الإثنين

1446-10-30

|

2025-4-28

عبادة الأصنام والملوك زمن إبراهيم عليه السلام

من كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ

الحلقة: 09

بقلم الدكتور علي محمد الصلابي

ذو القعدة 1443 ه/ يونيو 2022م

1-عبادة الأصنام:

كان الناس في زمن نبي الله إبراهيم الخليل - عليه السّلام - يعبدون الأصنام والأوثان من دون الله عزّ وجل، حيث كانوا يقومون بالعبادة والتقديس لها، وذلك بأداء الصلوات وتقديم الأضاحي والقرابين وطقوس العبادة المختلفة؛ لاعتقادهم بأن هذه الأوثان آلهة للناس تتصرف في أمورهم، وأنها مصدر الخصب والرزق والحياة غير أنهم يرون أن هذه الآلهة صغيرة تابعة لربٍّ واحد أكبر يمتد سلطانه إلى الكون بأسره، وكانوا يخصصون لتلك الأصنام المعابد أو البيوت الخاصة لتقديم مراسيم للطاعة والعبادة أو التقديس لها بشكل فردي وبشكل جماعي، كما كان لكل فرد من أفراد الأسرة صنمٌ خاص به.(1)

وقد ذكر عباس العقاد نقلاً عن "وولي" في كتابه عن إبراهيم - عليه السّلام -: إنَّ الآلهة عند السومريين على ما يظهر ثلاث طبقات: الآلهة العظيمة التي تخصص لها هياكل الدولة والآلهة التي دونها وهي التي تقام لها المعابد في مسلك الطرق ودون ذلك آلهة الأسرة، والأغلب على الآلهة العظيمة أنّها كانت تشخص قوى الطبيعة كالشمس والقمر والماء والأرض والنضال والخصب والموت. وقد كانت لها أقاليم تغلب العبادة لكل منهما على إقليم، ومن ثم لا يفرض الولاء الكامل له من غير الإقليم.(2)

وكان قوم إبراهيم - عليه السّلام - ينسبون إلى معبوداتهم صفات البشر، والتي لا تختلف عنها إلا أنّها أكثر تجريداً وكمالاً، كما كانت ثياب الآلهة كثياب البشر، ولكن ثياب الآلهة أبهى من ثياب الأمراء، ويصدر عنها بريق يخطف الأبصار، وللآلهة أُسر وأسلحة، وصراعها كصراع الناس، ولكنه بالطبع على نطاق أعظم وأهول، كما كانوا يميزون آلهتهم عن البشر بالخلود، وبأنهم كانوا خيرين دائماً، ولم يكن الشرُّ من عملهم، بل من أرواح خبيثة تفوق البشر؛ ولكنها دون الآلهة.

ومن أشهر المعبودات التي كان يعبدها قوم إبراهيم - عليه السّلام - وهو ما يعرف بالثالوث الأعظم الذي يتكون من: أنو، وإنليل، وإيا .(3)

2-عبادة الملوك:

من العبادات التي كانت سائدة في قوم إبراهيم - عليه السّلام – عبادة وتقديس الملوك، حيث كانوا يعتقدون فيهم القدرة على الخلق والإماتة، وأن بيدهم النفع والضر والسعادة والشقاوة، أما عن سبب نشأة هذه العبادة فيهم، فهو نتيجة لاعتقادهم بأن الملوك الأوائل الذين حكموا بعد الطوفان، قد هبطوا من السماء إلى الأرض أو من الملوك الذين ادعوا الألوهية الملك الطاغية الذي جادل إبراهيم عليه السّلام.(4)

وقد بلغ من مظاهر تقديسهم وتعظيمهم لملوكهم أن الملك إذا مات كانوا يدفنون معه حاشيته ووزراءه، كما دلَّت على ذلك الأحافير، ولهذا يعتقد "وولي" في كتابه "أور الكلدانيين" أنهم كانوا يتجرعون باختيارهم عقاراً ساماً يخدرهم ويميتهم؛ لإيمانهم بالانتقال مع الملوك الأرباب إلى حالة في السماء، كحالتهم في الحياة الأرضية. (5)

مراجع الحلقة التاسعة:

( ) إبراهيم عليه السلام في أسفار اليهود "عرض ونقد"، فاطمة بنت خالد ردمان، ص59.

(2) إبراهيم أبو الأنبياء، عباس محمود العقاد، ص161.

(3) دراسات تاريخية من القرآن الكريم، محمد بيومي مهران، (4/106،105).

(4) إبراهيم عليه السلام في أسفار اليهود "عرض ونقد"، فاطمة بنت خالد ردمان، ص60.

(5) إبراهيم أبو الأنبياء، عباس محمود العقاد، ص163.

يمكنكم تحميل كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ

من الموقع الرسمي للدكتور علي الصَّلابي

http://alsallabi.com/uploads/books/16228097650.pdf


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022