من كتاب مع الله
(الله السيد)
مع فضيلة الشيخ الدكتور سلمان العودة (حفظه الله)
الحلقة: 87
ربيع الأول 1442ه/ أكتوبر 2020م
«السَّيد» هو الذي فاق غيره بالحلم، والمال، والدفع والنفع، والمعطي ما له في حقوقه.
قال عكرمة: «السيد: الذي لا يغلبه غضبه».
و«السَّيد»: هو الكريم، والملك، والرئيس، والسخي.
وسيد العبد: مولاه، وسيد المرأة: زوجها، قال تعالى: ﴿وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ﴾ [يوسف: 25].
وقد ورد هذا الاسم «السيد» في السنة المطهرة، من حديث عبد الله بن الشِّخِّير رضي الله عنه قال: انطلقت في وفد بني عامر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا: أنت سيدنا. فقال: «السيد الله تبارك وتعالى».
والله سبحانه وتعالى هو «السيد»، أي: أن السُّؤدد حقيقة لله عز وجل، والخلق كلهم عبيد له، والخلق محتاجون إليه بالإطلاق، فهو سبحانه مالك الخلق السيد الذي تَحِقُّ له السيادة.
وهو الإِلهُ السَّيدُ الصَّمدُ الَّذِي *** صَمَدَتْ إليه الخلقُ بالإذعانِ
الكاملُ الأوصافِ من كل الوجو *** ه كمالُه ما فيه من نقصان
فسبحان السيد المالك، والمولى والرب، الذي كَمُل سؤدده وشرفه، والعظيم الذي كَمُل في عظمته، والحليم الذي كمُل في حلمه، والغني الذي كَمُل في غناه وجبروته وحكمته.
السيد الذي كمل في أنواع الشرف والسؤدد، وتلك صفات لا تنبغي إلا لله وحده لا شريك له.
وقد وصف الله عز وجل نبيَّه يحيى بقوله: ﴿وَسَيِّدًا وَحَصُورًا﴾ [آل عمران: 39]؛ فإنه سبحانه لم يُرِد بالسيد هنا: المالك المطلق كما هو في حقه سبحانه، وإنما أراد: الرئيس، والإمامة في الخير.
والعرب تقول: (فلان سيدنا)، أي: رئيسنا وكبيرنا.
وقد كره النبي صلى الله عليه وسلم- كما تقدم- منهم قولهم: «أنت سيدنا»؛ لكراهته أن يمدح في وجهه، ومحبته للتواضع، وإلا فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقوم سعد بن معاذ رضي الله عنه: «قوموا إلى سيدكم». وقال صلى الله عليه وسلم: «أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، ولا فخر».
يمكنكم تحميل كتاب مع الله للدكتور سلمان العودة (حفظه الله) من الموقع الرسمي للدكتور علي الصَّلابي على الرابط التالي :