فريضة كل مسلم (4)
الحلقة 105 من كتاب
مع المصطفى صلى الله عليه وسلم
بقلم: فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة (فرج الله عنه)
رجب 1443 هــ / فبراير 2022
علوم الطب:
يطول العجب حينما تسمع قول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَا أَنْزَلَ الله عز وجل دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ دَوَاءً، عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ». وفي بعض الألفاظ: «إِذَا أُصِيبَ دَوَاءُ الدَّاءِ بَرَأَ بِإِذْنِ اللهِ عز وجل».
هذا الحديث يوحي للإنسان أن أي مرض له دواء، وليس هناك شيء يستعصى علاجه، حتى الأمراض التي ما زال العلم حائرًا دون الوصول إلى علاجات حاسمة لها، فإن الحديث يدل بشكل قاطع على أن لها علاجات، لكن متى يستطيع الناس اكتشافها؟
أعتقد أن هذه الإشارة النبوية العظيمة توجيه للمسلمين ليبحثوا في الطب والعلاجات والأمراض، وأشياء كثيرة جدًّا من مقتضيات الحياة الإنسانية على ظهر هذه الأرض.
إن الكلام ليس في الطب فقط، بل جميع ألوان العلوم الدنيوية في الكون وقوانين الطبيعة التي وضعها الله تعالى في الكون وسلطنا عليها، ومنحنا العقول القادرة على الاكتشاف والتوظيف، أين المسلمون منها؟ لماذا تكون هذه العلوم حكرًا بأيدي أمم الغرب، والمسلمون بعيدون عنها؟! هل يجوز أن نقول: إن الغرب يحرمنا من العلم أو من التقنية؟
إن هذا الكلام غير مقبول أبدًا، فإن الغرب حتى لو حرمنا منها فإننا نستطيع أن نصل إليها، فهذه اليابان التي خرجت من حرب عالمية مكسورة مهزومة، استطاعت أن تتجاوز كثيرًا من الصعاب، وتصل إلى مستوى من العلم والتقدم عظيم، بل وتنافس أقوى أمم الأرض اليوم رغم أن الغرب لو استطاع لحجب عنها هذه التقنية.
إن الأمر كما قال ربنا سبحانه: ﴿قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ﴾ [آل عمران: 165]. وحينما تتوفر الإرادة الصادقة لدينا في تحصيل العلوم، ونستشعر معنى أن يكون أول أمر رباني لنبينا ولنا نحن من ورائه: (اقْرَأْ) سوف نستطيع أن نصل إلى هذه العلوم ونمتلك ناصيتها.
رابط تحميل كتاب مع المصطفى صلى الله عليه وسلم
http://alsallabi.com/books/view/506
كما ويمكنكم تحميل جميع مؤلفات فضيلة الدكتور سلمان العودة من موقع الدكتور علي الصَّلابي الرسمي