مولد إبراهيم خليل الله (عليه السلام)
من كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ
الحلقة: 4
بقلم الدكتور علي محمد الصلابي
ذو القعدة 1443 ه/ يونيو 2022م
اختلف المؤرخون وأهل السير من العلماء حول مكان ولادة إبراهيم - عليه السّلام - فقيل ولد بالسوس من أرض الأهواز، وقيل ولد ببابل في العراق ،(1) وقيل في كوش أو كوشا،(2) وقيل في حران، وقال عامة أهل العلم كان مولده في عهد نمرود أو نمرود بن كوش،(3) وقيل أن مولده - عليه السّلام - كان بغوطة دمشق في قرية برزة في جبل قاسيون، وقال ابن عساكر مصححاً ومعلقاً: والصحيح أنه ولد ببابل في مدينة أور، وهذا هو الصحيح المشهور عند أهل السِّير والتاريخ والأخبار،(4) وكان إبراهيم يعيش في الفترة حوالي (1940-1765) قبل الميلاد.(5)
وأما روايات الكتاب المقدس، فتشير إلى مولد إبراهيم - عليه السّلام - في أور،(6) سواء أكانت في منطقة الفرات الأدنى، أو في منطقة الفرات الأعلى في منطقة الجزيرة بين دجلة والفرات.(7)
وكان إبراهيم - عليه السّلام - الابن الوسط لأخوين له هما: هاران وناحور، وهاران والد لوط - عليه السّلام - ومات هاران في حياة أبيه في أرض بابل والصحيح أنه الابن الأكبر لأبيه .(
ولم يَذكر القرآن الكريم مكاناً لمولد إبراهيم - عليه السّلام - ولا تاريخ ولادته، ولا يوجد نص شرعي يحدد لنا على وجه الجزم والتعيين كل هذا، ولذا اختلف المؤرخون حول مكان مولده، واضطربت الروايات في تعيين توقيت الميلاد ومكانه على وجه التحديد، وأكثر المؤرخين من جعله ما بين القرن التاسع عشر والقرن العشرين قبل الميلاد دون تحديد لسنة الميلاد، في حين ذهب البعض إلى تحديد ميلاده - عليه السّلام - على وجه التقريب.
وأما قصة مولد إبراهيم - عليه السّلام - التي ذكرها المؤرخون في أنّها حدثت أيام النمرود، والذي كثرت في زمانه معرفة النجوم التي أدت إلى اكتشاف مسألة مولود سيولد، ويقوم بتسفيه أحلام قومه، وإزالة عبادتهم، فيأمر النمرود - وهو الحاكم - بقتل كل طفل يولد في مملكته، ولما ولد إبراهيم - عليه السّلام - أخفي في مغارة لم يزل فيها إلى أن شبَّ في السن، وخرج من المغارة بعد مكثه فيها أياماً؛ نما فيها وترعرع حتى بلغ سن الشباب، ثم جاء إلى أبيه فَسُّر به، ثم أخذ ينظر متأملاً في آفاق الأرض والعوالم، وما فيها من الدلائل حتى وصل إلى الهداية، وجاءه جبريل - عليه السّلام -حيث بلَّغه رسالة الله تعالى، ثم بدأ بالدعوة في قومه، فهذه القصة التي ذكرها المؤرخون بروايات متعددة لم يتعرض لها القرآن الكريم والكتاب المقدس، ولا السنة المطهرة، وفيها من المتناقضات ما يغني عن ذكرها لعدم التثبت منها.(9)
مراجع الحلقة الرابعة:
( ) منهج إبراهيم عليه السلام في تقرير العقيدة، سعد القحطاني ص13.
(2) القحطاني، المرجع السابق، ص13.
(3) الكامل في التاريخ، ابن الأثير، (1/53).
(4) البداية والنهاية، ابن كثير، (1/161).
(5) دراسات في تاريخ العرب القديم، محمد بيومي مهران، ص189.
(6) الكتاب المقدس، سفر التكوين الإصحاح، 11.
(7) منهج إبراهيم عليه السلام في تقرير العقيدة، سعد القحطاني، ص13.
(8 النبوة والأنبياء، محمد علي الصابوني، ص 148.
(9) منهج إبراهيم عليه السلام في تقرير العقيدة، سعد القحطاني، ص14.
يمكنكم تحميل كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ
من الموقع الرسمي للدكتور علي الصَّلابي