السبت

1446-06-27

|

2024-12-28

(اختلاف نسب الأئمة)

اقتباسات من كتاب "مع الأئمة" لمؤلفه الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة (فرج الله عنه)

الحلقة: الحادية والعشرون

09 ذو القعدة 1443ه/08 يونيو 2022م

كان من الأئمة مَن هو عربي الأَرُومةِ، كمالك والشافعي وأحمد، فمالك: أَصْبَحي حِمْيَري، من قبائل اليمن، والشافعي: قرشي مُطَّلِبي، من بني المُطَّلِب بن عبد مناف، وأحمد: شَيْبَاني ذُهْلي، من بَكْر بن وائل.

وكان أبو حنيفة من أبناء فارس، وقيل: إنه من كابُل، وقيل: من تِرْمِذ أو نَسَا، ولم تكن مسألة النَّسب عندهم تتجاوز المعرفة والصلة، فلقد نأى الأئمة بأنفسهم عما سوى ذلك، حتى قال محمد بن الفضل الملقَّب بـ«عارم»: «وضع أحمد بن حنبل عندي نفقته، فكان يجيء في كل يوم فيأخذ منها حاجته، فقلتُ له يومًا: يا أبا عبد الله، بلغني أنك من العرب؟ فقال: يا أبا النعمان، نحن قوم مساكين. فلم يزل يدافعني حتى خرج، ولم يقل لي شيئًا».

ومما يُنسب إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه:

الناسُ من جِهَةِ التَّمثيلِ أَكْفاءُ *** أبوهمُ آدمٌ والأمُّ حَوَّاءُ

نفسٌ كنفسٍ وأرواحٌ مُشاكِلَةٌ *** وأَعْظُمٌ خُلِقَتْ فيهمْ وأعضاءُ

فإنْ يَكُنْ لهم من أَصْلِهِمْ حَسَبٌ *** يُفاخِرُونَ به فالطينُ والماءُ

ما الفضلُ إِلَّا لأهل العلم إنهمُ *** على الهُدَى لمَنِ اسْتَهْدَى أَدِلَّاءُ

وقَدْرُ كُلِّ امرئٍ ما كان يُحْسِنُهُ *** وللرجال على الأفعال أسماءُ

وضِدُّ كُلِّ امرئٍ ما كان يَجْهَلُهُ *** والجاهلونَ لأهلِ العلم أعداءُ

أبو حنيفة رحمه الله من بين الأربعة ليس عربيًّا، ولكنه الأكثر في عدد الأَتْباع، ومع الجدل المحتدم في بداية نشوء المذهب، لم نجد مَن يلمز أبا حنيفة بهذا، مع أنه لا يمكن تجاهل سطوة القبلية في المجتمع العربي، وعلينا ملاحظة أن الشعوب الأخرى كالفرس لها قبائل معروفة.

فاستحضِرْ أن أئمة الحديث الستة، وهم: (البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه) جلَّهم من غير العرب، كما تدل دراسات متخصِّصة، باستثناء الإمام مسلم، فهو عربي صَلِيبة، من بني قُشير، على المشهور، وأبي داود، فهو من الأَزْد، ويظل الشِّعار: (وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) [الحجرات:13].

هذه الحلقة مقتبسة من كتاب مع الأئمة للشيخ سلمان العودة، صص 49-48

يمكنكم تحميل كتاب مع الأئمة من الموقع الرسمي للدكتور علي محمد الصلابي عبر الرابط التالي:

https://www.alsallabi.com/uploads/books/16527989340.pdf


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022