الثلاثاء

1446-11-01

|

2025-4-29

تأملات في الآية الكريمة: {قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ}

من كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ

الحلقة: 105

بقلم الدكتور علي محمد الصلابي

ربيع الأول 1444ه / أكتوبر 2022م

 

لقد اعترفوا في جوابهم أنهم يعبدون آلهة أصناماً من دون الله، ولم يقفوا عند حدّ المسؤول عنها، بل تجاوزوه بقولهم: {فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ} أي مقيمين على عبادتها ودعائها، وهنا العكوف فكري ومعنوي؛ لأن العبادة للأصنام موسمية وليست يومية، وإنهم يدأبون على عبادتهم لأصنامهم من دون الله، وهذه الزيادة عن جواب السؤال؛ ليظهروا ما في نفوسهم الخبيثة من الابتهاج والافتخار(1).

وفي قوله تعالى: {فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ} هنا إشارة منهم لإبراهيم - عليه السلام - أنهم سيبقون متمسكين بتلك الأصنام، بغض النظر عما ستؤول إليه نتيجة الحوار بينهم وبين إبراهيم - عليه السّلام -(2)، وأنهم سيدافعون عنها، ويقاومون من يخرج عن عبادتها؛ فقد أخلصوا أنفسهم لحرب من يعاديها ويتطاول عليها والترصد لمن يسيء إليها، وذلك ينسجم مع وجود اللام {فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ}(3).

وكأن الخليل إبراهيم - عليه السّلام - كان ينتظر هذه الإجابة، فبدأ بالرد المنطقي والحوار العملي والحجة البالغة(4).

 

مراجع الحلقة الخامسة بعد المائة:

(1) البحر المحيط في التفسير، أبو حيّان الأندلسي، (7/22-23)، تفسير الزمخشري "الكشّاف عن حقائق غوامض التنزيل"، الرمخشـري، (2/116).

(2) ملة أبيكم إبراهيم، عبد الستار كريم المرسومي، ص32.

(3) الحوار في قصة الخليل عليه السلام في القرآن دروس وعبر، محمود سعد عبد الحميد شمس، ص359.

(4) ملة أبيكم إبراهيم، عبد الستار كريم المرسومي، ص32.

يمكنكم تحميل كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ

من الموقع الرسمي للدكتور علي الصَّلابي

http://alsallabi.com/uploads/books/16228097650.pdf


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022