، ثم ركب المسلمون في اثار المنهزمين يقتلونهم بكلِّ مرصدٍ، وطريقٍ، وذهب من فرَّ منهم، أو أكثر إِلى دارين، ركبوا إِليها السُّفن .

ثمَّ شرع العلاء الحضرمي في قسمة الغنيمة، ونَفَل الأنفال، ولمَّا فرغ من ذلك قال للمسلمين: اذهبوا بنا إِلى دارين لنغزو مَنْ بها من الأعداء، فأجابوا إِلى ذلك سريعاً، فسار بهم؛ حتَّى أتى ساحل البحر ليركبوا في السُّفن، فرأى أن الشُّقة بعيدةٌ لا يصلون إِليهم في السُّفن حتى يذهب أعداء الله، فاقتحم البحر بفرسه وهو يقول: يا أرحم الرَّاحمين! يا حكيم! يا كريم! يا أحد! يا صمد! يا حيُّ! يا قيوم! يا ذا الجلال والإِكرام! لا إِلـه إِلا أنت يا ربنا! وأمر الجيش أن يقولوا ذلك، ويقتحموا، ففعلوا ذلك فأجاز بهم الخليج بإِذن الله على مثل رملة دمثة فوقها ماء لا يغمر أخفاف الإِبل، ولا يصل إِلى رُكب الخيل، ومسيرته لسفن يوم وليلة، فقطعه إِلى الجانب الآخر، فعاد إِلى موضعه الأوَّل وذلك كلُّه في يومٍ، ولم يترك من العدوِّ مخبِّراً، وساق الذَّراري، والأنعام، والأموال، ولم يفقد المسلمون في البحر شيئاً إِلا عُليقة فرسٍ لرجل من المسلمين، ومع هذا رجع العلاء فجاءه بها، ثمَّ قسم غنائم المسلمين فيهم، فأصاب الفارس ستة الاف والرَّجل ألفين ـ مع كثرة الجيشين ـ وكتب إِلى الصِّدِّيق فأعلمه بذلك، فبعث الصِّدِّيق يشكره على ما صنع، وقد قال رجلٌ من المسلمين في مرورهم في البحر وهو عفيف بن المنذر:

أَلَمْ تَرَ أَنَّ الله ذَلَّلَ بَحْرَهُ وَأَنْزَلَ بالكفَّار إِحْدَى الجلائلِ دَعَوْنا إِلى شقِّ البِحارِ فَجَاءَنَا بأعجبَ مِنْ فَلْقِ البِحارِ الأوائلِ وكان رأى المسلمين في هذه المواقف، والمشاهد الَّتي رأوها من أمر العلاء، وما أجرى الله على يديه من الكرامات رجلٌ من أهل هجر، راهبٌ فأسلم حينئذ، فقيل له: ما دعاك إِلى الإِسلام؟ فقال: خشيت إِن لم أفعل أن يمسخني الله؛ لما شاهدت من الآيات . قال: وقد سمعت في الهواء وقت السَّحَرِ دعاءً . قالوا: وما هو؟ قال: الّلهم أنت الرَّحمن الرَّحيم، لا إِله غيرك، والبديع ليس قبلك شيءٌ، والدَّائم غير الغافل، والذي لا يموت، وخالق ما يرى وما لا يرى، وكل يوم أنت في شأن، وعلمت اللَّهمَّ كلَّ شيءٍ علماً، قال: فعلمت أنَّ القوم لم يعانوا بالملائكة إِلا وهم على أمر الله، فحسن إِسلامُه، وكان الصَّحابة يسمعون منه.

وبعد هزيمة المرتدِّين رجع العلاء بن الحضرميِّ إِلى البحرين، وضرب الإِسلام بجرانه، وعزَّ الإِسلام وأهله، وذلَّ الشِّرك وأهله.

ولولا تدخُّل بعض العناصر الأجنبيَّة لصالح المرتدِّين ما تجرأ المرتدُّون على الموقف في وجه المسلمين مدَّةً طويلة؛ إِذ أنَّ الفرس قد أمدُّوا المرتدِّين بتسعة الاف من المقاتلين، وكان عدد المرتدِّين من العرب ثلاثة الاف وعدد المسلمين أربعة الاف.

وكان للمثنَّى بن حارثة دورٌ كبيرٌ في إِخماد فتنة البحرين والوقوف بقوَّاته بجانب العلاء بن الحضرميِّ، وقد سار بجنوده من البحرين شمالاً، ووضع يده على القطيف وهجر حتَّى بلغ مصب دجلة، وقضى في سيره هذا على قوَّات الفرس وعمَّالهم ممَّن أعانوا المرتدِّين بالبحرين، وأنَّه انضمَّ إِلى العلاء بن الحضرميِّ في مقاتلة المرتدِّين على رأس من بقي على الإسلام من أهل هذه النَّواحي، ومنه تابع مسيره مع السَّاحل شمالاً حتى نزل في قبائل العرب الذين يقيمون بدلتا النَّهرين، فتحدَّث إِليهم، وتعاهد معهم، وعندما سأل الخليفة الصِّدِّيق عن المثنَّى؛ قال له قيس بن عاصم المنقريُّ: هذا رجلٌ غير خامل الذِّكر، ولا مجهول النَّسب، ولا ذليل العماد، هذا المثنَّى بن حارثة الشَّيبانيُّ.

وقد أصدر الصِّدِّيق ـ رضي الله عنه ـ أمره إِلى المثنَّى بن حارثة أن يتابع دعوته للعرب في العراق إِلى الحقِّ، وقد اعتبر أنَّ ما قام به المثنَّى من قبل ما هو إِلا الخطوة الأولى في تحرير العراق، وأمَّا الخطوة الحاسمة فهي توجيه خالد بن الوليد ليتولَّى قيادة الجيوش الإِسلامية هناك.

لقد كان أبو بكر الصِّدِّيق ـ رضي الله عنه ـ يغتنم الفرص، ويستنفد الطَّاقات، ويستحثُّ الهمم؛ ليصل من الأعمال المقدَّمة إِلى أعلى النتائج، وكان يسخِّر الطَّاقات الكامنة في الرِّجال، ويوجِّهها لسحق الطُّغيان؛ الذي عشَّش في رؤوس زعماء الكفر، والطُّغيان.

 

للاطلاع على النسخة الأصلية للكتاب راجع الموقع الرسمي للدكتور علي محمد الصلابي


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022