الإثنين

1446-03-13

|

2024-9-16

إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ: خلاصات واستنتاجات

الحلقة: 307

بقلم: د. علي محمد الصلابي

ذو القعدة 1444ه/ يونيو 2023م

 

- كان إبراهيم - عليه السّلام - أول مهاجر في سبيل الله، ومعه لوط ابن أخيه وزوجه سارة، وفي هذه الآية الكريمة دليل على أن الفرار بالدين واجب من دار الكفر إلى بلد يتمكن فيه الفارّ بدينه من إقامة دينه، وهذا النوع من الهجرة وجوبه باقٍ بلا خلاف بين العلماء في ذلك.

- كانت الهجرة منطلقاً فعلياً واقعياً وحقيقياً للنجاة والخلاص من كيد الظالمين، وتلك كانت أولى فتوحاتها وأولى رحماتها، ولذلك فإن حياة إبراهيم - عليه السّلام - والتي أراد قومه أن تؤول إلى الاضمحلال والفناء، وسوف تؤول وتصبح حياة بناء وعطاء منذ لحظة الهجرة بالذات؛ لأنّها نجاة من القوم الظالمين وتخليص النفس من آفات معاشرة الكافرين، وسوف تكون كذلك نقطة التأسيس وبداية مشروع البناء لكل الإنجازات الإبراهيمية الكبرى بعد ذلك.

- من الفتوحات في هذه الهجرة توريث إبراهيم - عليه السّلام - وآله من بعده الأرض التي بارك الله فيها للعالمين، كما أن إبراهيم - عليه السّلام - بهجرته كان يتجه نحو القبلة الأولى التي رضيها الله سبحانه للأمة الإبراهيمية الأولى، أبناء إسرائيل يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عليهم صلوات الله وسلامه.

- إنَّ ظهور القبلة الأولى حدث كبير من أحداث الأرض في التاريخ، وهو ليس بالهين ولا البسيط إلا لأولئك الذين لا يرون شيئاً من التدبير الإلهي لتاريخ العالم ولمسيرة الإنسان بالذات فوق الأرض، وأما المؤمنون فيعلمون أن مثل هذا الحدث الجليل يمثل إحدى علامات التاريخ الفارقة والفاصلة ونقطة مهمة من نقاط فهم حقيقة مسيرة الإنسان وخفايا حراك الأمم فوق الأرض.

- دعوات إبراهيم - عليه السّلام - خالية من طلب أي غرض من أغراض هذه الأرض، إنّه دعاء يتجه إلى آفاق أعلى، تحركه مشاعر أصفى، ودعاء القلب الذي عرف الله، فأصبح يحتقر ما عداه والذي ذاق فهو يطلب المزيد، والذي يرجو ويخاف في حدود ما ذاق وما يريد.

 

يمكنكم تحميل كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ

من الموقع الرسمي للدكتور علي الصَّلابي:
http://www.alsallabi.com/salabibooksOnePage/27
 


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022