الثلاثاء

1446-07-14

|

2025-1-14

من كتاب مع الله
(الله الرفيق)
مع فضيلة الشيخ الدكتور سلمان العودة (حفظه الله)
الحلقة: 83
صفر 1442ه/ أكتوبر 2020م
 
 
الرفق: ضد العنف، وهو لين الجانب ولطافة الفعل. والمِرْفَق: ما استُعين به.
وفي القرآن الكريم قوله تعالى: ﴿وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا﴾ [الكهف: 16].
وقد ورد هذا الاسم الشريف «الرفيق» في حديث عائشة رضي الله عنها- كما في الصحيح- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يا عائشة إن الله رفيق، يحب الرفق في الأمر كله». وذلك عندما دخل الرهط من اليهود على النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا: «السام عليك». فقالت: «بل عليكم السام واللعنة».
وفي مرضه صلى الله عليه وسلم الذي مات فيه جعل يقول: «في الرفيق الأعلى». وفي رواية: أنه رفع يده أو أصبعه ثم قال: «في الرفيق الأعلى».
فهو سبحانه «الرفيق» على ما يليق المعنى بجلاله تعالى، فهو كثير الرفق والإرفاق، وهو المعطِي لما يُرتفق به، وهو الميسِّر والمسهِّل لأسباب الخير كلها.
فمن رِفْقِه سبحانه: أن يَسَّرَ القرآن للحفظ، وهو أعظم الرفق!
وهو الرفيق الحليم، إذ الرفق يأتي بمعنى: التمهُّل في الأمور والتأنِّي فيها، فهو سبحانه يرفُق بعباده، ولا يُعجِّل العقوبة لعُصاته؛ ليتوب مَنْ سبقت له منه الحسنى، ويشقى مَنْ سبقت له الشقاوة.
وهو سبحانه «الرفيق»؛ أي: ليس بعجول، وإنما يعجل من يخاف الفوت، فأما من كانت الأشياء في قبضته وملكه، فلا يعجل فيها.
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله رفيق» تصريح بتسميته سبحانه بـ «الرفيق».
ولا يوصف الله سبحانه إلا بما سمَّى به نفسه في كتابه، أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، أو أجمعت الأمة عليه.
وهو سبحانه تعالى رفيق بعباده، قريب منهم، يحب أهل الرفق والتسهيل والمسامحة.
وفي الحديث السابق: «يُعطي على الرفق ما لا يُعطي على العنف، وما لا يُعطي على سواه».
ومن رفقه سبحانه: أن رَأَف بعباده ورَحِمهم شرعًا وقدرًا، وهذا مما لا يُحصى ولا يُعَدُّ.
ومن رفقه سبحانه بعباده: أن أحب الرفق منهم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الرفق لا يكون في شيء إلا زَانَهُ، ولا يُنْزَعُ من شيء إلا شَانَهُ».
وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ يُحْرَمِ الرفقَ يُحْرَمِ الخيرَ». فينبغي لكل مسلم أن يكون رفيقًا في أموره، غير عاجل فيها، مستشعِرًا لمعاني اسم الله عز وجل «الرفيق»، وسلوك النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه كان أرفق الناس بأمته وأرحمهم بها.
وأولى الناس بهذا المعنى هم الدَّالُّون على الله من أهل العلم والدعوة، والخطابة والتربية، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتعليم من الرجال والنساء، وممن تَعْرِضُ لهم المثيرات، فإيمانهم بربهم، وبأنه رفيق يحب الرفق حتى مع المخالفين والمستفزِّين، يحملهم على التَّطَبُّع بالرفق والسماحة والرحمة والصبر.
 
يمكنكم تحميل كتاب مع الله للدكتور سلمان العودة (حفظه الله) من الموقع الرسمي للدكتور علي الصلابي على الرابط التالي :


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022