الخميس

1446-03-16

|

2024-9-19

تأملات في الآية الكريمة {وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى}
 
من كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ
 
الحلقة: 286
 
بقلم الدكتور علي محمد الصلابي
 
شوال 1444ه/ مايو 2023م
 

كان ذلك أيضاً في صحف إبراهيم عليه السلام، فالصلاة عماد الدين ونور اليقين وهي الحبل الموصول بين العبد وربه سبحانه وتعالى، فلا غنى عنها، ولا حياة دونها، ولم يسقطها الله سبحانه وتعالى لا عن نبيّ مقرب، ولا عن عبد فقير، ولا عن مريض، ولا كبير، ومن صحف إبراهيم استلم بقية الأنبياء الرسالة، ومارسوا الصلاة بمعناها العام سواء كان المقصود منها الدعاء أو العبادة التوقيفية من القيام والركوع والسجود وتلاوة كلام الله سبحانه وتعالى.
وعندما تكون الصلاة المعنية في قوله سبحانه وتعالى في صحف إبراهيم عليه السّلام {فَصَلَّى} هو الدعاء، فسيكون المعنى قد أفلح من دعاء ربه، والدعاء لبُّ العبادة وأساسها في ملّة إبراهيم عليه السلام، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إن الدعاء هو العبادة،(1) فمن أجل ذلك كان الدعاء يرافق إبراهيم عليه السلام في كل أحواله، وكان إبراهيم في كل أحواله يدعو ربه بأدعية صارت قبساً لاتباع ملته يدعون بها إلى يومنا هذا، وقد حفظ القرآن الكريم لنا ذلك النور الرباني من أدعيته الخاشعة العظيمة .(2)
وأما عندما تكون الصلاة هي العبادة التوفيقية، فقد كان إبراهيم عليه السلام قد دعا بها بقوله: {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي} ]إبراهيم:40[ وهي دعوة جليلة تأتي من أهمية الصلاة، فقد كان قوله إبراهيم عليه السّلام في دعائه ربّه أن يجعله ربه {مُقِيمَ الصَّلَاةِ}، فإقامة الصلاة على مراد الله هو المطلوب، وليس الصلاة فحسب.(3)
 
مراجع الحلقة السادسة و الثمانون بعد المائتين:
(1) سنن الترمذي، رقم (2969)، قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
(2) ملة أبيكم إبراهيم، عبد الستار كريم المرسومي، ص192.
(3) المرجع نفسه، ص193.
 
يمكنكم تحميل كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ
من الموقع الرسمي للدكتور علي الصَّلابي
http://www.alsallabi.com/salabibooksOnePage/27


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022