الأحد

1446-10-29

|

2025-4-27

عبادة الكواكب والنجوم في فترة إبراهيم خليل الله (عليه السلام)

من كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ

الحلقة: 8

بقلم الدكتور علي محمد الصلابي

ذو القعدة 1443 ه/ يونيو 2022م

كان قوم إبراهيم الخليل - عليه السّلام - يعبدون النجوم والكواكب والأجرام السماوية، إذ كان لفرقة الصابئة اعتقاد خاص بتقديس الكواكب والنجوم، والتوجه لهما بالعبادة، حيث كانوا يضعون الأصنام في المعابد كرموز في الأرض لتلك الكواكب السماوية، ثم يقومون بتأدية الطقوس الدينية أمامها، مثل الأدعية والصلوات وتقديم القرابين والنذور وغيرها من الطقوس.(1)

يقول ابن كثير عن معتقدات قوم إبراهيم - عليه السّلام-: "وكانوا يعبدون الكواكب السبعة والذين عمروا مدينة دمشق كانوا على هذا الدين، يستقبلون القطب الشمالي ويعبدون الكواكب السبعة بأنواع من الفعال والمقال، ولهذا كان على كل باب من أبواب دمشق السبعة القديمة هيكل لكوكب منها، ويعملون لها أعياد وقرابين، وهكذا كان أهل حرَّان يعبدون الكواكب والأصنام وكل من كان على وجه الأرض كانوا كفاراً، سوى إبراهيم الخليل وامرأته وابن أخيه لوط عليه السّلام".(2)

هذا، ولم تكن عبادتهم للكواكب عبادة للإله العظيم، بل كانوا يعتقدون أن الكواكب لها إله خلقها وقدر لها منازلها في السماء، حيث يقول العقّاد عن قوم إبراهيم عليه السّلام: إنهم كانوا يُؤمنون بإله عظيم، وهو من خلق الآلهة الصغيرة، وقدر لها منازلها في السماء، وهذه الآلهة الصغيرة هي الأجرام العلوية وأشهرها القمر، وقد عمت عبادته بلاد الساميين "خاصة العرب الأوائل" من وادي النهرين إلى سيناء ويسمونه سين، وكان له اسم علم في وادي النهرين هو "نانار"، وهو الذي يتوجهون إليه بالعبادة، وكان له مركز في مدينة أور - بلد الخليل إبراهيم-، ومركز في شمال العراق ومعه هناك إله آخر يسمونه مردوخ، أو المريخ وكانوا يرفعون الصروح لرصد الكواكب ومن أشهر الكواكب المعبودة بعد القمر كوكب الزهرة "عشتار" وكوكب المريخ "مردوخ"، وينسبون إلى الزهرة أنّها ربة الحب؛ لتألقها وزهوها وتقلب أحوالها وينسبون إلى المريخ أنه رب الحرب لاحمرار لونه كلون الدماء على أنهم عبدوا الشمس قديماً باسم "شماس" وإن لم تكن عبادتها عامة بينهم كعموم عبادة القمر .(3)

وكان يمثل القمر الإله "سين"، ويمثل الشمس الإله "شمش"، وكذلك الزهرة والتي تعرف باسم "عشتار"، ويمثل كوكب المريخ الإله "مردوك" أو "مردوخ" .(4)

مراجع الحلقة الثامنة:

( ) إبراهيم عليه السلام في أسفار اليهود "عرض ونقد"، فاطمة بنت خالد ردمان، ص56.

(2)قصص الأنبياء في رحاب الكون، د. عبد الحليم محمود، ص.ص 117، 118.

(3) إبراهيم عليه السلام في أسفار اليهود "عرض ونقد"، فاطمة بنت خالد ردمان، ص58.

(4) المرجع نفسه، ص58.

يمكنكم تحميل كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ

من الموقع الرسمي للدكتور علي الصَّلابي

http://alsallabi.com/uploads/books/16228097650.pdf


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022