حفظ العورات (1)
الحلقة 127 من كتاب
مع المصطفى صلى الله عليه وسلم
بقلم: فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة (فرج الله عنه)
تاريخ النشر: شعبان 1443 هــ / مارس 2022
- محفوظ قبل النبوة:
في «الصحيح» عن جابر رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينقل معهم الحجارة للكعبة وعليه إزاره، فقال له العباس عمه: يا ابن أخي، لو حللت إزارك فجعلت على منكبيك دون الحجارة. قال: فحله فجعله على منكبيه فسقط مغشيًّا عليه، فما رُئِيَ بعد ذلك عُريانًا صلى الله عليه وسلم.
هذا الأمر كان في الجاهلية، وهو من حفظ الله للنبي صلى الله عليه وسلم، وقد ورد في غير ما رواية في السنة النبوية أنه صلى الله عليه وسلم لم يقارف شيئًا مما كان يعمله الشبان مثله في الجاهلية، فقد عصمه ربه جل وتعالى بعصمة النبوة فيما بعد، فلم يقارف شيئًا من ذلك، ولم يشرب ولم يجالس، لقد حفظه الله تعالى في الجاهلية، فكان يميل إلى التعبد والتدين، والذكر والإحسان، والمعاني الراقية الجليلة، ويرفع نفسه عما سوى ذلك، فكان هذا من حفظ الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم في طهارة ونقاء عرضه وحسن الأحدوثة عنه.
ثم معنى آخر في هذا الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم خر على الأرض؛ لأنه لم يتعود أن يُرى من عورته شيء، فلم يُرَ عُريانًا بعد ذلك قط، وقد كانت قريش تتساهل في ذلك، ولا ترى به بأسًا في المناسبات وأحيانًا في الطواف وغير ذلك، فقد كانوا يطوفون بالبيت عُراة؛ لأنهم يقولون: لا نطوف بثياب عصينا الله تعالى فيها. أما النبي صلى الله عليه وسلم فما كان يوافقهم على ذلك، ولا يقرهم عليه حتى في الجاهلية، فقد حفظه ربه.
رابط تحميل كتاب مع المصطفى صلى الله عليه وسلم
http://alsallabi.com/books/view/506
كما ويمكنكم تحميل جميع مؤلفات فضيلة الدكتور سلمان العودة من موقع الدكتور علي الصَّلابي الرسمي