فريضة كل مسلم (1)
الحلقة 102 من كتاب
مع المصطفى صلى الله عليه وسلم
بقلم: فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة (فرج الله عنه)
رجب 1443 هــ / فبراير 2022
- قبل البعثة:
لحظة تاريخية كبيرة تكتب في تاريخ الإنسانية كلها بخط أبيض لماح، كالشعاع في إشراقه وضوئه، إنها لحظة النبوة.
ذِكْرَى مِنَ الْغَيْبِ أَلْقَتْ فِي فمِ الْغارِ *** وَحْيًا وَجاءَتْ إلَى الدُّنْيَا بأسْرَارِ
ذِكْرَى النُّبوَّةِ طَافَتْ فِي الدُّنَا سَحَرًا *** وَأَعْلَنْتُ فِي الرُّبَى مِيلادَ أنْــوَارِ
كان النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة يخرج كل عام إلى غار حراء فيتحنث ويتعبد الليالي ذوات العدد ثم يرجع إلى منزله فيتزود بمثلها.
هذا النبي الكريم المختار في زمن الجاهلية اختاره ربه وحماه وحفظه، فلم يأت شيئًا مما كان يأتيه أهل الجاهلية، ولم يصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه تمسح بصنم، ولا طاف به، ولا ذبح له، ولا حضر أماكن اللهو التي كان شباب مكة يرتادونها، ولم يشاركهم سهراتهم التي كانوا يحيونها.
لقد كان صلى الله عليه وسلم أطهر من الطهر، وأصفى من الصفاء، وأنقى من النقاء، كانت فطرته صلى الله عليه وسلم تأبى كل ما لا يتفق مع هذا المعنى الجميل الكريم.
لقد حفظه ربه وأعده، فها هو صلى الله عليه وسلم يستشعر معنى الألوهية، ويخرج ويبتعد عن الناس فيما يشبه الاعتكاف، فيجلس في غار حراء الليالي ذوات العدد، يعبد ربه على دين الحنيفية، يصلي ويسبح، ويستغفر ويذكر ربه عز وجل، وفق ما كان يستطيع آنذاك.
كان محمد صلى الله عليه وسلم يذهب حثيثًا إلى هذا الغار، ويمكث فيه بعيدًا عن الناس، يناجي ربه، ويجدد صفاء قلبه، ويبتعد عن ضوضاء الحياة، فلم يكن يروق له ما في مكة من عبادة الأوثان التي كانت تحيط بالكعبة، ومن الوثنية والأخلاق المنحطة، ومن الظلم والعدوان، فكان يفر من هذا أيامًا معدودات، ويظل يتعبد ويتحنث في غار حراء بعيدًا عن الناس.
رابط تحميل كتاب مع المصطفى صلى الله عليه وسلم
http://alsallabi.com/books/view/506
كما ويمكنكم تحميل جميع مؤلفات فضيلة الدكتور سلمان العودة من موقع الدكتور علي الصَّلابي الرسمي