الجمعة

1446-06-26

|

2024-12-27

إلى العلم (1)

الحلقة 106 من كتاب

مع المصطفى صلى الله عليه وسلم

بقلم: فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة (فرج الله عنه)

رجب 1443 هــ / فبراير 2022

 

- العلم المؤمن:

يقول الله تعالى:﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾ [العلق: 1]. كان هذا هو النداء العلوي الأول في أذن الرسول صلى الله عليه وسلم، وهنا نلاحظ أن الله تعالى حينما أمر بالقراءة ربطها باسمه العظيم فقال: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ﴾.

إذًا: هذا العلم الذي يدعو إليه ربنا سبحانه ليس علمًا ماديًّا منفلت الضوابط.

ليس علمًا يبرز عند الإنسان التمرد على الله سبحانه وتعالى وعلى آياته ورسله.

ليس علمًا يدعو إلى تدمير الحياة البشرية، أو التلاعب بها مما يأتي بمردود عكسي على الإنسان ذاته.

ليس علمًا يدعو إلى اختراع المزيد من الأسلحة الذكية والمدمرة التي تقضي على الإنسان، وربما تحافظ على المباني والمنشآت، بينما تقوم بتدمير الإنسان الذي هو سيد هذه المخلوقات، مع أن المفترض أن يكون السعي لحمايته، وأن يكون الانطلاق لرفاهيته لا لتدميره والقضاء عليه.

إن العلم المنطلق من الشريعة والدين هو علم لمصلحة الإنسان ولرفاهيته ولتقريبه من ربه عز وجل، ولقد رأينا الإنسان الذي حصل على العلم بعيدًا عن هداية السماء كيف استطاع أن يصل إلى الفضاء، وأن يضع قدمه على القمر دون أن يستطيع أن يعرف طريقه في الأرض، وكيف أن هذا الإنسان أصبح يفر من ذاته، وأصبحت أعلى نسبة للانتحار والدمار، والكآبة والبؤس توجد في أكثر بلاد العالم تقدمًا ورفاهيةً، ورقيًّا في المستوى الاقتصادي والمادي ودخل الفرد.

حينما يرتبط العلم بالله سبحانه وتعالى يكون علمًا نافعًا للإنسان، سواء في أموره الدنيوية ومصالحه العاجلة أو في ربط قلبه بربه عز وجل، حيث إن هذا العلم ليس تمردًا على الله كما تعتقد الأساطير اليونانية، التي تعتبر أن الإله- كما يزعمون- قد خزن العلم وحرم الناس منه، وأن الناس استطاعوا أن يكسروا هذه الخزائن ويحصلوا على العلم، فكأن حصولهم على العلم تمرد على إرادة الرب، بينما في شريعة الإسلام نجد النقيض تمامًا، فربنا سبحانه هو الذي يأمر الإنسان بالعلم، ويسلطه على هذا الكون، ويحثه على استخراج آياته وعبره، ونواميسه وقوانينه، والانتفاع بها وتوظيفها لخدمته.

 

رابط تحميل كتاب مع المصطفى صلى الله عليه وسلم

http://alsallabi.com/books/view/506

كما ويمكنكم تحميل جميع مؤلفات فضيلة الدكتور سلمان العودة من موقع الدكتور علي الصَّلابي الرسمي

http://alsallabi.com/books/7


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022