الإثنين

1446-03-13

|

2024-9-16

إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ: خلاصات واستنتاجات

الحلقة: 309

بقلم الدكتور علي محمد الصلابي

14 ذو القعدة 1444ه/ 10 يونيو 2023م

- إنَّ إبراهيم - عليه السّلام – نبيّ، وإن الله هو الذي يوحي إليه ويوجهه، فالله هو الذي أمره بإرسالها وتسليمها، وعليه أن يطمئن، ولا يقلق فستكون عند الملك في رعاية الله وحفظه، ولن ينال الملك منها شيئاً وكان إبراهيم - عليه السّلام - واثقاً بوعد الله مسلّماً أمره إليه.

- لقد عصم الله سارة من فجور الملك وقدّم لها كرامة بارزة، وقدّم لذلك الفاجر الجبار آية على قوة الله وقدرته وعلى عجز ذلك الجبار، فلما مدّ يده لها أول مرة قبضها الله وعطّلها، فعجز الملك عن تحريكها أو التحكم فيها، فتعجب واستغرب لأنّها أول مرة تحصل معه، وطلب من سارة أن تدعو ربّها ليطلق يده ولن يؤذيها، ولما فعلت ذلك عاود الملك الكرّة مرة ثانية ثم مرة ثالثة، عند ذلك علم الملك أنه ممنوع من الوصول إليها وأيقن بعجزه عن مسّها، وأن هناك قوة أخرى تحفظها وتعصمها وتحميها منه، وهذا هو المراد من الحادثة وهذه هي الحكمة.

- أراد الملك إكرام هذه المرأة المحفوظة العفيفة، فقدم لها إحدى النساء؛ لتكون خادمة لها وجارية عندها وهي هاجر، وأعادها إلى إبراهيم - عليه السّلام - معززة مكرّمة عفيفة مصونة.

- كان إبراهيم - عليه السّلام - أثناء غياب امرأته عند الملك ملتجئاً إلى الله يصلي له ويدعوه ويستنصره، ويطلب منه حفظ وعصمة امرأته، وعادت إليه سارة وهو يصلي، وقد كان هدي محمد صلّى الله عليه وسلّم إذا أحزنه أمر أو وقع في ضيق، يفزع إلى الصلاة.

- كان من دعاء سارة عليها السلام وهي في طريقها إلى الجبار: اللهم إن كنت تعلم أني آمنت بك وبرسولك، وأحصنت فرجي إلّا على زوجي، فلا تسلط عليّ الكافر، فقد استجاب الله لها.

- فرح إبراهيم - عليه السّلام - بعودة سارة، وهو متلهّف متسرّع ليعرف ماذا جرى لها، ولهذا لم ينتظر حتى يفرغ من الصلاة، بل أومأ بيده أثناء الصلاة متسائلاً: مَهْيا؟ ومعنى: "مًهْيا" ما الخبر؟ ولم يتكلم بلسانه لأنه كان في الصلاة وإنما كانت إشارة يده توحي بهذا الاستفهام.

- يتجلى من جواب سارة عليها السلام قوة إيمانها بالله، فقد أسندت الحفظ والرعاية إلى الله، وأعادت الفضل إلى مانحه سبحانه وتعالى، وذلك قولها: ردّ الله كيد الفاجر في نحره، وأخدمَ هاجر.

- يجب الحذر وبيان بطلان ما تدعيه توراة اليهود أن سبب هجرة إبراهيم - عليه السّلام - إلى مصر كانت الأسباب معيشية، حيث إن أرض الشام كانت في ذلك الوقت تتمتع بالخصوبة، والصحيح أن هجرته - عليه السّلام - إلى مصر كانت لأسباب دينية كالدعوة إلى توحيد الله وإفراد العبادة له، كما أن الحالة الدينية في مصر في زمن هجرة الخليل - عليه السّلام - كانت مهيأة لنشر دعوة إبراهيم - عليه السّلام - بين الناس.

يمكنكم تحميل كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ

من الموقع الرسمي للدكتور علي الصَّلابي


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022