(ميلاد الإمام أحمد بن حنبل)
اقتباسات من كتاب "مع الأئمة" لمؤلفه الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة (فرج الله عنه)
الحلقة: الواحدة والسبعون
محرم 1444ه/ أغسطس 2022م
هو: أحمدُ بنُ محمد بن حنبل بن هلال الشَّيباني، أبو عبد الله المَرْوَزيُّ، ثم البغداديُّ.
خرجت به أمه حملًا من مَرْو، ثم وُلد ببغداد في (20/3/164هـ).
وطاف البلاد لطلب العلم، دخل الكوفة والبصرة وعَبَّادان وواسط ومكة والمدينة واليمن والشام والجزيرة وغيرها، ورحل ماشيًا إلى صنعاء اليمن، وارتحل إلى طَرَسُوس، مرابطًا وغازيًا.
ومنعته قلة ذات اليد من الرِّحلة إلى الرَّيِّ، ليأخذ عن محدِّثها جَرِير بن عبد الحميد.
ومنعته قلة ذات اليد أيضًا أن يرحل إلى نَيْسابور، ليأخذ عن إمامها يَحْيى بن يَحْيى النَّيْسابوري.
وتارة كانت تمنعه أمه من الرِّحلة شفقة عليه.
ووعد شيخه الشافعيَّ بالرِّحلة إليه في مصر، لكن حالت المنية دون ذلك بوفاة الشافعي سنة (204هـ).
وقال ابن أبي حاتم: «يشبه أن تكون خفة ذات اليد حالت بينه وبين الوفاء بالعدة».
كان أحمد عربيًّا من بني ذُهْل بن شَيْبان، ولكنه كما قال يحيى بن مَعِين: «ما رأيتُ خيرًا من أحمد بن حنبل قطُّ، ما افتخر علينا قطُّ بالعربية ولا ذكرها..».
وقال محمد بن الفضل الملقَّب بـ«عارم»: «وضع أحمد بن حنبل عندي نفقته، فكان يجيء في كل يوم فيأخذ منها حاجته، فقلتُ له يومًا: يا أبا عبد الله، بلغني أنك من العرب؟ فقال: يا أبا النعمان، نحن قوم مساكين. فلم يزل يدافعني حتى خرج ولم يقل لي شيئًا».
كان رحمه الله يُؤمن بأن قيمة المرء في عمله وإنجازه، وليست في نسبه، كان يلحظ افتخار الطلَّاب من العرب على غيرهم؛ ولذلك طوى هذا الحديث,
هذه الحلقة مقتبسة من كتاب مع الأئمة للشيخ سلمان العودة، صص 147-148
يمكنكم تحميل كتاب مع الأئمة من الموقع الرسمي للدكتور علي محمد الصلابي عبر الرابط التالي: