الخميس

1446-03-16

|

2024-9-19

(التشابه الكبير بين ابراهيم ومحمد عليهما السلام)

من كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ

الحلقة: 295

بقلم الدكتور علي محمد الصلابي

ذو القعدة 1444ه/ مايو 2023م

 

كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أشبه الناس بأبيه إبراهيم- عليه السّلام-، وقد وصف صلّى الله عليه وسلّم الأنبياء الذين رآهم فقال: "رَأَيْتُ مُوسَى: وإذَا هو رَجُلٌ ضَرْبٌ رَجِلٌ، كَأنَّهُ مِن رِجَالِ شَنُوءَةَ، وَرَأَيْتُ عِيسَى، فَإِذَا هو رَجُلٌ رَبْعَةٌ أَحْمَرُ، كَأنَّما خَرَجَ مِن دِيمَاسٍ، وَأَنَا أَشْبَهُ وَلَدِ إِبْرَاهِيمَ صلّى الله عليه وسلّم بِهِ". وقال صلّى الله عليه وسلّم: " أمَّا إبْراهِيمُ فانْظُرُوا إلى صاحِبِكُمْ".(2)

وعن ابن عباس: " أَنَّ قُرَيْشًا، أَتَوُا امْرَأَةً كَاهِنَةً(3) فَقَالُوا لَهَا أَخْبِرِينَا أَشْبَهَنَا أَثَرًا بِصَاحِبِ الْمَقَامِ ‏.‏ فَقَالَتْ إِنْ أَنْتُمْ جَرَرْتُمْ كِسَاءً عَلَى هَذِهِ السِّهْلَةِ ثُمَّ مَشَيْتُمْ عَلَيْهَا أَنْبَأْتُكُمْ ‏.‏ قَالَ فَجَرُّوا كِسَاءً ثُمَّ مَشَى النَّاسُ عَلَيْهَا فَأَبْصَرَتْ أَثَرَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم ‏.‏ فَقَالَتْ هَذَا أَقْرَبُكُمْ إِلَيْهِ شَبَهًا ‏.‏ ثُمَّ مَكَثُوا بَعْدَ ذَلِكَ عِشْرِينَ سَنَةً أَوْ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّدًا صلّى الله عليه وسلّم.(4)

ولهذه القربى وهذا التوافق نرى الحب والقرب بين محمد صلّى الله عليه وسلّم وأبيه إبراهيم، ولذا سمى ابنه إبراهيم باسم أبيه إبراهيم، فقال مبشراً أصحابه: "وُلِدَ ليَ اللَّيلةَ غُلامٌ، فسَمَّيْتُه باسمِ أبي إبراهيمَ".(5)

وكانت عائشة تحلف حيناً بربِّ إبراهيم- عليه السّلام-، وحيناً تحلف برب محمد، فقال لها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "إنِّي لَأَعْرِفُ غَضَبَكِ ورِضَاكِ قالَتْ: قُلتُ: وكيفَ تَعْرِفُ ذَاكَ يا رَسولَ اللَّهِ؟ قالَ: إنَّكِ إذَا كُنْتِ رَاضِيَةً قُلْتِ: بَلَى ورَبِّ مُحَمَّدٍ، وإذَا كُنْتِ سَاخِطَةً قُلْتِ: لا ورَبِّ إبْرَاهِيمَ قالَتْ: قُلتُ: أجَلْ، لَسْتُ أُهَاجِرُ إلَّا اسْمَكَ".(6)

إنها لا تهجر اسمه إلا إلى اسم أبيه إبراهيم- عليه السّلام-، وهو ما تعلم أنه يشعره بغضبها ولا بغضبه، فمحمد صلّى الله عليه وسلّم هو الأقرب إلى إبراهيم وهو الأولى بإبراهيم عليه السّلام.

 

مراجع الحلقة الخامسة والتسعون بعد المائتين:

(1) صحيح البخاري، رقم (3394).

(2) صحيح البخاري، رقم (3355).

(3) المراد بها هنا قصاص الأثر ويسمون القافة.

(4) سنن ابن ماجه، رقم (2350).

(5) صحيح مسلم، رقم (2315).

(6) صحيح البخاري، رقم (6078).

 

يمكنكم تحميل كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ

من الموقع الرسمي للدكتور علي الصَّلابي


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022