الإثنين

1446-10-30

|

2025-4-28

(علاقة عماد الدين زنكي بالأكراد الحميدية)

الحلقة: 42

بقلم: د.علي محمد الصلابي

ربيع الأول 1444 ه/ سبتمبر 2022م

بدأ عماد الدين زنكي يَضمُّ مناطق الأكراد الحميدية بسبب قرب حصونهم من الموصل. وكان الحميديُّون يقومون في كثير من الأحيان بمهاجمة قرى ومزارع الموصل الشرقية، ونهب فلاَّحيها، مما سبَّب قلقاً وخوفاً لفلاَّحي الموصل، وعندما أسـس عماد الدين زنكي إمارة الموصل، أقرَّ الأمير عيسى الحميدي على ولايته، ولم يتعرضه بشيء مما في يده(1).

إلا أنَّ الأمير المذكور سرعان ما خرج على طاعة زنكي لدى حصار الخليفة المسترشد الموصل عام 527 هـ، حيث انضم إليه بجيوشه، وأمده بالقوات، وحشد له عدداً كبيراً من الأكراد، وما إن فشل الحصار وانسحب المسترشد عائداً إلى بغداد حتى بدأ زنكي هجومه على قلاع الحميدية، فحاصرها، وقاتلها قتالاً شديداً، حتى إنه حمل بنفسه على حامية العقر، وصعد في جبلها المرتفع إلى سورها فوصلت طعنته إليه (2)، ثم ما لبث أن استولى عليها عام 527 هـ منهياً بذلك أسباب القلق والخوف التي كانت تسببها هجمات الحميديين على فلاحي الموصل(3)، الأمر الذي أدى ـ ولا ريب ـ إلى عودة ازدهار الحياة الزراعية، والتجارية في المنطقة(4). ونتيجة لضمِّ قلاع الحميدية حقق عماد الدين زنكي هدفين:

الأول: أمَّن المركز العسكري المسيطر على أمن الموصل بفعل ما كانت تشغله الإمارة الحميدية من موقع هام.

الثاني: حصل على موطئءٍ قد مهَّد الطريق أمامه للتوغل في بلاد الأكراد الجبلية.(5)

مراجع الحلقة الثالثة والأربعون:

( ) الكامل في التاريخ نقلاً عن تاريخ الزنكيين في ص 105.

(2) مفرج الكروب (1/55) عماد الدين زنكي ص 105.

(3) الباهر ص 48، عماد الدين زنكي ص 105.

(4) عماد الدين زنكي ص 105.

(5) تاريخ الزنكيين في الموصل وبلاد الشام ص 106.

يمكنكم تحميل كتاب عصر الدولة الزنكية ونجاح المشروع الإسلامي بقيادة نور الدين الشهيد في مقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي

من الموقع الرسمي للدكتور علي الصَّلابي

alsallabi.com/uploads/file/doc/106969.pdf


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022