خصائص الأنبياء والمرسلين (2)
من كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ
الحلقة: 34
بقلم الدكتور علي محمد الصلابي
ذو الحجة 1443 ه/ يوليو 2022م
1-تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم:
عن أنس رضي الله عنه في حديث الإسراء: "والنبي نائمة عيناه ولا ينام قلبه، وكذلك الأنبياء تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم" .(1)
وقد صحّ عنه (صلّى الله عليه وسلّم) أنه قال: إنّا معاشر الأنبياء تنام أعيننا، ولا تنام قلوبنا ، (2)ويَنبَني على هذه الخاصّيّة أن رؤيا الأنبياء حقّ ووحي يُتّبع .(3)
2-تخييرهم عند الموت:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) يقول: "ما من نبيّ يمرض إلا خُيّر بين الدنيا والآخرة"،(4) وسُمع النبي (صلّى الله عليه وسلّم) في شكواه التي قُبض فيها يقول: "مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين". (5)
3-يُقبر النبي حيث يموت:
صحّ عنه (صلّى الله عليه وسلّم) قوله: "لم يُقبر نبيّ إلا حيث يموت"،(6) ولهذا فإن الصحابة - رضي الله عنهم - دفنوا الرّسول (صلّى الله عليه وسلّم) في حجرة عائشة رضي الله عنها حيث قُبض .(7)
4-لا تأكل الأرض أجسادهم:
أكرم الله عزّ وجل أنبيائه ورسله عليهم الصلاة والسلام، فمهما طال الزّمان وتقادم العهد تبقى أجسادهم محفوظة من البَلى، وهذا قد ثبت عنه (صلّى الله عليه وسلّم) في قوله: "إنَّ الله حرّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء".(8
5-أحياء في قبورهم:
صحّ عنه (صلّى الله عليه وسلّم) أنه قال: "الأنبياء أحياء في قبورهم يصلّون"،(9) كما ثبت عنه (صلّى الله عليه وسلّم) أنه قال: "مررت على موسى ليلة أُسريَ بي عند الكثيب الأحمر، وهو قائم يصلي في قبره .(10)
وأمّا عن كيفية هذه الحياة، فهذا أمر غيبيّ لا مجال للعقل فيه، فما دام أنه صح عن رسول الله عليه وسلم فيجب الإيمان به من غير تكييف، ولكن مع إيماننا بأنها حياة برزخية ليست كحياتهم التي عاشوها في الدنيا، فلا يجوز سؤالهم في قبورهم، ولا طلب المدد منهم فإنهم لا ينفعون ولا يضرّون، قال تعالى: {وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ..} ]يونس:106[.
مراجع الحلقة الرابعة والثلاثون:
(( صحيح البخاري، كـ المناقب، رقم (3570).
(2) الطبقات، محمد بن سعد بن منيع الزهري، تحقيق: علي محمد عمر، مكتبة الخانجي للطباعة، القاهرة، ط1، 1421ه، 2001م، (1/171)؛ ويُنظر: سلسلة الأحاديث الصحيحة، الألباني، مكتبة المعارف للنشر والتوزيع، الرياض، السعودية، 1415هـ - 1995م، رقم (1705).
(3) وقفات تربوية في ضوء القرآن الكريم، عبد العزيز ناصر الجليل، (3/33).
(4) صحيح البخاري، رقم (4586).
(5) المرجع نفسه، رقم (4586).
(6) صحيح الجامع الصغير وزيادته الفتح الكبير، الألباني، رقم (5201).
(7) وقفات تربوية في ضوء القرآن الكريم، عبد العزيز ناصر الجليل، (3/34).
(8 صحيح سنن أبي داود، الألباني، دار المعارف للنشر والتوزيع، الرياض، السعودية، ط1، 1419ه، 1998م، رقم (925).
(9) سلسلة الأحاديث الصحيحة، الألباني، رقم (621).
(10) صحيح مسلم، كـ الفضائل، رقم (2375).
يمكنكم تحميل كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ
من الموقع الرسمي للدكتور علي الصَّلابي
