الإثنين

1446-10-30

|

2025-4-28

تعليق القلوب والأرواح بالانتظام في سلك الأنبياء والمرسلين

من كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ

الحلقة: 31

بقلم الدكتور علي محمد الصلابي

ذو الحجة 1443 ه/ يوليو 2022م

لعلَّ في دراسة حياة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام - بصدق ورغبة في اتباع هديهم - سبيلاً إلى الانتظام في سلكهم والسير في قافلتهم المباركة، ويُريد الله عزّ وجل أن يُلحق من اتبعهم بركبهم الميمون، وأن يحشرهم في زمرتهم، فيصدق قول الله تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا (70)} ]النساء:69-70[.

نسأله سبحانه أن يفيض علينا رضاه وجنته وأن يُنعم علينا باللحاق في هذه الصفوة المباركة باتباعنا لهم، وحُبنا إياهم، وإن قَصُرت أعمالنا وأحوالنا عنهم كثيراً، فعن أنس رضي الله عنه: أن رجلاً سأل الرسول (صلّى الله عليه وسلّم) عن الساعة، فقال: متى الساعة؟ قال: وما أعددت لها؟ قال: لا شيء إلا أني أحب الله ورسوله، فقال: أنت مع من أحببت، قال أنس: فأنا أحب النبي (صلّى الله عليه وسلّم) وأبا بكر وعمر، وأرجو أن أكون معهم بحبي إياهم، وإن لم أعمل أعمالهم.

ويعلّق الشيخ السعدي (رحمه الله تعالى) على صفات عباد الرحمن الواردة في آخر سورة الفرقان ورسل الله - عليهم الصلاة والسلام - أولى من تصدق عليهم هذه الصفات، فيقول: ما أعلى هذه الصفات، وأرفع هذه الهمم، وأجلّ هذه المطالب، وأزكى تلك النفوس، وأطهر تلك القلوب، وأصفى هؤلاء الصفوة، وأنقى هؤلاء السادة.. ولله منّة الله على عباده أن بيّن لهم أوصافهم ونعت لهم هيئاتهم، وبيّن لهم هممهم، وأوضح لهم أجورهم، ليشتاقوا إلى الاتصاف بهم، ويبذلوا جهدهم في ذلك، ويسألوا الذي منّ عليهم وأكرمهم –الذي فضله في كل مكان وزمان وفي كل وقت وأوان- أن يهديهم كما هداهم ويتولاهم بتربيته الخاصة كما تولّاهم، فاللهم لك الحمد وإليك المشتكى وأنت المستعان وبك المستعان ولا حول ولا قوة إلا بك، لا نملك لأنفسنا نفعاً ولا ضرّاً ولا نقدر على مثقال ذرة من الخير إن لم تيسّر ذلك لنا، فإنّا ضعفاء عاجزون من كل وجه، نشهد أنك إن وكلتنا إلى أنفسنا طرفة عين وكلتنا إلى ضعف وعجز وخطيئة، فلا نثق يا ربنا إلا برحمتك التي بها خلقتنا ورزقتنا وأنعمت علينا بما أنعمت من النعم الظاهرة والباطنة، فارحمنا رحمة تغنينا بها عن رحمة من سواك، فلا خاب من سألك ورجاك.

مراجع الحلقة الواحدة والثلاثون:

(( صحيح البخاري، رقم (6167).

(2) تفسير السعدي "تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان"، (3/455).

يمكنكم تحميل كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ

من الموقع الرسمي للدكتور علي الصَّلابي

http://alsallabi.com/uploads/books/16228097650.pdf


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022